بازگشت

الدعاء لتعجيل ظهوره


ان من ابرز العوامل التي تقوي الارتباط المعنوي بالامام المهدي عليه السلام هو کثره الدعاء لتعجيل فرجه الشريف.

قال الامام المهدي عليه السلام في توقيعه المبارک المذکور في کتاب الاحتجاج: و اکثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان في ذلک فرجکم. [1] .

هذه الروايه من اکمل الروايات الوارده في اثر الدعاء في تعجيل ظهور الامام، و الامام جاء بصيغه الامر بکلمه و اکثروا، ثم يطلب کثره الدعاء و ليس الدعاء فقط، و الکثره يعني في کل اوقات الليل و النهار و في مجالس الذکر، بل في جميع الازمنه و اوقات الصلوات الواجبه، ثم يتطرق الي ان فرج الامام هو فرجکم انتم المومنون؛ لان کل معاناه يعانيها المومن من بلاء و ضيق في جميع المجالات الفرديه و الاجتماعيه و السياسيه و الاقتصاديه فهي بسبب غيبه الامام و عدم حاکميه العداله علي الارض.

يقول الامام الصادق عليه السلام: فلما طال علي بني اسرائيل العذاب ضجوا و بکوا الي الله اربعين صباحا، فاوحي الله الي موسي و هارون يخلصهم من فرعون، فحط عنهم سبعين و مئه سنه ثم قال عليه السلام: هکذا انتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فاما اذا لم تکونوا فان الامر ينتهي الي منتهاه. [2] .



[ صفحه 191]



کما نلاحظ لو فعلنا کما فعل بنو اسرائيل لکشف الله عنا بظهور امامنا کما کشف الله عنهم بظهور نبيهم، فانهم لمده 40 يوما کانوا يقيمون مجالس الذکر و الدعاء و البکاء و التوسل الي الله لانقاذهم، فعندها امر الله موسي و هارون بانقاذ بني اسرائيل، و من اثر دعائهم قدم نجاتهم مئه و سبعين عاما.

و ما يويد هذا المطلب قول الله تعالي: (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم). [3] .

ان الله تعالي لا يغير مصير قوم الي الحسن او السيء الا اذا اراد لقوم انفسهمو وسعوا اليه و ان ما يوجب تاخير ظهور الامام المهدي عليه السلام اعمال الشيعه و سيئاتهم، و نسيانهم لامامهم هذا ما عبر عنه الامام عليه السلام في رسالته للشيخ المفيد:

فما يحبسنا عنهم الا ما يتصل بنا مما نکرهه و لا نوثره منهم.

س 1: ما هو اثر دعائنا في ظهور الامام، فان ظهور الامام وعد الهي و سوف يتحقق و الله لا يخلف وعده؟

الجواب: نعم ان اصل الظهور وعد الهي، و اما زمن و وقت ظهور الامام فهو مرتبط بالناس و توفر شروط الظهور، و منه الاستعداد النفسي و الفکري للبشر، و هذا علي مبني قوله تعالي: (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما



[ صفحه 192]



بانفسهم)

فلا بد للبشريه ان تتحول نفسيا و تصبح راغبه لاقامه الدوله العالميه، و تغير فيها کل ما يکون سببا لتاخير ظهوره.

و من ابرز العلامات الظاهريه لاستعداد البشر هو کثره الدعاء، فان الدعاء و کثرته يدل علي الاستعداد النفسي للداعي و رغبته و الحاحه الشديد لظهور امامه فلهذا يکثر من دعوته للظهور من الله ربه.

مثله کمثل من يدعو شخصا الي منزله فاذا کانت دعوته مره واحده و ببرود فان المدعو لا يرغب بالذهاب و قبول الدعوه.

و اما اذا شعر برغبه الداعي انه شديد و انه يکرر الدعوه باستمرار و يتوسل فان هذه الحاله تشجع المدعو ان يلبي رغبته و يذهب لزيارته.

فهکذا مع الامام المهدي عليه السلام، ان نرغب بظهوره من کل قلوبنا، فله اثر في تسريع ظهوره کما هو في قصه بني اسرائيل الذي ذکرناها سابقا و کيف ان الدعاء له مدخليه في وقت الظهور.


پاورقي

[1] الاحتجاج 284:2.

[2] بحار الانوار 118:4، ب (3) البداء و النسخ، ح 50.

[3] الرعد: 11.