بازگشت

الدعوة السرية لنبي الاسلام


في الايام التي کان الرسول الاکرم صلي الله عليه و اله و سلم مشغولا ببناء الفرد المسلم کان صلي الله عليه و اله و سلم يعمل وفق مضمون الآيه (يهدون بامرنا). کان اسلوب الهدايه الفرديه طريقته، الي ان جاء امر الله و دعاه للقيام بهدايه الجميع، ليس نبي الاسلام صلي الله عليه و اله و سلم وحده الذي بدا الدعوه سرا، ثم بدا هدايه الناس علنا بعد ذلک، و انما هذه السنه الالهيه، اذ يقتضي امر الله عز و جل حينا ان يکون امر الهدايه و القياده علنيا، و حينا آخر تستوجب المشيئه الالهيه ان يکون سرا لبناء الفرد، و النموذجان کانا في حياه النبي نوح عليه السلام فهو يبين عمله هکذا:

(ثم اني اعلنت لهم و اسررت لهم اسرارا). [1] .

يذکر نوح عليه السلام في القسم الاول من الآيه علنيه دعوته ثم يبين في



[ صفحه 86]



القسم الثاني سريه الدعوه، و النوعان من الدعوه کانا بامر الله سبحانه و تعالي و لهدايه البشر. و بملاحظه هذه الحقائق و الاحاديث التي هي ما فوق المتواتر نستدل علي وجود حياه مثل هذه القياده. و السوال الوحيد هو: کيف يمکن ان يتوافق ان يکون الامام هاديا و قائدا للمجتمع، مع هذه الغيبه؟!

الجواب هو: ان الامام يجب ان يکون هاديا و قائدا، و لکن ما هي الضروره في ان يکون اسلوب الهدايه له عاما و علنيا؟!

او ليست الهدايه التي يقوم بها هي بامر الله سبحانه و تعالي (يهدون بامرنا) و اذا کان امر الله ان يقوم باعداد الفرد لمده من الزمن، اي حتي تتهيا ارضيه الثوره باصلاح المجتمع، عندها يمکن القول: اي نوع من الهداه و القاده هذا الامام؟ اذا کان يدعو في الخفاء و باساليب متنوعه الناس من خلال اتصالات مختلفه الي الحق و الحقيقه و يوثر في بعض الناس، فهل يکون قد قام بواجب القياده تماما؟ و کيف يکون هذا الاسلوب مناسبا و کافيا لنوح عليه السلام و غير مناسب او کاف بالنسبه لولي العصر- عجل الله فرجه -؟!

الخلاصه، لا يعني (يهدون بامرنا) ان تکون الهدايه دائما علنيه، و انما مفاد ذلک؛ هو ان الامام يقوم بالهدايه کما امر الله سبحانه و تعالي، ان کان علنا او سرا.

نعم ان صاحب الزمان -الولي -غائب عن الانظار، و تبليغاته و هدايته و اعماله مخفيه و غائبه عن الانظار ايضا، و لکن دعوته السريه موجوده، و کذلک فيضه و افادته سريه و خفيه.



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] نوح: 9.