بازگشت

الانتفاع به في غيبته


هنا يتبادر السوال و هو: ما الفائده من وجود الامام الغائب، و کيف ينتفع الناس به؟؟

و لا فرق بين وجود الامام المهدي مع غيبته و بين عدم وجوده ففي کلا الحالتين لا يمدنا بشيء؟!

و البعض الآخر يقول: بما اننا لا نستفيد منه و هو غائب فلا ضروره من وجوده، لذلک لا مانع من القول بان الامام المهدي عليه السلام يولد في آخر الزمان.

علينا ان نعرف معني الغيبه حتي يتوضح لنا ان کان ينافي تصرف الغائب في شوون الناس او لا؟

و لکن الغيبه هنا معنيان:

الاول: انه لا يعيش في المجتمعات البشريه، و لا يکون في متناول الناس، بان يقتصده الناس او يلتقي به کل احد، و يراه القريب و البعيد کما هو شان الانسان العادي المتعارف.

الثاني: الاختفاء عن العيون - حسب ارادته - فلا تراه العيون مع کونه موجودا، کما ان العيون لا تري الارواح، و لا الملائکه، و لا الجن، مع تواجدها في المجتمعات البشريه.

و قد تظهر الارواح بالشکل المرئي لبعض الافراد، کما هو المشهور عند الذين يمارسون احضار الارواح. و قد تظهر الملائکه لغير الانبياء، کما ظهرت لساره زوجه ابراهيم عليه السلام و لمريم بنت عمران...



[ صفحه 68]



و قد ظهرت الملائکه يوم بدر للمسلمين و غيرهم.

و لعل قائلا يقول: ان الملائکه اجسام لطيفه، و من شانها ان لا تري بهذه العيون الا في ظروف خاصه، و ليس البشر کذلک.

فنقول: کان مقصودنا التشبيه بالکائنات التي لها القدره علي الظهور للناس، و الاختفاء و الاستتار عن العيون.

و اما بالنسبه لاختفاء الامام المهدي عليه السلام عن العيون فانها تعتبر معجزه، و کل من توفق للقاء الامام کان مختوما لقاوهم بغيبه الامام المهدي عن انظارهم.

و ان غيبه الامام بعد اللقاءات کانت دليلا واضحا علي انه هو الامام لان الفرد العادي کيف يستطيع ان يستتر و يختفي او يغيب عن العيون في طرفه عين؟