بازگشت

العلم و التهذيب


من يريد ان يصبح منتظرا حقيقيا للامام المهدي عليه السلام و ينال الاجر و المقام المعنوي الذي تذکره روايات المعصومين عليهم السلام کقول الامام علي عليه السلام: انتظروا الفرج و لا تياسوا من روح الله، فان احب الاعمال الي الله عز و جل انتظار الفرج، الآخذ بامرنا معنا غدا في حظيره القدس و المنتظر لامرنا کالمتشحط بدمه في سبيل الله. [1] .

عليه ان يسعي لکسب العلم و المعرفه، و طلب العلم هو صفه لمن يوالي اهل البيت عليهم السلام في کل زمان و مکان، فقد ورد عن ابي عبد الله عليه السلام قال: يغدو الناس ثلاثه اصناف عالم و متعلم و غثاء، فنحن العلماء و شيعتنا المتعلمون و سائر الناس غثاء. [2] .

ثم ان العلم يعتبر سببا لکثير من الخيرات و اکثر الفساد مرجعه الي الجهل ففي روايه عن الصادق عليه السلام: من عمل علي غير علم کان ما يفسد اکثر مما يصلح. [3] .

ان الشيعه في زمن غيبه الامام المهدي عليه السلام بحاجه الي العلم اکثر من اي



[ صفحه 166]



زمن آخر لانه يحصنهم من الانحراف و يثبتهم علي الصراط المستقيم، فقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم قال:

ستکون فتن يصبح الرجل فيها مومنا و يمسي کافرا الا من احياه الله بالعلم. [4] .

و العلم المقصود هو ما يشمل علم العقائد و القرآن و الفقه و الاخلاق الذي يحيي روح الانسان المتعلم، بشرط العمل طبق ما يتعلمه؛ لان هذه العلوم کلها مقدمه للعمل الصالح الذي يساعد علي تکامل المنتظر فکريا و روحيا.

يذکر ان آيه الله السيد محمد باقر الاصفهاني راي في عالم الرويا ان الامام المهدي عليه السلام جالس في حديقه جميله جدا.

فساله السيد قائلا: سيدي ماذا افعل للتقرب اليک؟

اجاب الامام عليه السلام: اجعل عملک عمل امام زمانک.

فخطر ببالي ان الامام يقصد بذلک هو ان الاعمال التي تعتقد ان الامام يقوم بها فقم انت بها.

فسالته: سيدي ماذا افعل لاوفق لهذا النوع من الاعمال؟

قال عليه السلام: الاخلاص في العمل.

نعم الاخلاص هو عامل القرب لله و للامام عليه السلام، و لا يتحقق الا بتهذيب النفس و العلم.



[ صفحه 167]



اذن مع العلم لا بد من تهذيب النفس و الاخلاق، بان يربي الموالي نفسه علي الصفات الحميده، و يتطهر من الرذائل الاخلاقيه، فقد ورد عن الصادق عليه السلام: من سره ان يکون من اصحاب القائم فلينتظر و ليعمل بالورع و محاسن الاخلاق فهو منتظر فان مات و قام القائم بعده کان له من الاجر مثل اجر من ادرکه فجدوا و انتظروا هنيئا لکم ايتها العصابه المرحومه. [5] .

کما تلاحظ فان الامام يقرن الانتظار بالورع و محاسن الاخلاق، و هذا ما يوجب علي کل شيعي ان يسعي فکرا و عملا للحفاظ علي علاقته المعنويه و الفکريه بامام زمانه، و تهذيب ذاته بالشکل الذي يبعث الرضا في نفس هذا الامام المعصوم.

و قال زين العابدين عليه السلام: لا حسب لقرشي و لا لعربي الا بتواضع، و لا کرم الا بتقوي، و لا عمل الا بنيه، و لا عباده الا بتقيه، الا و ان ابغض الناس الي الله من يقتدي بسنه امام و لا يقتدي باعماله. [6] .

