فان اول صفه من صفات المهدي خفاء المولد.

قال الصادق عليه السلام: هو خفي المولد و المنشا، غير خفي في نفسه. [1] .

و قد ولد هکذا غير ملعن عنه، مستوره ولادته، في سر من راي في العراق، نظيفا منظفا، مفروغا منه، مختونا - کما هو شان کل امام - يتلقي الارض بمساجده السبعه. و کان ذلک عند بزوغ الفجر من صبيحه يوم الجمعه في النصف من شعبان سنه 255 هجريه... و تناولته السيده حکيمه، عمه ابيه بنت الامام الجواد عليه السلام و ناولته لابيه، و کان مکتوبا علي عضده من نور: جاء الحق و زهق الباطل. [2] .

و ولاده الامام عليه السلام سرا ليس بامر جديد فقد ولدت ام ابراهيم ابراهيم عليه السلام خفيه، و غيبته في غار بعيد و کان من امره ما کان... کما ان ام موسي ولدت موسي عليه السلام خفيه، و امتثلت ما اوحي اليها من وضعه في تابوت من سعيفات النخل علي صفحه مياه النيل، ليلتقطه عدوه فرعون، و ينسي



[ صفحه 52]



ذکره، و يربيه في حجر امه نفسها بعد ان حرم الله عليه المراضع، فحملها فرعون مسووليه السهر علي سلامه الطفل و حفظه، و کان، من امره ما کان افلا يصح في مولد صاحب الزمان عليه السلام ما صح في مولد ابراهيم و موسي من بعده! بلي، و ليست قصته باعجب من غيرها اذا رويت بمنظار الفکر المنصف الذي لا يکفر بما هو من السماء، و لا يذهب مع وسوسه النفس و هوي القلب.

و اما عند علماء اهل السنه فان بعضهم قد صرحوا بولاده الامام المهدي عليه السلام و نتطرق هنا لذکر بعض الروايات التي ذکرت في کتبهم.

1- محمد بن طلحه الحلبي الشافعي في کتابه مطالب السوول في مناقب آل الرسول قال:

المهدي هو ابن ابي محمد الحسن العسکري، و مولده بسامراء... [3] .

2- احمد بن حجر في کتابه الصواعق المحرقه عند ذکره للامام الحسن العسکري عليه السلام قال: و لم يخلف غير ولده ابي القاسم محمد الحجه، و عمره عند وفاه ابيه خمس سنين، اتاه الله الحکمه... [4] .

3- الاستاذ بهجت افندي في کتاب المحاکمه قال - في ذکر ولاده الامام المهدي عليه السلام -: ولد في الخامس عشر من شعبان سنه 255، و ان اسم امه



[ صفحه 53]