شوقا للنعيم
ان البعض ينتظر الامام شوقا للوصول الي النعيم و الرفاهيه التي سيحصل عليها في ظل دولته القادمه، و يکون النعيم هدفه الاصلي من الانتظار، عندها تزول مشاکله و مصائبه.
[ صفحه 222]
لان المشاکل قد احاطت بالحياه، و تعدد الحرمان، حرمان المال حرمان المسکن، حرمان الامام، فاصبح الانسان يخاف علي حياته و علي امواله و علي عائلته، و الضعفاء يخافون من الاقوياء و انتشار الفقر و المجاعه في العالم.
کل هذا يزول بظهور الحجه، و تتحقق کل امنيات الانسان التي کان محروما منها، فالامام عليه السلام بعد ظهوره يسمح للناس ان يستثمروا الارض و ما فيها من المعادن، و ما عليها من المزارع، فتکثر الاموال بين البشر، و تتضاعف البرکات.
عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: ابشرکم بالمهدي... يقسم المال صحاحا... بالسويه، و يملا الله قلوب امه محمد صلي الله عليه و اله و سلم غني، و يسعهم عدله، حتي يامر مناديا فينادي: من له في مال حاجه. [1] .
و يقول الامام علي عليه السلام عن وفره النبات و الامام في زمان المهدي عليه السلام... حتي تمشي المراه بين العراق الي الشام لا تضع قدميها الا علي النبات و علي راسها زبيلها، لا يهيجها سبع، و لا تخافه. [2] .
قال الرسول صلي الله عليه و اله و سلم فحينئذ تظهر الارض کنوزها، و تبدي برکاتها، فلا يجد الرجل منکم يومئذ موضعا لصدقته و لا لبره، لشمول الغني جميع المومنين. [3] .
[ صفحه 223]
ان کان الهدف الاصلي و النيه من انتظار المهدي عليه السلام هذا فقط، بنحو لو توفر له الآن في عصر الغيبه ما تمناه في ظهور الامام من الرفاهيه و الرزق و الراحه و زوال البليات لزال شوقه لظهور الامام و غفل عن امر فرج الامام عليه السلام.
فهنا الانسان يخرج من قائمه المنتظرين لعدم توفر الاخلاص في نيته او حرم من الفضائل و الفيوضات التي قررت للمنتظر بسبب ان انتظاره، للامام من اجل دنياه، فهو لا يريد الامام، انما يريد دنياه.
عن ابي بصير يقول: سالت الامام الصادق متي يکون الفرج؟
قال عليه السلام: و انت ممن يريد الدنيا؟ يعني تريد الامام لدنياک؟ ثم قال عليه السلام: من عرف هذا الامر فقد فرج عنه؛ لانتظاره. [4] .
و اما اذا کان حب المنتظر و شوقه لدوله الامام و بالنعم و الرفاه الذي سيتوفر للاولياء و المومنين علي انه من نعم الله و عطائه لهم.
اي يشتاق لتلک النعم و الراحه و الامان بما انه عطاء الهي للمومنين و تحقيق لوعده لهم، فهذا الشوق و الانتظار لا يدخل في ضمن عنوان حب الدنيا و غير مذموم، لان المنتظر يرغب اليه لانه يعلم رضا الله فيه، و ليس هدفه الاصلي حبه للتنعم فهذا لا باس به، و لکن هذا النوع و المرتبه من النيه لها مرتبه واحده من الخلوص و اخلاصه غير کامل، لان القصد و الفرض من الانتظار يرجع منفعته للمنتظر و لذات نفسه.
[ صفحه 224]
پاورقي
[1] معجم احاديث الامام المهدي 92:1.
[2] بحار الانوار 316:52، ب (27) سيره و اخلاقه، ح 11.
[3] الارشاد للمفيد 384:2.
[4] الکافي 1: باب انه من عرف امامه لم يضره تقدم هذا الامر او تاخر، ح 3.