بازگشت

شدة الايمان


قال الامام الصادق عليه السلام: و رجال کان قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شک في ذات الله، اشد من الحجر لو حملوا علي الجبال لا زالوها. [1] .

ان قلوبهم قد ترسخ فيها الايمان بالله و قويت به و لا يزلزل عقيدتهم اي شيء و اي احد.

فهولاء - بعد السعي و الجهد في بناء الذات و تهذيبها - تحرروا من تسلط النفس، فلا يمکن للنفس و لا الوساوس الشيطانيه ان توثر فيهم، فانهم مومنون لا تاخذهم في الله لومه لائم، و لا يشوب قلوبهم شک في ذات الله، و هم رجال عرفوا الله حق معرفته.

و المومن الذي يتصف بهذه الصفات لهو من اعظم المومنين و اقواهم.

قال الامام علي عليه السلام في عظمته ايمانهم: فجمع الله تعالي له قوما، قزع کقزع السحاب [2] يولف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون من احد، و لا يفرحون باحد يدخل فيهم، علي عده اصحاب بدر، لم يسبقهم الاولون، و لا يدرکهم الآخرون. [3] .



[ صفحه 238]



فعدم اهتمام الاصحاب باحد دليل شده ايمانهم، فلا يفرحون بکثره الناس حولهم، و لا يستوحشون بتفرقهم عنهم لثقتهم انهم علي الحق.

فهم علي يقين بحقانيتهم فلا يهم عندهم ما يصيبهم في هذا المسير و ببرکه الايمان تکون فيما بينهم الفه و محبه تمنع من اصابتهم بالحسد و التباغض و التنافس فيما بينهم.


پاورقي

[1] بحار الانوار 307:52 يوم خروجه و ما يدل عليه ب (26) ح 82.

[2] قزع: جمع قزعه: و هي القطعه من السحاب، اي کما ان السحاب احيانا يري قطعا صغيره متفرقه ثم تجتمع و تصير قطعه واحده، کذلک اصحاب الامام يجتمعون بعد ان کانوا مفترقين.

[3] المستدرک علي الصحيحين للحاکم النيسابوري 554:4.