الرجال في آخرالزمان
عن عبدالله بن بشر قال: سمعت حديثا منذ زمانه: اذا کنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو أکثر، فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب في الله، فاعلم أن الأمر قد قرب. [1] .
يعني لن تجد رجلا مهابا في الله، لانا يأمر بالمعروف و ينکر المنکر، ثم يکون محترما مسموع الکلمة علي هذا الاساس... انک لن تجده لا حين تتصفح وجوه العشرين رجلا و لا حين تتصفح المئات في مجتمعنا الحاضر، لأن الهيبة للسلاح و فرض الاحترام منوط بالقوة و المال و کثرة حطام الدنيا، و هذا من الموسف حقا، لأن الرجال هم المسوولون عن کل انحراف بين الشباب و الشابات، و هم باستهانتهم لما يجري حولهم، و بسکوتهم عن احتراق أولادهم، و بسخائهم في تلبية الرغبات الشاذة عند نسائهم، قد جروا المجتمع
[ صفحه 254]
الي التراجع و الفواضي والفساد.
فکل ما في المجتمع من فساد تقع تبعته علي عاتق الرجال دون غيرهم لانهم هم القوامون علي النساء، و هم الممسکون بعري تربية الأجيال.
و قال صلي الله عليه و اله و سلم: هلکت الرجال حين أطاعت النساء. [2] .
و قال صلي الله عليه و اله و سلم: يطيع الرجل زوجته، و يعصي و الديه، و يسعي في هلاک أخيه، و يجفو جاره، و يقطع رحمه، و ترتفع أصوات الفجار.
طبعا المقصود من النساء في حديث رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم هن اللواتي يتبعن الهوي و الشهوات و بعيدات عن التقوي و الورع و العفة.
و قال صلي الله عليه و اله و سلم: يزف الرجال للرجال کما تزف المرأة لزوجها. [3] .
و قد حصل هذا کثير، اذ أخذت تباشير هذه الأمة المخزيه تحل العالم، فقد سجلت محکمة الدانمارک زواجا بين شابين رجلين، و تلتها محاکم أخري في غربي و أواسط أوربا، و حفلت صحف العالم بتصاريح وافية عن سعادة العريس مع العريس.
و قال الصادق عليه السلام: تنکح البهائم. [4] .
و قال صلي الله عليه و اله و سلم: يتحلي ذکور أمتي بالذهب، و يلبسون الحرير و الديباج. [5] .
[ صفحه 255]
و قال الامام علي عليه السلام: و يعير الرجل علي صون النساء. [6] .
و الواقع ما أکثر من يعير علي صون زوجته و بناته، و ما أکثر النساء و البنات اللاتي لا يردن الصون و لا يرغبن في سماع هذه اللفظة البالية، و کم من رجل اتهم بالرجعية لانه يصون أهل بيته و يغار عليهم.
و أما التشبه بالنساء. فتراه في کل مکان، فالرجل يلبس القميص الملون و البنطلون الضيق، و يضع السلسلة الذهبية في رقبته، و يتختم بالذهب و يحلق اللحية مع الشارب و يرقق حاجبيه عند الحلاق و يستعمل المساحيق الخاصة للوجه، و کأنه يجلب الأنظار الي نفسه.
پاورقي
[1] کنز العمال 565:14، ح 39610.
[2] کنز العمال 287:16، ح 44504.
[3] الزم الناصب: 121 و مجمع النورين: 313.
[4] منتخب الأثر: 428، ح 9.
[5] منتخب الأثر: 428، ح 9.
[6] بشارة الاسلام: 133.