بازگشت

العمل علي معرفة الامام


ان معرفه الامام المهدي عليه السلام له درجات و مراتب، فالذي يعرف اسم الامام و اسم ابيه و انه معصوم من الخطا و الزلل، نقول ان هذا الشخص يعرف لکن معرفه عامه، و بالتالي لا توصله الي التسليم للامام بل يحتاج الي



[ صفحه 170]



تحصيل معرفه اکثر حتي يسلم، و يجب علي الممهد و المنتظر الحقيقي ايجاد هذه المعرفه في نفسه و مجتمعه.

عن فضيل بن يسار قال: سالت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (يوم ندعو کل اناس بامامهم) [1] .

فقال عليه السلام: يا فضيل اعرف امامک، فانک اذا عرفت امامک لم يضرک تقدم هذا الامر او تاخره، و من عرف امامه ثم مات قبل ان يقوم صاحب هذا الامر کان بمنزله من کان قاعدا في عسکره، لا، بل بمنزله من قعد تحت لوائه قال: و قال بعض اصحابه:

بمنزله من استشهد مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم. [2] .

ان تحصيل معرفه الامام المهدي عليه السلام لازم و واجب بالعقل و النقل:

اما العقل: فلان العلل المحوجه الي وجود النبي صلي الله عليه و اله و سلم هي المحوجه الي وجود الوصي عليه السلام بعد وفاه النبي، و الجهه الموجبه للرجوع الي النبي صلي الله عليه و اله و سلم هي الموجبه للرجوع الي الوصي بعينها، فيجب علي الله تعالي نصبه، و علي الناس معرفته، لتوقف اتباعه علي معرفته.

فان قيل: ان هناک فرقا واضحا بين المقامين، لان العله الموجبه لبعث النبي صلي الله عليه و اله و سلم حاجه الناس في امور معاشهم و معادهم الي قانون يعملون



[ صفحه 171]



بمقتضاه في جميع الامور، فاذا جاء النبي بما يحتاجون اليه و بين لهم القواعد و الاحکام و عرفوها، عملوا بها فترتفع الحاجه و يکفي في بيان تلک القواعد و الاحکام وجود العلماء و الکتب المعموله لبيان ما يحتاج اليه الناس في امر المعاش و المعاد له.

الجواب:

الاول: ان النبي صلي الله عليه و اله و سلم انما بين القواعد الکليه و الاحکام کما هو واضح لمن لا حظ الاحاديث النبويه و لم ترتفع الحاجه بهذا المقدار بالکليه، بل نري کثيرا من المسائل قد اختفت احکامها علي الاوحدين من العلماء الکاملين، فضلا عن غيرهم، فلا بد في کل زمان من وجود امام معصوم يرجع اليه الناس فيما يحتاجون اليه، و لم يصل اليهم خبر عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم...

نعم لا ريب ان النبي صلي الله عليه و اله و سلم اودع جميع الاحکام و العلوم عند وصيه الذي هو الامام بعده.

و کذا اودعه کل امام عند وصيه، الي ان انتهيت النوبه الي امام زماننا عليه السلام و ظهوره، فهم يبينون الاحکام الالهيه التي اخذوها عن النبي، و لا ريب في ان هذا المبين لاحکام النبي صلي الله عليه و اله و سلم لو لم يکن معصوما لما حصل للناس الوثوق بقوله، فينتقض الغرض من البعثه.

الثاني: انه لا ريب من وقوع الخلاف و التنازع بين الناس بمقتضي جبلتهم، و اهويتهم، کما يشاهد بالوجدان، و يري بالعيان، فمقتضي اللطف الالهي ان ينصب فيهم من يکون عالما بما هو حق الواقع في کل زمان، و يکون



[ صفحه 172]



هذا الشخص مرجعا لهم في مرافعاتهم و واقعاتهم. حتي يصل الحق الي صاحبه، و يتسري العدل الالهي فيهم، و هذا الشخص هو الامام الذي امر الناس جميعا باتباعه و الرجوع اليه.

