بازگشت

الارتباط بالمنتظر المهدي و احساس الحضور


قال الله تعالي: (يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلکم تفلحون). [1] .

يقول الامام الباقر عليه السلام في تفسير هذه الايه: (يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا): اصبروا علي اداء الفرائض، و صابروا علي اذيه عدوکم، و رابطوا امامکم المهدي المنتظر عليه السلام.

و هذا يعني ان عليا الاتصال بالامام المهدي في عصر الغيبه الکبري، و هذا الارتباط لا يتحقق الا بعد معرفه الامام فلهذا اکمل الامام الباقر قوله عليه السلام.

من مات و هو عارف لامامه لا يضره تقدم هذا الامر او تاخر و من مات و هو عارف لامامه کان کمن هو مع القائم في فسطاطه. [2] .

و کلما زادت معرفه الانسان زاد ارتباطه به.

و الارتباط بالمهدي واجب عقلي لاننا جهله و هو العالم بکل الحقائق، و نحن لا نتصف بالعصمه و هو المعصوم، و الله تعالي جعله لنا قائدا و اماما.



[ صفحه 181]



اذن يجب الارتباط به و الرجوع اليه دائما -عقلا - و الارتباط بالمهدي واجب شرعي لان کلمه رابطوا جائت بصيغه الامر، و هو امر من طرف الله تعالي لجميع عباده، و علي العباد الطاعه.

فاذن الارتباط و الاتصال بالمهدي واجب شرعي لمن يصل لسن التکليف و التخلف عنه مساو مع الانحراف عن الصراط المستقيم و يشمله العذاب الالهي.

س 1: ما هو معني الارتباط بالامام المهدي؟

و هل الارتباط المقصود هو ارتباط حضوري و جسمي معه؟

و هذا ما قصده الله عندما امرنا بالارتباط به؟

الجواب:

ان اکثر الناس تعتقد ان الارتباط و الاتصال لا يتحقق الا بالارتباط الجسمي، و ان عجزنا عن رويه الامام عليه السلام بسبب غيبته فان الارتباط لا يمکن تحقيقه؛ لانه لا يمکن الاتصال و الارتباط بامام غائب.

هذا النمط من التفکير غير صحيح، وخاطي و؛ لان الارتباط المقصود به هو الارتباط الروحي و العاطفي العميق مع الامام المهدي عليه السلام، نعني بهذا الارتباط و الاتصال الروحي ان تتاثر روحي و نفسي بروحه، و من آثار هذا التاثير ان اتادب بآدابه و اتخلق باخلاقه و اتعلم بعلمه.

و من الخطا ان نفکر کما يفکر الاطفال بان من لا تدرکه حواسنا الظاهريه فلا يمکن درکه و الارتباط به. و هذا ما عليه اکثر عوام الناس في الوقت الحاضر للاسف، و هذا النمط من التفکير جعلهم ينسون الامام،



[ صفحه 182]



و بسبب الغفله عن حضور الامام سقطوا في مخالب الشيطان و الشهوات و حب الدنيا، فاصابت الامراض ارواحنا و اجسامنا، فانتشرت الازمات النفسيه و العقد الروحيه و الامراض الجسميه التي لا علاج لها.

و کل هذا بسبب عدم الاستجابه لنداء الله عندما امرنا بالارتباط بوليه و حجته علي الخلق بقوله: (رابطوا) لان من لا يملک ارتباطا مع امامه يعني انه لا يعرفه و لا يمکنه ان يميز الصديق من العدو بالنسبه لامامه و مذهبه، و في النتيجه يحترق بنار الجهل و المحبه للاعداء و حب الدنيا و اتباع الشهوات و عبوديه الشيطان؛ لانه لم يقم ارتباطا مع امامه و لم يعرفه حتي يقتدي به و يکون اقتداوه به نجاه من کل تلک الامور السالفه الذکر.

اذن نقصد بالارتباط هو الارتباط الروحي و العاطفي العميق بالامام عليه السلام و الاعتماد علي الامام بقضاء الحوائج، و الانتظار الدائم لالطافه و عنايته.

فان الارتباط الروحي و العاطفي اهم من الارتباط الجسمي؛ لان من الاصحاب من عاصر الائمه عليهم السلام و باشروهم باجسامهم و لکن کانوا بعيدين عنهم بارواحهم و لم يقتدوا بهم.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: من احب ان يلقي الله و قد کمل ايمانه و حسن اسلامه فليتول الحجه صاحب الزمان المنتظر. [3] .



