التوسل بالامام المهدي
التوسل يعني ان الانسان يتخذ وسيله للوصول الي الهدف، مثلا بواسطه السياره نصل الي مقصدنا من السفر، و السياره هي الوسيله.
و الله تعالي قد جعل وسيله للانسان و اوصاه ان يتخذه للوصول الي کل مقصد.
اذن في البدايه علي الانسان ان يحدد مقصده و يختار وسيلته، کما هو حال المسافر لا بد ان يحدد مقصد سفره ثم يختار وسيله النقل اما طائره او سياره.
فکذلک الدنيا فهي محطه سفر والانسان فيها مسافر، و علي المسافر ان يحدد وجهه سفره من الدنيا، اما ان يکون مقصده الله تعالي او المئات من
[ صفحه 186]
المقاصد الاخري کاهواء النفس و الشهوات.
فمن اختار الله لسيره في سفر الدنيا مقصدا، فان الله تعالي جعل له خليفه علي الارض و عرفه للمسافر ان يتخذه وسيله في سفره الي الله تعالي و هو امام زمانه.
اذن فلنسافر في هذه الدنيا الي الله، عالم الخيرات و الانسانيه. فنتجه الي الوسيله نطلب منه مساعدتنا للوصول الي المقصد الي الله الي مطلق العدل و الخير و الجمال، و ان ياخذونا معهم في هذا السفر الطويل، کما قال القرآن: (و کونوا مع الصادقين). [1] .
المصداق البارز للصادقين هم الائمه عليهم السلام... و آخرهم الامام المهدي عليه السلام اذن عند التوسل بصاحب الزمان عليه السلام اختر المقصد اولا ثم اطلب منه مساعدته و هدايته، و تربيته و تعليمه للوصول الي الکمال و الي الله.
کما قال الامام المهدي عليه السلام في توقيعه: نحن صنائع ربنا و الخلق بعد صنائعنا. [2] .
يعني کما ان الله تعالي التزم بتربيتنا بصفاته الالهيه، و نحن من طرف الله و باذنه مسوولون عن تربيه الناس بالتربيه الالهيه.
اذن فالعمل الاساسي و الوظيفه الرئيسيه للامام المهدي عليه السلام، تربيه
[ صفحه 187]
روح الانسان و ايصاله الي کماله الحقيقي، و اذا اکتفينا نحن من الامام فقط في رفع حوائجنا الماديه و الدنيويه فذلک لقصور فهمنا و عدم ادراکنا لحقيقه الامام و اهميه مسووليته.
يقول احد الاولياء: يا من تتوسل بالامام المهدي عليه السلام لقضاء حوائجک الماديه و شفاء امراضک الجسديه، فان مثلک کمثل مصاب بالسرطان يذهب الي الطبيب و يطلب منه معالجه حصانه الذي يرکب عليه و ليس هو.
فجسم الانسان مرکوب الروح فعلينا ان نعتم بالراکب ثم المرکوب، ان نتوسل لشفاء امراض ارواحنا ثم اجسامنا الروح ثم الجسد.
قال الامام الرضا عليه السلام: اذا نزلت بکم شديده فاستعينوا بنا علي الله عز و جل و هو قوله تعالي: (و لله الاسماء الحسني فادعوه بها). [3] .
و في زياره الجامعه: فاز من تمسک بکم، و امن من لجا اليکم.
ان وظيفه الرعيه کما تشاهده في احوال الناس عامه، هو الرجوع في مهماتهم و فع اعدائهم الي رئيسهم، في کل زمان، کما کان ذلک عاده اهل الولايه و العرفان في جميع الاحيان، حيث کانوا يبثون شکواهم و يرفعون حوائجهم الي ائمتهم عليهم السلام.
و طبعا لا فرق بين حضور الامام و غيبته، فانه صاحب المراي و السمع و لا يخفي علي الامام شيء من احوال الانام، کما هو المصرح به في الروايات
[ صفحه 188]
و ليست الجدران و الجبال حائله بينه و بين احد من الخلق، و يدل علي ذلک روايه ابي الحسن عليه السلام الذي اجاب علي من کتب اليه قائلا: ان الرجل يحب ان يفضي الي امامه ما يحب ان يفضي الي ربه.
فکتب له عليه السلام: ان کانت لک حاجه فحرک شفتيک، فان الجواب ياتيک. [4] .
و للتوسل شروط منها:
1- الاعتقاد القلبي و الايمان بالامام المهدي عليه السلام، علي المتوسل الاعتقاد بان الامام يسمعه و يراه و قريب منه و يجيبه حين يناديه و لا يفصله عنه زمان و مکان، و انه في کل آن تحت اشراف الامام کما يقول في سوره التوبه: (و قل اعملوا فسيري الله عملکم و رسوله و المومنون). [5] .
يعني کل ما تفعله ايها الانسان فهو في علم الله و رسوله و الائمه و هم المومنون.
2- التوجه القلبي للامام و رعايه الادب اثناء التوسل، ادب الجوارح و کاننا امام سلطان نحافظ علي ظاهرنا من الادب، ان يکون الانسان منحنيا علي الارض و عليه الامتناع من الحرکات الاضافيه للبدن، و اظهار الخشوع.
و کذلک الالتزام بالادب اللفظي اثناء الحديث و المناجاه مع الامام و اظهار المحبه للامام کهذه الجمل - فداک نفسي و اهلي و مالي -، روحي فداک.
[ صفحه 189]
افضل ما يفعله المنتظر اثناء التوسل هو:
1- زياره آل ياسين
2- صلاه صاحب الزمان، و هي رکعتان في کل رکعه يکرر آيه: (اياک نعبد و اياک نستعين) 100 مره ثم تتم قراء ه الفاتحه، و تقرا بعدها الاخلاص مره واحده، و بعد الفراغ تصلي علي محمد و آل محمد مئه مره.
3- دعاء العهد
يستحب قراء ته يوميا بعد صلاه الصبح، و ذلک لتجديد البيعه عندما يقول الداعي: اللهم اني اجدد له في صبيحتي هذه و في کل يوم عهدا و عقدا و بيعه له في عنقي لا احول عنها ابدا.
يقول هذا و هو يتخيل ان کفه في کف الامام المهدي يبايعه علي ذلک.
و يجدد هذه البيعه کل صباح في بدايه کل يوم جديد، حتي يذکر نفسه ان يکون يومه کله في خدمه اهداف الامام المهدي عليه السلام و ممهدا لظهوره عليه السلام.
و من يداوم علي قراء ته عاما کاملا يتوفق لرويه الامام المهدي عليه السلام.
و عن الصادق عليه السلام قال: من دعا الي الله تعالي اربعين صباحا بهذا العهد کان من انصار قائمنا، فان مات قبله اخرجه الله من قبره و اعطاه الله بکل کلمه الف حسنه و محا عنه الف سيئه. [6] .
[ صفحه 190]
پاورقي
[1] التوبه: 119.
[2] الغيبه للطوسي: 285، ح 245.
[3] الاختصاص: 252.
[4] کشف المحجه: 153.
[5] التوبه: 105.
[6] بحار الانوار 95:53، ب (29) الرجعه، ح 111.