الظاهر ان المراد من هذا الکلام ان ابغض الناس الي الله من حيث العمل من يکون علي طريقه الامام، اي يعتقد و يقر بامامته و ولايته و هو مع ذلک يخالفه في الاعمال و الاخلاق، و السر في ذلک ان المومن اذا خالف امامه في اعماله و اخلاقه کان شينا علي الامام، و سببا لطعن الاعداء و ازرائهم عليه



[ صفحه 168]



و هذا ذنب عظيم، و اذا اقتدي باعماله و اخلاقه، کان سببا لعظمه ولي الله في اعينهم، و رغبه المخالفين الي طريقتهم، واهتداء الناس باعمالهم الي امامهم، فيحصل بذلک الغرض الالهي من نصب الامام بين الانام، و لهذا قالوا: کونوا لنا زينا و لا تکونوا علينا شينا. [7] .

و قال الصادق عليه السلام: کونوا دعاه للناس بغير السنتکم ليروا منکم الورع و الاجتهاد و الصلاه و الخير فان ذلک داعيه. [8] .

ان اجتهاد المومن في الطاعه و ورعه عن المعصيه، يوجب رغبه الناس في اتباع طريقته، و علمه بحقيه امامه، لان ذلک دليل علي انه ادبه بذلک، فيصير سببا لاتباع الامام، و الاعتقاد به، و الاعراض عن اعدائه، فبهذا يعين المومن امامه، و يحارب به اعداءه.

فلهذا من ابرز صفات المنتظر الحقيقي هو السعي في کسب العلم من اجل تهذيب نفسه و تکاملها لتکون اهلا للانتظار و نصره الامام.

فلهذا نراه يلتزم بالواجبات و يفر من المحرمات، و يتصف بصفات الاولياء و خاصه صفات امام زمانه؛ لانه قدوته، قال الامام علي عليه السلام: الا و ان لکل ماموم اماما يقتدي به و يستضيء بنور علمه. [9] .



[ صفحه 169]



و بالعلم و مکارم الاخلاق يصبح المنتظر الحقيقي زينا لامامه يفتخر به الامام و لا يکون شينا عليه بسوء اعماله و اخلاقه قال الصادق عليه السلام:

اياکم ان تعملوا عملا نعير به، فان ولد السوء يعير والده بعمله، کونوا لمن انتقطعتم اليه زينا و لا تکونوا عليه شينا. [10] .

هنا الامام يعبر عن الشيعه بانهم اولاده، والولد السيء يعاتب الناس والديه علي عدم تربيتهما له، فينصح الامام الشيعه علي ان يسيئوا للمعصوم امام الناس و غير الشيعه بسيئات اعمالهم: بل کونوا علي الدوام فخرا لامام زمانکم يباهي بکم امام بقيه المذاهب و الامم.

يقول الامام المهدي عليه السلام:

فليعمل کل امريء منکم بما يقرب به من محبتنا و يتجنب مايدنيه من کراهتنا و سخطنا فان امرنا بغته فجاه. [11] .


پاورقي

[1] بحار الانوار 123:52، ب (22) فضل انتظار الفرج، ح 7.

[2] الکافي 1: باب اصناف الناس، ح 4.

[3] الکافي 1: باب من عمل بغير علم، ح 3.

[4] معجم احاديث الامام المهدي 99:1.

[5] بحار الانوار 140:52، ب (22) فضل انتظار الفرج، ح 50.

[6] بحار الانوار 207:1، ب (5) العمل بغير علم، ح 4.

[7] وسائل الشيعه 194:12، ح 18.

[8] الکافي 78:2، باب الورع، ح 14.

[9] بحارالانوار 473:33 ب (29) کتب اميرالمومنين عليه السلام، ح 686، و شرح نهج البلاغه 205:16.

[10] بحار الانوار 431:72، ب (87) التقيه و المداره، ح 91.

[11] الاحتجاج 324:2.