[ صفحه 183]



س 2: ما هو الهدف من هذا الارتباط؟

الجواب: ان الهدف من امر الله الناس بالارتباط بخليفته علي الارض هو هدايتهم و تربيتهم مثال ارتباط الوالدين بالطفل.

ان الله تعالي جعل الوالدين خلفاء ه في تربيه اولادههم في نطاق الاسره و الله امر الولد بالارتباط بالوالدين روحيا و عاطفيا حتي يمکنهما تربيته و تعليمه الي ان يصل الي سن البلوغ.

و هکذا بالنسبه الي حياه الانسان في هذه الدنيا فان الله اوجب علي الانسان الارتباط بامام معصوم بعنوان والده الروحي و الحقيقي، حتي يتربي و يتعلم و يهتدي تحت ولايته و يصل الي الرشد و البلوغ الروحي و العقلي في المقام الانساني.

فالانسان بالاتصال و الارتباط بامام الزمان عليه السلام الجسدي و الظاهري يکسب امرين:

(1) العلم (2) الادب و الطهاره.

و بهذين الامرين يخرج الانسان من دائره عالم الحيوانيه و يصل الي مقام الانسانيه، و کل من امکنه ان يزداد من علم و آدب الامام عليه السلام فانه يرتفع مقامه الانساني الي الاعلي.

و لکن لو عاش الانسان عصر الغيبه، و لم ير الامام المعصوم فهنا علي المنتظر ان يعلم ان المقصود من الارتباط هو الاستفاده من علومه و ادبه فيسعي للتعلم و التادب حتي يتکامل روحه و يرتفع و يرتبط بالامام روحيا و ان کان



[ صفحه 184]



جسمه غائبا عن الانظار.

ينقل عن احد المومنين يقول: انني قد توسلت کثيرا الي الله و الي الامام المهدي رغبه في رويته، و في احدي الليالي رايت الامام عليه السلام في عالم الرويا فقال عليه السلام: ها قد شاهدتني و رايتني بالرويه الجسديه و الظاهريه و لکن المهم هو بعد رفع الحجب عن روحک تراني.

هنا المقصود هو الارتباط الروحي الحقيقي مع الامام الذي يشمل التادب و التخلق باخلاقه عليه السلام.

و الواقع ان الارتباط من طرف الامام لشيعته متحقق دائما بينما الجفاء من طرف الموالي الذي لا يشعر بحضور الامام في حياته، فان المعصوم دائما يلبي الحاجات الروحيه و الماديه لمحبيه. فالباب من طرف الامام مفتوح للجميع و انما عليک انت ايها الموالي ان تتعلم کيفيه الدخول من هذا الباب.

يروي عن الامام الهادي عليه السلام ان رجلا کتب له قائلا: ان الرجل يحب ان يفضي الي امامه ما يحب ان يفضي الي ربه.

قال فکتب عليه السلام: ان کانت لک حاجه فحرک شفتيک فان الجواب ياتيک. [4] .

و مما کتب الامام المهدي عليه السلام في رسالته للشيخ المفيد يدل علي عنايته و توجهه و اتصاله بشيعته.



[ صفحه 185]



فانا نحيط علما بانبائکم و لا يعزب عنا شيء من اخبارکم...

انا غير مهملين لمراعاتکم و لا ناسين لذکرکم و لو لا ذلک لنزل بکم البلاء. [5] .

کيف نکون هذا الارتباط؟

ان الارتباط بالامام يتحقق بهذه العوامل:

1- معرفته 2- التوسل به دائما 3- الدعاء لفرجه دائما.

و قد ذکرنا سابقا عن معرفه الامام عليه السلام و بقي ان نذکر التوسل و الدعاء.


پاورقي

[1] آل عمران: 200.

[2] الکافي: 371:1، باب انه من عرف امامه لم يضره تقدم هذا الامر او تاخر، ح 5.

[3] بحار الانوار 296:36، ب (41) نصوص الرسول صلي الله عليه و اله و سلم عليهم عليهم السلام، ح 125.

[4] مکيال المکارم 273:2، عن کشف المحجه لثمره المهجه، للسيد ابن طاووس: 153.

[5] الاحتجاج 323:2.