بازگشت

الامام المهدي و الشيخ الصدوق


ذکر الشيخ الصدوق قدس سره في اول کتابه کمال الدين و تمام النعمه قال: ان الذي دعاني الي تاليف کتابي: اني لما قضيت و طري من زياره علي



[ صفحه 108]



ابن موسي الرضا عليه السلام رجعت الي نيشابور و اقمت بها، فوجدت اکثر المختلفين الي من الشيعه قد حيرتهم الغيبه و دخلت عليهم في امر القائم عليه السلام الشبهه، و عدلوا عن طريق التسليم الي الآراء و المقاييس، فجعلت ابذل مجهودي في ارشادهم الي الحق وردهم الي الصواب بالاخبار الوارده في ذلک عن النبي و الائمه عليهم السلام، حتي ورد الينا من بخارا شيخ من اهل الفضل و العلم و النباهه ببلده قم طالما تمنيت لقاء ه، و اشتقت الي مشاهدته لدينه و سديد رايه و استقامه طريقته، و هو الشيخ نجم الدين ابو سعيد محمد بن الحسن.

فلما اظفرني الله تعالي ذکره بهذا الشيخ الذي هو من اهل هذا البيت الرفيع، شکرت الله تعالي ذکره عل ما يسر لي من لقائه، و اکرمني به من اخائه، و حباني به من وده و صفائه.

فبينما هو يحدثني ذات يوم اذ ذکر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من کبار الفلاسفه و المنطقيين کلاما في القائم عليه السلام قد حيره و شککه في امره، لطول غيبته و انقطاع اخباره، فذکرت له فصولا في اثبات کونه عليه السلام، و رويت له اخبارا في غيبته عن النبي و الائمه عليهم السلام، سکنت اليها نفسه، و زال بها عن قلبه ما کان عليه من الشک و الارتياب و الشبهه، و تلقي ما سمعه من الآثار الصحيحه بالسمع و الطاعه و القبول و التسليم، و سالني ان اصنف له في هذا المعني کتابا، فاجبته الي ملتمسه، و وعدته جمع ما ابتغي، اذا سهل الله تعالي لي العود الي مستقري و وطني بالري.

فبينما انا ذات ليله افکر فيما خلفت ورائي من اهل و ولد و اخوان



[ صفحه 109]



و نعمه، اذ غلبني النوم فرايت کاني اطوف حول بيت الله الحرام، و انا في الشوط السابع عند الحجر الاسود استلمه و اقبله و اقول: امانتي و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاه. فاري مولانا القائم صاحب الزمان عليه السلام واقفا بباب الکعبه فادنو منه علي شغل قلب و تقسم فکر، فعلم عليه السلام ما في نفسي بتفرسه في وجهي، فسلمت عليه فرد علي السلام.

ثم قال لي: لم لا تصنف کتابا في الغيبه حتي تکفي ما قد اهمک؟

فقلت له: يا ابن رسول الله قد صنفت في الغيبه اشياء.

فقال عليه السلام: ليس علي ذلک السبيل، آمرک ان تصنف الآن کتابا في الغيبه و اذکر فيه غيبات الانبياء عليهم السلام.

ثم مضي عليه السلام، فانتبهت فزعا الي الدعاء و البکاء و البث و الشکوي الي وقت طلوع الفجر، فلما اصبحت ابتدات في تاليف هذا الکتاب ممتثلا لامر ولي الله و حجته، مستعينا بالله و متوکلا عليه و مستغفرا من التقصير و ما توفيقي الا بالله عليه توکلت و اليه انيب. [1] .


پاورقي

[1] کمال الدين 4:1.