س 1: ان الائمه عليهم السلام في زمن حضورهم لم يکونوا يحکمون الا علي طبق القواعد الظاهريه التي يحکم العلماء في زمن الغيبه بمقتضاها، فکيف تدعي ان مقتضي اللطف نصب الامام ليحکم بما هو الحکم الواقعي في علمه المختص به؟

الجواب: نعم ان المانع من الحکم بمقتضي علمهم الواقعي انما کان بسبب الناس، کما ان المانع من ظهور الامام هم الناس، فاذا کانوا هم السبب في ذلک فلا حجه لهم و لا نقض في قاعده اللطف. مع ان في العديد من الموارد و المصالح الخاصه کان الامام يقضي بعلمه الخاص الواقعي.

و الروايات توکد هذا الامر بانه لو ثنيت لهم الوساده، و اعطوا الرئاسه و حصل لهم بسط اليد، حکموا بحکم آل داوود و الاحکام الواقعيه التي استودعها الله عندهم.

عن ابي عبد الله عليه السلام قال: يا ابا عبيده، اذا قام قائم آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم حکم بحکم داوود و سليمان لا يسال بينه. [3] .

الثالث: انا لو فرضنا کون العلماء عالمين بجميع الاحکام فلا يکفي



[ صفحه 173]



وجودهم عن الامام، لانهم ليسوا بمعصومين عن السهو و الخطا في کل مقام فلا بد في کل زمان من وجود شخص معصوم عن الخطا و النسيان ليکون مرجعا للانام، و يبين لهم حقائق الاحکام.

س 2: فما الفرق بين عدم وجود الامام و وجوده غائبا عن ابصار الناس؟

الجواب الاول: لما کان المانع من ظهوره عليه السلام ناشئا من الناس لم يکن ذلک منافيا للطف الله، و لم يکن دليلا علي عدم الحاجه الي وجود الامام، بل يجب عليهم رفع موانع ظهوره لکي يستضيئوا بکمال نوره، و ينتفعوا بانواع علومه.

الجواب الثاني: انا لا نسلم غيبته في جميع الازمان عن رويه جميع اهل الايمان، بل اتفق لکثير من المومنين التشرف بلقائه عليه السلام و قصصهم مذکوره في کتب علمائنا.

... ان منافع وجوده المبارک غير منحصره في افاده العلوم، بل جميع ما يصدر الي الخلائق من مبدا الفيض انما هو ببرکات وجوده، فانه السبب في وجود الخلق و يدل علي ذلک قول الامام المهدي عليه السلام في التوقيع الشريف المروي في الاحتجاج:

الجواب الثالث: و نحن صنائع ربنا، و الخلق بعد صنائعنا. [4] .



[ صفحه 174]



و معني هذا الکلام يجري علي وجهين:

الاول: انه و آباء ه هم الوسائط في ايصال الفيوضات الالهيه الي سائر المخلوقات و اليه اشير في دعاء الندبه:

اين السبب المتصل بين الارض و السماء، و نسبه الفعل الي السبب و الواسطه کثيره جدا في العرف و اللغه.

الثاني: انه المقصود الاصلي و الغرض الحقيقي من خلق جميع ما انشاه الباري تعالي شانه و کذا آبائه الطاهرين عليهم السلام فهم العله الغائيه، و خلق سواهم لاجلهم.

و اما النقل: فالروايات المتواتره فمنها: في الصحيح عن معاويه بن عمار، عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عز و جل: (و لله الاسماء الحسني فادعوه بها) [5] قال:

نحن و الله الاسماء الحسني التي لا يقبل الله من العباد عملا الا بمعرفتنا. [6] .

و لعل التعبير عنهم بالاسماء لکونهم ادلاء علي الله، و علامات قدرته و جبروته کما ان الاسم علامه لصاحبه، دال عليه.

و عن ابي جعفر عليه السلام قال: ذروره الامر و سنامه، و مفتاحه و باب الاشياء و رضا الرحمان تبارک و تعالي الطاعه للامام بعد معرفته، ثم قال: ان الله عز



[ صفحه 175]



و جل يقول: (من يطع الرسول فقد اطاع الله و من تولي فما ارسلناک عليهم حفيظا). [7] .

اما لو ان رجلا قام ليله، و صام نهاره، و تصدق بجميع ماله، و حج جميع دهره، و لم يعرف ولايه ولي الله فيواليه، و يکون جميع اعماله بدلالته اليه، ما کان له علي الله حق في ثوابه، و لا کان من اهل الايمان. [8] .

