بازگشت

معجزة الاستتار


و يمکن ان يعتبر هذا الاستتار و الاختفاء معجزه من معاجز الامام المهدي عليه السلام لان المعجزه: ما يعجز عنه الناس، و المعجزه تحد للعاده و الطبيعه فکما ان المعجزه - بصوره عامه - لا يمکن تحليلها علي ضوء الماده و الطبيعه لانها من ما وراء الطبيعه، فکذلک استتار الامام المهدي عليه السلام يعتبر من الماورائيات بهذا المعني... و يمکن ان نستفيد من القرآن الکريم امکانيه الاستتار و الاختفاء عن العيون لفتره قصيره، او طويله:

قال تعالي (و جعلنا من بين ايديهم سدا و من خلفهم سدا فاغشيناهم



[ صفحه 69]



فهم لا يبصرون). [1] .

عن ابي عباس قال: ان قريشا اجتمعت فقال: لئن دخل محمد لنقومن اليه قيام رجل واحد! فدخل النبي صلي الله عليه و اله و سلم فجعل الله من بين ايديهم سدا و من خلفهم سدا فلم يبصروه، فصلي النبي صلي الله عليه و اله و سلم، ثم اتاهم فجعل ينثر علي رووسهم التراب و هم لا يرونه، فلما خلي عنهم راوا التراب، و قالوا: هذا ما سحرکم ابن ابي کبشه - اي رسول الله - [2] .

و قال تعالي: (و اذا قرات القرآن جعلنا بينک و بين الذين لا يومنون بالآخره حجابا مستورا). [3] .

فقد روي في کتب التفسير ان المقصود من (الذين لا يومنون بالآخره) هم: ابو سفيان، و النضر بن الحرث، و ابو جهل، و ام جميل زوجه ابي لهب حجب الله رسوله عن ابصارهم عند قراءه القرآن، و کانوا ياتونه و يمرون به و لا يرونه. [4] .

و لا تغفل عن قوله تعالي: (و جعلنا) في الآيه الاولي و الثانيه، مما يدل علي القدره الالهيه.



[ صفحه 70]



ان لم يکن للامام المهدي ظهور فانما له حضور

في روايه: و انه ليحضر الموسم في کل سنه و يقف بعرفه فيومن علي دعاء المومن. [5] .

و عن محمد بن عثمان رحمه الله عليه يقول:

يري الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه. [6] .

س: کيف يکون الانتفاع بالامام و هو غائب؟؟

الجواب: قبل الاجابه نتسائل: هل کل ما لا يري لا يستفاد منه؟؟

ان الله تعالي يحدثنا في کتابه العزيز عن المدبرات امرا فهم الملائکه الذين يدبرون امور العباد و شوونهم من سنه الي سنه باذن الله تعالي.

اذن الملائکه يدبرون امور نافع اننا لا نراهم و لا نسمع حسيسهم، ثم ان ملک الموت الذي قبض ارواح الخلائق منذ آدم الي يومنا الحاضر و سوف يقبض ارواح الباقين الي يوم القيامه، اذا کنا لا نراه فلا نستطيع انکار تاثيره في حياه البشريه.

و هکذا وجود صاحب الزمان عليه السلام فکل الکائنات موجوده بوجوده و قد اقتضت الحکمه الالهيه ان يغيب عن الابصار، فهل هذا يعني ان الکائنات قد استقلت بوجودها؟



[ صفحه 71]



قال الصادق عليه السلام: و اعلموا ان الارض لا تخلو من حجه لله عز و جل لکن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم و جورهم و اسرافهم علي انفسهم، و لو خلت الارض ساعه واحده من حجه لله لساخت باهها، و لکن الحجه يعرف الناس و لا يعرفونه، کما کان يوسف عليه السلام يعرف الناس و هم له منکرون - ثم تلا (يا حسره علي العباد ما ياتيهم من رسول الا کانوا به يستهزوون). [7] .


پاورقي

[1] يس:9.

[2] مجمع البيان: 258:8 تفسير سوره يس آيه 10-1.

[3] الاسراء: 45.

[4] مجمع البيان 256:6 تفسير سوره الاسراء آيه 48-45.

[5] منتخب الاثر: 277.

[6] بحار الانوار 350:51 ب (16) احوال السفراء، ح 3.

[7] الغيبه للنعماني: 144 ب (10)، ح 2.