بازگشت

شوقا لاعلاء کلمة الله


ان يکون الهدف الاصلي من الانتظار و الشوق لظهور الامام عليه السلام هو ظهور الامر الالهي، و اظهار دين الله علي الدين کله، و اقامه حکم الله علي العالم کله، و ظهور حقانيه المعصومين عليهم السلام و فضلهم و مقامهم و عظمتهم.

و الانتقام من ظالميهم و اعدائهم، خصوصا الاخذ بثار شهداء کربلاء و سيدهم الامام الحسين عليه السلام.



[ صفحه 226]



فاذا کان الهدف الاصلي و الغرض الاساسي من الانتظار هي هده الامور، فان نيه المنتظر قد حققت اعلي مراتب الاخلاص، و تشمله اعلي مرابت الثواب و الفضائل التي وعد بها المنتظرون.

و متي ما حقق المنتظر هذه المرتبه من اخلاص النيه فلا ينافي ان يشتاق و يحب ان يصل و يتنعم بالموردين السابقي الذکر و هما النعيم الدنيوي في ظل دوله المهدي، و التنعم بالعلم و العباده و يتخذهما وسيله للتقرب الي الامام عليه السلام.

و الدليل علي ان هذا الهدف هو المطلوب في منهج الائمه عليهم السلام هي هذه الروايه، سئل الامام الصادق عليه السلام: ايهما افضل: العباده في السر مع الامام منکم المستتر في دوله الباطل، او العباده في ظهور الحق و دولته مع الامام منکم الظاهر؟

قال عليه السلام: الصدقه في السر و الله افضل من الصدقه في العلانيه، و کذلک و الله عبادتکم في السر مع امامکم المستتر في دوله الباطل و حال الهدنه، افضل ممن يعبد الله عز و جل في ظهور الحق مع الامام الظاهر في دوله الحق... و هو حديث طويل في هذا المعني، قال له صاحبه في نهايته: احب ان اعلم کيف صرنا نحن اليوم افضل من اصحاب الامام الظاهر منکم في دوله الحق و نحن علي دين واحد؟

فقال عليه السلام: انکم سبقتموهم الي الدخول في دين الله عز و جل و الي الصله و الصوم و الحج، و الي کل خير وفقه، و الي عباده الله جل و عز سرا من عدوکم مع امامکم المستتر مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدوله الحق، خائفين علي امامکم و انفسکم من الملوک الظلمه، تنظرون الي حق امامکم،



[ صفحه 227]



و حقوقکم في ايدي الظلمه، قد منعوکم ذلک و اضطروکم الي حرث الدنيا و طلب المعاش مع الصبر علي دينکم و طاعه امامکم و الخوف من عدوکم، فبذلک ضاعف الله عز و جل لکم الاعمال، فهنيئا لکم.

فقال له صاحبه: جعلت فداک، فما تري اذا ان نکون من اصحاب القائم و يظهر الحق، و نحن اليوم في امامتک و طاعتک افضل اعمالا من اصحاب دوله الحق و العدل؟.

فقال عليه السلام: سبحان الله اما تحبون ان يظهر الله تبارک و تعالي الحق و العدل في البلاد، و يجمع الله الکلمه، و يولف الله بين قلوب مختلفه، و لا يعصون الله عز و جل في ارضه، و تقام حدوده في خلقه، و يرد الله الحق الي اهله، فيظهر حتي لا يستخفي بشيء من الحق مخافه احد من الخلق؟ اما و الله يا عمار لا يموت منکم ميت علي الحال التي انتم عليها الا کان افضل عند الله من شهداء بدر و احد فابشروا [1] .

و نحن من ذيل هذه الروايه الشريفه نصل الي حقيقه و هي ان عمل المومن في عصر الغيبه و قبل الظهور افضل و اعظم اجرا من زمن الظهور و لکن لا بد له ان يعيش حاله الانتظار لظهور الامام و دوله الحق و ظهور دين الله و اظهار مظلوميه الائمه عليهم السلام و الاخذ بثارهم و حقوقهم.



[ صفحه 231]




پاورقي

[1] الکافي 333:1، باب نادر في حال الغيبه، ح 2.