خدمة الامام المهدي
ان من شروط الانتظار الحقيقي هو خدمه الامام عليه السلام، و خدمه الامام مساوق لخدمه الدين.
ورد عن اميرالمومنين عليه السلام قوله: ما من حرکه الا و انت محتاج فيها الي معرفه. [1] .
اذا اردنا ان نقوم باي فعل من الافعال يجب ان نمتلک المعرفه فيه حتي نکون علي بينه من امرنا و يکون العمل خالصا من الشوائب لانه ما من شائبه الا و مرجعها الي الجهل، لذلک نحتاج في اي حرکه الي معرفه.
و خدمه الامام المهدي عليه السلام هي حرکه و نحتاج فيها الي معرفه ايضا، فلا يمکن لاحد ان ينال شرف الخدمه لدوله الظهور دون ان يکون مالکا لمعرفه سبيل الخدمه.
و لقد تاذي و يتاذي الامام المهدي عليه السلام من الجهل و الجهلاء و من عدم فهمنا له و عدم معرفتنا ماذا يريد منا، و قد ورد عنه عليه السلام: لقد آذانا جهلاء الشيعه و حمقاوهم. [2] .
ان العلم من شانه ان يوضح الطريق الصحيح و بدونه يدخل الانسان
[ صفحه 205]
في المهالک من حيث لا يقصد و من الممکن لانسان يسهر الليالي سعيا الي خدمه امام الزمان و في المقابل نري ولي العصر يتاذي من اعماله لانها مبنيه علي الجهل.
هذا الانسان الذي يريد خدمه الامام الا انه لم يوفق لذلک بل فعل العکس بسبب جهله بتلک الامور التي يريدها الامام، و هذا ما ورد في الروايه: من عمل علي غير علم کان ما يفسد اکثر مما يصلح. [3] .
ليس المقصود منه تلک البينه التي تسبق العمل، اي ان اکون قبل العمل علي بينه من امري بان هذا العمل هو يخدم الامام عليه السلام و يمهد لظهوره.
و العلم بهذا المعني هو الذي من عمل بغيره کان ما يفسد اکثر مما يصلح، هذا ان وجد الاصلاح.
علينا دائما ان ننظر ان العمل الذي نقوم به هل يصب في مصلحه الامام عليه السلام و کسب رضاه؟
يجب علينا ان نطلب العلم لخدمه ولي العصر عليه السلام و من قضي حياته في تحصيل العلم حتي يصبح عالما فذا و لم يقدم بين يدي امامه شيئا من الخير فان هذا العلم هو سبب للهلاک لانه شغل صاحبه عن امام زمانه، ان خدمه الامام توفيق عظيم وفوز لمن يفوز به، و قد تمني خدمته الامام الصادق عليه السلام عند ما سالوه عن الامام المهدي عليه السلام هل ولد ام لا؟ اجاب عليه السلام: لا لم يولد
[ صفحه 206]
و لو ادرکته لخدمه ايام حياتي. [4] .
عندما نتدبر في هذه الروايه نلاحظ انها تدل علي نکات دقيقه منها:
1- بيان فضل القائم عليه السلام و شرفه.
2- الاشاره الي ان خدمته افضل العبادات، و اقرب الطاعات، لان الامام الصادق عليه السلام الذي لم يصرف عمره الشريف الا في صنوف طاعه الله و عبادته في يومه و ليله بين انه لو ادرک القائم لصرف ايام حياته في خدمته.
فظهر من قوله ان السعي في خدمه القائم عليه السلام افضل الطاعات لترجيحه و اختياره علي سائر اصناف الطاعه و العباده.
لخدمه الامام مصاديق متعدده و کثيره منها:
پاورقي
[1] تحف العقول: 171.
[2] الاحتجاج للطبرسي 289:2، و بحار الانوار 267:25، ب (9) نفي الغلو، ح 9.
[3] بحار الانوار 150:74، ب (7)، ح 87.
[4] الغيبه للنعماني: 252، ب (13)، ح 46.