بازگشت

وجه الشبه بين الشمس المستورة خلف السحاب و الامام الغائب


قال صلي الله عليه و اله و سلم: اي والذي بعثني بالنبوه انهم لينتفعون به و يستضيئون بنور ولايته في غيبته کانتفاع الناس بالشمس و ان جللها السحاب.

لفهم مفتاح الغز هذا، اولا يجب ان نفهم دور الشمس بشکل عام عندما تکون نحتجبه خلف السحاب.

للشمس نوعان من النور، نور عيان، و نور خفي، او بعبير آخر اشعاع مباشر و اشعاع غير مباشر.

في الاشعاع المباشر، يمکن رويه اشعه الشمس بوضوح، مهما يکن سمک الهواء المحيط بالارض، حيث يکون بمثابه الزجاج السميک، زجاج مخفف من حده اشعاع الشمس ليکون محتملا، کما يصفي نور الشمس و يبطل الاشعاع المميت، و مع ذلک لا يمنع اشعاع الشمس المباشر. و لکن في الاشعاع غير المباشر يکون السحاب کالزجاج المعتم الذي يحول دون الاشعاع المباشر للشمس.

ندخل احيانا غرفه مضاء ه بمصابيح ذات زجاج معتم، فنري الغرفه مضيئه، و لکننا لا نري الشعاع الاصلي و المباشر.

من ناحيه اخري يلعب ضوء الشمس دورا مهما في دنيا الحياه



[ صفحه 80]



و الموجودات فالضوء و الحراره المنبعثبه من الشمس في کل مکان هما الطاقه الوحيده التي تبعث الحياه في الانسان و الحيوان والنبات.

ان نمو الموجودات الحيه، التغذيه و التناسل، الحس و الحرکه، سقي الاراضي الموات، تلاطم امواج البحر، حرکه الرياح، تساقط حبات المطر التي تبعث الحياه، و تساقط الثلوج، اصوات الشلالات، انغام الطيور، الجمال الباهر للازهار، جريان الدم في العروق، و خفقان القلب، العبور السريع للافکار عبر استار المخ، الضحکه الجميله من طفل رضيع... کل ذلک بصوره مباشره او غير مباشره ترتبط بنور الشمس، و بدونه يصيبها جميعا الموت، و هذا الموضوع يمکن ادارکه بقليل من التامل.

و الآن يطرح هذا السوال نفسه: اليس جميع هذه البرکات و الآثار التي تبعث الحياه خاصه بالزمن الذي يکون نور الشمس يسطع مباشره؟

جواب هذا السوال واضح کلا، فالکثير من هذه الآثار موجوده في النور غير المباشر للشمس الذي ياتي من وراء السحاب. مثلا في البلدان او المدن التي تکون سماوها مغطاه بالسحاب لعده اشهر في السنه، و لا تري الشمس تکون الحراره موجوده، و کذلک نمو الاعشاب و الاشجار، و انتاج الطاقه الضروريه للحياه، و نضج الاثمار و الفواکه، و تفتح الازهار و البراعم.

و عليه فان اشعاع الشمس من خلف السحاب يحتوي علي قسم مهم من برکات الشمس، و ليس فقط قسم من الآثار التي تحتاج الي الاشعاع المباشر. مثلا نحن نعلم ان اشعه الشمس لها اثر حياتي خاص علي جلد و بقيه



[ صفحه 81]



اجهزه جسم الانسان و الموجودات الحيه، و لهذا السبب في البلدان التي تفتقر الي اشعه الشمس نري الکثير من الناس يخرجون في الايام المشمسه لياخذوا حمام شمس فيعرضون اجسامهم العاريه امام الاشعه التي تبعث الحياه فتمتص اجسامهم ذرات النور، هذه الهديه السماويه.

و لاشعه الشمس، بالاضافه الي الضوء و الحراره، اثر خاص لوجود الاشعه فوق البنفسجيه التي تقتل انواع الميکروبات و تطهر البيئه، و هذا مالا يمکن حصوله في حاله وجود الاشعاع المعتم غير المباشر.

نستنتج من البحث السابق؛ انه رغم ان طبقات السحاب تمنع بعض آثار الشمس، الا ان قسما مهما منها يبقي موجودا.

هذا هو حال المشبه به اي الشمس، و نعود الآن الي المشبه اي وجود القاده الالهيين في حال الغيبه. ان الاشعه المعنويه لوجود الامام عليه السلام في حاله غيابه خلف السحاب هو ذو آثار واضحه - رغم تعطيل قضيه التعليم و التربيه و القياده المباشره - تکشف عن حکمه وجوده.

يقودنا القرآن الکريم نحو مقام الولايه الرفيع، و شوون و اسلوب الهدايه لدي اولياء القياده، و يثبت بوضوح انه من الممکن ان يقوم رجال الله تعالي في وقت اختفائهم عن الانظار، الي ارشاد الناس.