بازگشت

معلم موسي


القرآن الکريم يعرف القياده التي لم تکن معروفه، ولم يکونوا يعرفونها حتي رسول ذلک العهد ايضا لم تکن له معرفه بها، و اذا کان قد عرفها فانما



[ صفحه 82]



اثر معرفه الهيه، و هذا الولي او القائد هو الذي يتحدث عنه الله تبارک و تعالي في القرآن الکريم في سوره الکهف عن موسي وفتاه:

(فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمه من عندنا و علمناه من لدنا علما). [1] .

ان من کان يملک مثل هذا العلم الواسع، هو بصريح عباره القرآن، نبي و وصي ذلک الزمن، و هذا بالتاکيد من اولياء الله، و ليس انه کان اوسع علما بل اقوي معنويه، بحيث عندما يقول له موسي عليه السلام: (.. هل اتبعک علي ان تعلمن مما علمت رشدا). [2] يجيبه: (انک لن تستطيع معي صبرا و کيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا). [3] .

لا شک ان هذا الشخص من اولياء الله و الشخصيات الالهيه البارزه.

ان التحقيق في حالات ولي الزمان هذا، و العالم المجهول، خلال اللحظات الحساسه من الحياه مع النبي موسي عن ملامح من القياده منها:

1- ان ولي الزمان هذا کان يعيش بشکل مجهول، لا يعرفه احد، و ان لم يعرفه الله تعالي، لما عرفه احد، اذن فلا يشترط علي الولي ان يعرفه الناس حتما.



[ صفحه 83]



2- ان هذا الولي الالهي، مع انه کان غائبا عن الانظار و مختفيا، لم يکن غافلا عن حوادث و اوضاع الزمن. و بالولايه و الصلاحيات الممنوحه له من الله سبحانه و تعالي کان يتصرف في اموال و نفوس الناس. و يتصرف طبقا لما تقتضيه القياده مع الاوضاع السائده، انه کان دقيقا في قياده الاحداث بحيث انه لم يرتض ان تقع سفينه البوساء، و هي مصدر حياتهم، بيد حاکم ظالم فاحدث فيها عينا لکي يمنع مصادره السفينه. ان صلاحياته کانت لدرجه تعطيه الحق في قتل انسان، و بناء جدار لصيانه اموال يتيم.

3- الطريف في الامر ليس فقط انه کان مجهولا، و انما تصرفاته ايضا کانت غامضه علي الناس العاديين، فلو ان الناس و اصحاب السفينه کانوا علي علم بتصرفه لما سمحوا له باحداث ثقب في السفينه، لانهم ما کانوا يعلمون هدفه المقدس، ولو ان الناس شاهدوا قتله لانسان لما ترکوه و شانه و... و بما انه انجز جميع هذه الاعمال العجيبه في المجتمع، و لم يلاحظ احد ذلک اذن يمکن ان نفهم انه ليس فقط کان غائبا عن الانظار، بل حتي تصرفاته في الاوضاع و الحوادث کانت خفيه عن الناس، انهم کانوا يرون اثر فعله و ليس عمله.

4- اهم من کل شيء کانت قيادته و هدايته، فهو بامتلاکه لمقام الولايه کان يودي واجباته، احيانا يظهر اثر ولايته في التصرف بالاموال و النفوس او حجز و حراسه اموال الايتام، و احيانا عن طريق بناء الشخصيه و تعليم الافراد يقوم بواجب ولايته المهم، فيهدي و يقود اشخاصا کموسي و فتاه.



[ صفحه 84]



نفهم جيدا من الحياه الحساسه و المهمه لهذا الولي الالهي، ان ولي الزمان يکون احيانا ظاهرا مکشوفا، و احيانا غائبا مخفيا، و يرتبط ذلک بمصالح و اوضاع الزمن.

کما اننا نفهم ان الهدايه و القياده، و هما واجب الامام و الولي، يمکن ان يتما بشکلين، علني و خفي، و ليس ضروريا ان يعرف الامام حتي يقوم بالهدايه، بل انه يقوم في حال غيابه بواجبه المهم.

و اوضح من کل شيء، ان الهدايه و القياده - و هما من شوون اولياء الله - يکونان احيانا علي شکل بناء الفرد و احيانا علي شکل بناء المجتمع. وفي الشکل الاول ليس ضروريا ان يعرف الجميع ولي الله او انه يقوم بقياده الجميع، و انما في الظروف الخاصه التي لا يمکن فيها بناء المجتمع يقوم ببناء الفرد.

ان واجب الامام عليه السلام في مرحله الغيبه شبيه بواجب الولي في عصر موسي عليه السلام فالامام عليه السلام في حال الاختفاء يتدخل في شوون الحياه الدنيويه و الدينيه للناس، و يتصل بالافراد الخاصيين، و يعمل علي بناء الفرد و تربيه الشخصيات.

فهل بعد معرفتنا لمثل هذه الواجبات ايحق لنا ان نتساءل: ما فائده وجود ولي الزمان هذا؟!



[ صفحه 85]



يقول الله سبحانه و تعالي: (و جعلناهم ائمه يهدون بامرنا...). [4] .

ليس فقط ان هذه الآيه تدل علي ان الهدايه التي يقومون بها هي بامر الله تعالي، و انما تدل علي ان اسلوب هدايتهم ايضا هي بامر الله عزوجل.

و احيانا تقتضي اراده الله ان يقوم هولاء في الخفاء بهدايه الناس. و احيانا اخري ان يخرجوا من وراء حجاب الغيب ليقوموا بهدايه جماعيه. ان الهدايه و اساليبها انما هي بامر الله عزوجل.


پاورقي

[1] الکهف: 65.

[2] الکهف: 66.

[3] الکهف:68-67.

[4] الانبياء: 73.