موسي غاب اربعين يوما عن الانظار
اذا کان يجب ان يکون الامام و القائد موجودا دائما بين الناس و في المجتمع و غيبته تتنافي مع مقام الهدايه فماذا يمکن قوله عن موسي عليه السلام؟ فهل کان هذا النبي الالهي، الذي اختفي - کما جاء في القرآن الکريم - اربعين يوما عن بني اسرائيل، [1] خلال هذه المده قائدا ام لا؟! اکان اماما ام لا؟! فاذا قلنا انه کانت له مکانه النبوه و القياده، يبرز هذا السوال: ما هي فائده مثل هذا الامام؟ فاذا قلنا ان مکانته کقائد سلبت منه خلال تلک المده، فاننا نکون قد قلنا شيئا فريا، لاننا نعلم جميعا انه بمنزلته و مقامه قد غاب لکي يستلم التوراه.
اذا کان الامام ملهما و هاديا، فان المده ان طالت او قصرت يتساويان و يستثني فقط تلک المده من الغيبه التي تستدعيها ضروره الحياه، کوجوب النوم.
ربما يقال: ان غيبه موسي تختلف عن غيبه الامام القائم -عجل الله فرجه - فاذا غاب موسي فان وصيه کان موجودا بين الناس، و لکن الامر يختلف بالنسبه للقائم عليه السلام.
و جواب هذا القول واضح، لان الهدف من التشبيه هو ان ولي الزمان غاب لاسباب عن الانظار و هي نفس الاسباب التي اجازت غيبه موسي عليه السلام فاذا غضينا النظر عن هذا الکلام فان وجود الوصي لا يتوجب غيبه النبي
[ صفحه 88]
لانه امام و قائد، فاذا کانت له افاضه فلانه امام و يودي في الواقع واجبه، و ليس ان يحمل حمله و حمل موسي عليه السلام، ثم ان ولي العصر عليه السلام له نواب بين الناس، يمکنهم ان يتحملوا مسووليه القياده في غيبته.
پاورقي
[1] اشاره الي قوله تعالي: (و اذ واعدنا موسي اربعين ليله...) البقره:51.