يروي عن الصادق عليه السلام انه قال لفضيل بن يسار:

يا فضيل اعرف امامک، فانک اذا عرفت امامک، لم يضرک تقدم هذا الامر او تاخر، و من عرف امامه ثم مات قبل ان يقوم صاحب هذا الامر، کان بمنزله من کان قاعدا في عسکره.

لا بل بمنزله من قعد تحت لوائه. [9] .

و ان يعرف المنتظر ما هو مقام الامام عند الله تعالي و ما هي خصائصه نذکر بعضا منها عن لسان الامام الرضا عليه السلام قال:

الامام امين الله في خلقه، و حجته علي عباده، و خليفته في بلاده و الداعي الي الله، و الذاب عن حرم الله، الامام المطهر من الذنوب، و المبرا من العيوب المخصوص بالعلم، المرسوم بالحلم، نظام الدين، و عز المسلمين، و غيظ



[ صفحه 176]



المنافقين و بوار الکافرين. [10] .

و اما توضيح الروايه:

خليفه الله، اي ان وسيله الارتباط بالله لن يکون الا بالارتباط بخليفته و قبول اوامره و نواهيه، علي انه من الله تعالي، و لهذا قال: الامام المطهر من الذنوب اشاره الي مقام العصمه التي للائمه عليهم السلام، فهم لا ينطقون الا ما يرضي الله و يريده.

و قوله: المخصوص بالعلم، يعني ان الامام قد اختص بجميع العلوم و لم يخلق الله علما الا و قد علمه الامام و من يريد الوصول الي شيء من العلم لا بد له ان ياخذ منه.

و حجه الله علي عباده، يعني الامام هو الوحيد الذي يحتج الله به امام عباده، فهو حجه و دليل قاطع علي احقيه الله و دينه، و من لا يلتزم باوامرهم فلا عذر لهم.

ثم قال الرضا عليه السلام:

الامام واحد دهره، لا يدانيه احد، و لا يعادله عالم، و لا يوجد منه بدل و لا به مثل و نظير، مخصوص بالفضل کله من غير طلب منه له و لا اکتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب.

مخصوص بالفضل کله، يعني لا يصل فضل من الله لاحد الا واصل



[ صفحه 177]



ذلک الفضل موجود عند الامام، و لا يصل اي کمال لمخلوق الا و للامام ذلک الکمال باکمله.

فلهذا لا يشبهه في صفاته احد و لا يتقرب الي مقامه احد، قال الامام الباقر عليه السلام: من مات و هو عارف للامامه لا يضره تقدم هذا الامر او تاخر. و من مات و هو عارفا للامامه کان کمن هو مع القائم في فسطاطه. [11] .

و المعرفه الحقيقيه للامام عليه السلام لا تنحصر بمعرفه هويته الشخصيه، و انما معرفه الامامه، و الاعتقاد بالولايه و لزوم الطاعه.

و الشاهد علي هذا المعني من المعرفه هو قول الرسول صلي الله عليه و اله و سلم: من مات و ليس له امام يسمع له و يطيع مات ميته جاهليه. [12] .

فالوسيله الوحيده للارتباط بالمهدي عليه السلام هو معرفه اولويته للامامه و احقيته للطاعه، ثم السعي علي العمل الذي يرضاه، و تحقيق رغباته و اهدافه التي هي اهداف الله تعالي.

و الطريق الصحيح لمعرفه الامام هو ان يطلب الانسان ذلک من الله تعالي

قال زراره سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان للقائم غيبه قبل ان يقوم... الي ان قال عليه السلام: غير ان الله تبارک و تعالي يجب ان يمتحن الشيعه فعند ذلک



[ صفحه 178]



يرتاب المبطلون، قال زراره: جعلت فداک فان ادرکت ذلک الزمان فاي شيء اعمل؟ قال عليه السلام: يا زراره، ان ادرکت ذلک الزمان فالزم هذا الدعاء: اللهم عرفني نفسک فانک ان لم تعرفني نفسک لم اعرف نبيک، اللهم عرفني رسولک فانک ان لم تعرفني رسولک لم اعرف حجتک، اللهم عرفني حجتک فانک ان لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني. [13] .

