بازگشت

رسالة الامام للشيعة


يذکر ان في تاريخ 1410ه- ارسل الامام المهدي عليه السلام رساله الي شيعته في لبنان.

ينقل انه کانت تقام مجالس الامام الحسين عليه السلام في احد مساجد لبنان و يسمي المسجد باسم السيده نرجس عليها السلام. و يقول امام الجماعه لهذا المسجد: و قد قرروا صندوقا في هذا المسجد لجمع الاموال ممن يحب ان يتبرع لاجل وجبات محرم، و خاصه الاطعام باسم ابي الفضل العباس عليه السلام و مفتاح الصندوق کان عند صاحب المسجد، و فتحه الصندوق ضيقه جدا يکفي فقط لادخال ورقه من المال.



[ صفحه 201]



فبعد فتره من الزمن عندما فتحنا الصندوق لجمع المال راينا فيه رساله و داخلها حلاوه، و تعجبنا فان الرساله لا يمکن ادخالها في فتحه الصندوق لضيقها، اذن فدخولها باعجاز. فتحنا الرساله فکان مکتوب فيها هکذا:

بسم الله الرحمن الرحيم

(قل اعملوا فسيري الله عملکم و رسوله و المومنون)

انا المهدي المنتظر، اقمت الصلاه في مسجدکم، و اکلت مما اکلتم و دعوت لکم، فادعوا لي بالفرج.

هنا لا بد من ذکر عده نقاط:

الاولي: ان من اهم العوامل التي تساعد علي تکامل المنتظر هو احساسه بوجود و حضور الامام المهدي في کل لحظه و في کل زمان و مکان.

و الدليل هو ان العقل يدرک و يعلم ان الله شاهد علي اعمال الانسان و هو الذي يمکنه ان يهب هذه القدره لمن يريد من عباده. و الروايات توکد ان الله قد وهب قدره الاحاطه باعمال العباد و الاشراف عليهم للائمه المعصومين عليهم السلام و آخرهم الامام المهدي عليه السلام صاحب الزمان.

و بالاضافه الي ذلک فان العقل الانساني يدرک هذه الحقيقه و هو من اجل تربيه الانسان لا بد ان يجعله تحت اشراف و احاطه المربي في کل لحظه و ذلک المربي يراقب اعماله و يصحح اخطاء ه کما هو حال الطفل الصغير مع والديه فانه بحاجه الي اشرافهما لاجل تربيته حتي يصل الي سن الرشد، و کذلک الانسان اذا اراد ان يصل الي الرشد الانساني فلا بد ان يکون تحت



[ صفحه 202]



اشراف مرب روحي.

قال تعالي: (و قل اعملوا فسيري الله عملکم و رسوله و المومنون)

يعني ان اعمالکم محط مراقبه الله و رسوله و المومنين، و المقصود من (المومنون) هم الائمه عليهم السلام.

و کما ان الطفل لو شعر ان والديه يراقبانه فانه يحتاط من ارتکاب الخطا، و احساسه هذا يربيه و يعدل سلوکه، فکذلک المنتظر من اجل ان يصل الي اعلي مراتب الانسانيه عليه ان يدرک و يتحسس هذه الحقيقه بان امام زمانه يراقبه و مرتبط به.

و هذا الحس هو الذي يربيه و يحميه من ارتکاب الذنوب و الاخطاء حتي لا يوذي قلب امامه الغائب.

الثانيه: قوله عليه السلام و اکلت مما اکلتم.

هنا يريد عليه السلام ان يذکرنا بحقيقه و هي انه معنا في کل مکان يعيش بيننا و ياکل مما ناکل.

و ليس بصحيح ان نعتقد انه بعيد عنا يعيش مهجورا و بعيد عن حياتنا، و لا يوجد اي ارتباط له بنا، بل علينا ان نعلم انه معنا کما هو حال اجداده الائمه عليهم السلام عاشوا مع الناس و مشوا في اسواقهم، و اکلوا معهم. و هکذا حال الامام المهدي عليه السلام مع الناس و لکن بفارق واحد هو انهم لا يعرفونه من هو.

يقول الصادق عليه السلام: فما تنکر هذه الامه ان يکون الله عز و جل يفعل



[ صفحه 203]



بحجته ما فعل بيوسف ان يکون يسير في اسواقهم ويطا بسطهم و هم لا يعرفونه حتي ياذن الله عز و جل ان يعرفهم بنفسه. [1] .

الثاله: قوله عليه السلام: دعوت لکم.

اي ان الامام دائم الدعاء لشيعته، و هذا يدل انه علي ارتباط مستمر بهم، يتتبع اخبارهم و احوالهم و يدعوا لهم لقضاء حوائجهم.

و الدعاء للشيعه من صفات الامام المهدي عليه السلام.

يقول السيد ابن طاووس: في احد اليالي و انا في السرداب في سامراء سمعت الامام المهدي يدعو بهذا الدعاء و المناجات.

اللهم ان شيعتنا خلقت من شعاع انوارنا و بقيه طينتنا و قد فعلوا ذنوبا کثيره اتکالا علي حبنا و ولايتنا فان کانت ذنوبهم بينک و بينهم فاصفح عنهم فقد رضينا و ما کان منها فيما بينهم فاصلح بينهم. [2] .

الرابعه: ان من اهم مطالب هذه الرساله هي الدعوه الصريحه الي جميع الشيعه ان يدعوا له بالفرج، فادعوا لي بالفرج.

و هذا الطلب من الامام عليه السلام لم يکن في هذه الرساله فقط بل من قبل الف عام و من خلال طرق مختلفه کررها الامام عليه السلام.



[ صفحه 204]




پاورقي

[1] کمال الدين 341:2 ب (33) ح 21.

[2] بحار الانوار 102:53، الحکايه الخامسه و الخمسون.