بازگشت

الغيبة الکبري


قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم في حديث شريف لجابر بن عبد الله الانصاري: يغيب عن شيعته و اوليائه غيبه لا يثبت فيها علي القول بامامته الا من امتحن الله قلبه بالايمان. [1] .

ابتدات الغيبه الکبري من سنه 329 ه و بعد انتهاء الغيبه الصغري بوفاه النائب الرابع للامام المهدي عليه السلام.

و بذلک انقطعت الاتصالات بالامام المهدي عليه السلام، و کانت الطامه الکبري، تطورت القياده الدينيه، و انتقلت الي الفقهاء الجامعين لشرائط الفتوي.



[ صفحه 65]



و کان الامام المهدي عليه السلام قد کتب الي احد و جهاء الشيعه و هو اسحاق بن يعقوب، بواسطه النائب الثاني محمد بن عثمان، توقيعا جاء فيه:

و اما الحوادث الواقعه، فارجعوا فيها الي رواه حديثنا، فانهم حجتي عليکم و انا حجه الله عليکم. [2] .

و قد کان في ذلک العصر عدد کبير من المحدثين: اصحاب الامامين الهادي و العسکري عليهما السلام، و الف بعضهم کتبا عديده جمع فيها الاحاديث المتنوعه و الاحکام الشرعيه و کانوا يراجعون تلک الاحاديث عند الحاجه.

و اما القضاء و الامور الحادثه التي لم يجدوا لها حديثا خاصا يبين حکمها، فقد امرهم الامام المهدي عليه السلام ان يراجعوا فيها المحدثين الذين لهم قوه استخراج و استنباط الاحکام من الادله، و هي القواعد و الاصول العامه المستفاده من الاحاديث الصحيحه.

و بهذه الوسائل فتح الامام المهدي عليه السلام لشيعته خطا جديدا لتامين الناحيه الفقيهه لهم عن طريق القياده المرجعيه المتجسده في رواه احاديث الائمه:.

و اول من استلم القياده المرجعيه في الغيبه الکبري هو الشيخ الفقيه: الحسن بن علي بن ابي عقيل العماني. [3] .



[ صفحه 66]



فقد قال السيد محمد مهدي بحر العلوم رضي الله عنه عن الشيخ: و هو اول من هذب الفقه و استعمل النظر، [4] و فتق البحث [5] عن الاصول و الفروع في ابتداء الغيبه الکبري.

و علي کل حال، فقد اخذت القياده المرجعيه طابعها الخاص، و تکونت حلقات التدريس في بغداد، و انقضت سنوات، و لمع نجم الشيخ المفيد في بغداد، و اسس الحوزه العلميه، و کان يحضر مجلس درسه العشرات من الفضلاء و في طليعتهم السيدان: الرضي و المرتضي.

و کان الشيخ آيه من آيات الله تعالي، و قد ساعده التوفيق ان کتب اليه الامام المهدي عليه السلام رسائل عديده في اواخر حياته، و کل رساله تضع و سام الفخر علي صدر الشيخ المفيد.

و ليس معني ذلک انسحاب الامام المهدي عليه السلام عن المجتمع الاسلامي او اعتزاله عن مرکز القياده و التصريف في العالم، او انقطاعه من کل ما يحدث في العباد و البلاد، او انقراض نظام الامامه و انهياره، کلا بل ان نظام الامامه يمتد الي ان ينقرض العالم، لانه نظام الهي لا يقبل الزوال، سواء کان ذلک الامام حاکما علي المجتمع، و يتصرف في شوون الناس ام کان ممنوعا عن الظهور.



[ صفحه 67]




پاورقي

[1] کمال الدين 253:1 ب (23) في نص الله تبارک و تعالي علي القائم، ح 3.

[2] الغيبه للطوسي: 291، ح 247.

[3] المهدي من المهد الي الظهور: 265.

[4] اي اجتهد في استنباط الاحکام الفرعيه من ادلتها.

[5] نقحه و وسعه.