و المعرفه مقرونه: بالاعتراف به عليه السلام کامام مفترض الطاعه و قائد فعلي للامه، و ان يم يکن عمله ظاهرا للعيان، و لا شخصه معروفا، فانه شاهد علي اعمالها.

و هذه المعرفه لها آثار تربويه کبيره منها:

ان علم الفرد المسلم ان امامه و قائده مطلع علي اعماله و ملم باقواله، يفرح للتصرف الصالح و ياسف للسلوک المنحرف، و يعضد الفرد عند الملمات - علي حسب الفرد ذلک - لکي يعي موقفه و يحدد سلوکه تجاه امامه، و هو يعلم انه يمثل العدل المحض و ان رضاه رضا الله و رسوله، و ان غضبه غضب الله و رسوله.

و علي الفرد ان يعرف ان عمله الصالح، و تصعيد درجه اخلاصه و تعميق شعوره بالمسووليه تجاه الاسلام و المسلمين، يشارک في تاسيس شرط الظهور و يقرب اليوم الموعود، اذن فالجهاد الاکبر لکل فرد تجاه نفسه يحمل



[ صفحه 179]



المسووليه الکبري تجاه العالم کله، و ملئه قسطا و عدلا کما ملا ظلما و جورا.

فکيف لا ينطلق الفرد مجاهدا مضحيا عاملا في سبيل اصلاح نفسه و ارضاء ربه.

ثم نري النبي صلي الله عليه و اله و سلم يوسس هذا الشعور في الفرد المسلم و يقرن طاعه المهدي عليه السلام بطاعته و معرفته بمعرفته.

قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: من انکر القائم من ولدي فقد انکرني. [14] .

و قوله صلي الله عليه و اله و سلم: القائم من ولدي اسمه اسمي و کنيته کنيتي، و سنته سنتي يقيم الناس علي ملتي و شريعتي، و يدعوهم الي کتاب ربي عز و جل، من اطاعه فقد اطاعني، و من عصاه فقد عصاني، و من انکره في غيبته فقد انکرني، و من کذبه فقد کذبني، و من صدقه فقد صدقني.

کما ان معرفه النبي صلي الله عليه و اله و سلم بصفته حامل مشعل العدم الي العالم، لا يکون بالاعتراف التاريخي المجرد بوجوده و وجود شريعته، بل بالمواظبه التامه علي الالتزام بتطبيق تعاليمه و الاخذ بارشاداته، و الا کان الفرد منکرا للنبي صلي الله عليه و اله و سلم علي الحقيقه، و ان کان معترفا بوجوده التاريخي.

و حيث ان افضل السلوک الاسلامي و اعدله انما يتحقق تحت اشراف القائد الکبير المهدي عليه السلام، اذن تکون احسن الطاعه لنبي الاسلام و افضل تطبيقات شريعته، هو ما کان بقياده المهدي عليه السلام، اذن صح ان معرفه المهدي عليه السلام



[ صفحه 180]



علي المستوي السلوکي معرفه النبي صلي الله عليه و اله و سلم، و انکاره علي نفس المستوي انکار له.


پاورقي

[1] الاسراء: 71.

[2] الکافي 371:1، باب انه من عرف امامه لم يضره تقدم هذا الامر او تاخر، ح 2.

[3] الکافي 397:1، باب في الائمه عليهم السلام اذا ظهر امرهم حکموا بحکم داوود و آل داوود، ح 1.

[4] الاحتجاج 278:2.

[5] الاعراف: 180.

[6] الکافي 1: باب النوادر، ح 4.

[7] النساء: 80.

[8] الکافي: 18:2، باب دعائم الاسلام، ح 5.

[9] الکافي 371:1، باب انه من عرف امامه لم يضره تقدم هذا الامر او تاخره، ح 2.

[10] الکافي 200:1 باب نادر جامع في فضل الامام و صفاته، ح 1.

[11] منتخب الاثر: 516، ب 5، ح 14.

[12] بحار الانوار 92:23، ب (4) وجوب معرفه الامام، ح 36.

[13] بحار الانوار 147:52، ب 22 في انتظار الفرج، ح 70.

[14] معجم احاديث الامام المهدي 253:2.