بازگشت

الفرق بين الاصحاب و الانصار


و من البديهي ان الافراد تتفاوت درجاتهم و نجاحهم في الامتحان الالهي فالفئه التي کسبت الامتياز في الثبات و الاخلاص و التضحيه فهولاء هم اصحاب الامام عليه السلام رجالا 313 و نساء 50.

و الفئه التي کسبت ما بعد الامتياز و ادني منه فهم انصار الامام المهدي عليه السلام. [1] .

و السر في تفاوت عدد انصار المهدي عليه السلام و اصحابه هو في اختلاف درجات الاخلاص الذي ينتجها الامتحان الالهي في عصر الغيبه.

فان اختلاف عدد الناجحين في کل درجه، لوضوح ان درجات الاخلاص کلما ارتفعت، تطلبت قابليات اوسع و ثقافه اعمق لاحراز النجاح و من المعلوم ان الافراد الاکثر قابليه و الاوسع ثقافه اقل في العالم ممن هم



[ صفحه 234]



دونهم... و هکذا.

و من هنا الناجحون من الدرجه الاولي اقل منهم من الدرجه الثانيه او هم اقل منهم من الدرجه الثالثه، و کلما قلت درجه الاخلاص زاد عدد القواعد الشعبيه المتصفه به.

اذن هناک فرق بين الاصحاب و الانصار منها:

1- ان الاصحاب عددهم محدد من طرف الله و هو 313 رجل و 50 امراه بخلاف انصار فان عددهم غير محصور.

روي عن الصادق عليه السلام... و يجيء - و الله - ثلاثمئه و بضعه عشر رجلا فيهم خمسون امراه يجتمعون بمکه. [2] .

2- ان اکثر اصحاب الامام المهدي من الشباب و قل ما يوجد بينهم شيخ مسن بخلاف الانصار فانهم متفاوتو الاعمار.

قال الامام علي عليه السلام ان اصحاب القائم شباب لا کهول فيهم الا کالکحل في العين، او کالملح في الزاد و اقل الزاد الملح. [3] .

3- الاصحاب لهم الدور القيادي في جميع المجالات فهم حکام الارض بخلاف الانصار فهم يکونون تحت امره الاصحاب تبعا لهم. [4] .



[ صفحه 235]



و الامام الصادق يصف الاصحاب - هم اصحاب الالويه، اشاره الي توفر الموهلات فيهم لقياده الجيوش و العسکر، و عبر عنهم کذلک عليه السلام: و هم حکام الله في ارضه.

ان الاختلاف في الوظائف بين الاصحاب و الانصار، و الانصار فيما بينهم التي توکل اليهم، انما هي نتيجه لاختلاف درجاتهم في الاخلاص.

فان هولاء الممحصين الکاملين سوف يکونون في جيش المهدي عليه السلام هم اصحاب الرايات - يعني القواد و روساء الفرق - علي حين يکون الممحصون من الدرجه الثانيه عامه جيش الفاتح للعالم بالعدل.

4- سرعه التحاق الاصحاب بالمهدي عليه السلام في مکه، فالثلاثمئه و الثلاثه عشر رجلا يکونون حاضرين في المسجد الحرام في مکه حين خطاب المهدي عليه السلام و سبقته الاولي. علي حين ان الباقين يتواردون الي مکه بعد ذلک خلال الايام القليله القادمه بعدها.

5- سرعه ايمان الاصحاب بالمهدي عليه السلام و مبايعتهم له، اذ من المعلوم ان الفرد کلما کان اعمق ايمانا و اوسع ثقافه يستطيع ان يفهم قول الحق و يشخص القائد الحق بشکل اعمق و اسرع، و من هنا سيکون هولاء بخلاف الانصار هم الرواد الاوائل الي مبايعه المهدي عليه السلام بعد جبرائيل، و لربما اکثرهم کانوا يعرفون الامام في عصر الغيبه فلا يحتاجون معه الي ايه حجه او معجزه.

و الواقع فان العدد الکافي لغزو العالم بالعدل ليس هو وجود ثلاثمئه



[ صفحه 236]



و ثلاثه عشر جنديا کما يتخيل الناس، اذ يفهمون حصر اصحاب المهدي عليه السلام بهذا العدد. و انما العدد المذکور يکون کافيا للقواد علي کونهم قوادا و حکاما، و يضاف الي هولاء عدد ضخم من الجيش لا يقل عن عشره الاف شخص في نواته الاولي عند مبدا الحرکه. و من هنا قالت احدي الروايات - ما يخرج الا في اولي قوه، و ما يکون او لو قوه اقل من عشره الاف.

فهي تنفي بصراحه ان يکون جيش المهدي منحصرا بالثلاثمئه و الثلانه عشر، فانهم وحدهم لا يشکلون قوه و لا يکونون کافين في تحقيق الهدف الکبير. و انما هم يقومون بالقياده و الاشراف بالنسبه الي غيرهم من الناس.

و ان العشره الاف جندي کاف في اول حرکه الامام عليه السلام، و کلما اتسعت حرکته فان جيشه سوف يتسع و تتضح اهدافه و تکثر اسلحته.


پاورقي

[1] الزام الناصب 116:1 اشاره الي ما ورد في بحار الانوار 223:52 ب (25) علامات ظهوره، ح 87.

[2] الزام الناصب 116:1. بحار الانوار 223:52 ب (25) علامات ظهوره، ح 87.

[3] بحار الانوار 333:52 ب (27) سيره و اخلاقه، ح 63.

[4] بحار الانوار 368:52.