هداية الناس و تعليمهم
ان المنتظر الواقعي يسعي دائما لخدمه الدين و امام زمانه، و يکون من الدعاه لدوله الحق و عصر الظهور، و هذا ما يطلبه الداعي في ليالي شهر رمضان المبارک من الله تعالي.
يقول في دعاء الافتتاح: اللهم انا نرغب اليک في دوله کريمه تعز بها الاسلام و اهله و تذل بها النفاق و اهله، و تجعلنا فيها من الدعاه الي طاعتک و القاده الي سبيلک. [1] .
[ صفحه 207]
و من يطمح ان يصبح من القاده في عصر الظهور فلا بد ان يکون کذلک في عصر الغيبه ممن يقود الناس الي معرفه ربهم و امامهم و التهيو لدوله الظهور.
و هدايه الناس و تعليمهم يتم من خلال عده اساليب و مراحل:
الاول: ان يکون التعليم و الهدايه و الارشاد و رفع جهل الناس باللفظ و الکلام و النصيحه مع الترغيب الي الالتزام باوامر الله و الاشتراک في مجالس اهل العلم.
الثاني: ان يکون التعليم و الهدايه بالفعل، اي ان يکون حال الفاعل و کمال اخلاقه و شده التزامه بالشريعه و آدابه الظاهريه عاملا لرغبه الآخرين للدين و ترک المحرمات.
و هذا النوع اهم و افضل من النوع الاول کما قال الامام الصادق عليه السلام: کونوا دعاه للناس بالخير بغير السنتکم. [2] .
الثالث: ان يکون التعليم و الهدايه بالمال، اي ان يسعي صاحب المال في اقامه مجالس الارشاد و التعليم، و يقدم فيه من الماکولات التي تشجع بعض الناس للحضور.
و کذلک ينفق ماله لتاليف قلوب الناس و يجذبهم الي الدين و الابتعاد عن الفساد و الکفر بسبب الفقر.
[ صفحه 208]
و يهيء الامکانات لمن يرغب في تعلم دينه.
و يذکر التاريخ ان رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم عندما اراد الدعوه لعشيرته فدعاهم الي مادبه طعام و بعدها دعاهم الي الدين، و قد کرر هذا العمل ثلاث مرات. [3] .
الرابع: ان يکون التعليم و الهداية الي الدين بواسطة التأليف و طبع الکتب التي تهتدي الآخرين و ترشدهم الي الدين و توضح لهم الحق من الباطل بالادلة و البراهين الحقة.
و هکذا فان العمل في المجتمع له عدة وسائل، فمن لم يتمکن من احدها فعليه بالاخري، فالواجب هو ان يؤدي فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنکر و تعليم و هداية الناس.
و کل من توفق لهداية الاخرين فهو قد التزم بأحب الأعمال عند الله و أشرفها، و حقق المعني الحقيقي من احياء النفوس الذي قال الله تعالي عنه:)و من أحياها فکأنما أحيا الناس جميعا( [4] .
يعني من توفق لهدايه و ارشاد فرد واحد من الناس فکانه هدي جميع الناس و احيا نفوسهم.
[ صفحه 209]
قال الامام علي عليه السلام: من کان من شيعتنا عالما بشريعتنا، و خرج ضعفاء شيعتنا من ظلم جهلهم الي نور العلم الذي حبوناه به، جاء يوم القيامه و علي راسه تاج من نور يضيء لاهل جميع تلک العرصات و عليه حله لا يقوم لا قل سلک منها الدنيا بحذافيرها.
ثم ينادي مناد: يا عباد الله: هذا عالم من بعض تلامذه بعض علماء آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم، الا فمن اخرجه في الدنيا من حيره جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيره ظلمه هذه العرصات الي نزهه الجنان، فيخرج کل من کان علمه في الدنيا خيرا او فتح عن قلبه من الجهل قفلا او اوضح له عن شبهه. [5] .
پاورقي
[1] مفاتيح الجنان، دعاء الافتتاح المنسوب الي الامام المهدي عليه السلام: 179.
[2] الکافي 2: باب الصدق و اداء الامانه، ح 10.
[3] بحار الانوار 181:18 ب (1) المبعث و اظهار الدعوه، ح 11. و للتوسع انظر: موسوعه التاريخ الاسلامي 1: 427-407.
[4] المائدة: 32.
[5] التفسير المنسوب للامام الحسن العسکري: 399.