والدة الامام المهدي
انها نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملک الروم، [1] و لها اسماء کثيره و هي: مليکه، سوسن، حکيمه، مريم، ريحانه، صقيل وو...
و امها من ولد الحواريين، تنسب الي شمعون وصي المسيح عليه السلام.
سارت مع جيس ابيها متنکره في زي الخدم مع عده من وصائفها ليداوين الجرحي في حرب من الحروب مع المسلمين في جنوبي شرقي اوربا فصادفتهن طلائع جيش المسلمين بعد هزيمه جيش العدو، فاخذن اسيرات و ما احس احد بانها بنت قيصر.
و عند ما عرضت للبيع مع السبايا غيرت اسمها و قالت: اسمي نرجس لانه اسم تتسمي به الجواري. و کان والدها قد علمها لغات مختلفه من جملتها اللغه العربيه التي استمر لسانها عليها و الفتها و استقام لها جيدا... و کان ذلک في ايام الامام الهادي عليه السلام، فکلف احد اصحابه و هو مولاه الذي يدعي بشر بن سليمان النخاس بشرائها حين وصلت اليه قصتها، وعرف بابائها ان تباع لمن عرضوا عليها، لانه کان يعلم انها مرصوده لولده، فتم ذلک و اشتراها صاحبه و احضرها اليه، فکلف خادمه ان يستدعي له اخته السيده حکيمه، فجاءت فقال لها: ها هي، فخذيها و علميها الفرائض فانها زوجه ابني، ابي محمد و ام القائم عليه السلام.
[ صفحه 50]
فهل فکر امرؤ بقول الهادي عليه السلام. ها هي؟
فمن الموکد ان الانسان لا يفکر بهذه السرعه ليعلم المقصود منها، هي تدل علي ان ام القائم عليه السلام کانت معروفه في بيت الهادي عليه السلام بذاتها و صفاتها، و کانت منتظره، و البيت کله علي موعد معها. يعني انها ليست غريبه علي سمع الهادي عليه السلام و لا علي سمع اخته و اهل بيته، لانها ليست کل سبيه تباع و تشري.
نعم انها لکذلک، يعرفها اهل البيت، و يعرف الامام العاشر کامل قصتها و ظروف وصولها الي بيته بعهد معهود متوارث عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و کانت هذه الفتاه الشريفه قد رات في منامها - و هي في بيت ابيها - ان النبي محمدا صلي الله عليه و اله و سلم قد جاء الي بيتها مع ابنته الزهراء عليها السلام و جلس الي عيسي بن مريم و جلست الزهراء الي مريم بنت عمران عليها السلام ثم خطبها النبي صلي الله عليه و اله و سلم من المسيح لولده الحسن العسکري عليه السلام، ثم رات کان الزهراء عليها السلام ارتها صوره العسکري عليه السلام و عرفتها قدره و علمتها کيف تصل اليه. [2] .
فاقامت من هذا الحلم الذهبي الذي اخذ بمجامع قلبها و انار طريق حياتها و خلع عليها بهجه و املا عظيما، افاقت لتتدبر امر وصولها الي خاطبها العظيم کما علمتها سيدتها الزهراء عليها السلام، و هکذا کان.
[ صفحه 51]
و کان ان وصلت الي بغداد مع السبايا، و عرض عليها من عرض فرفضت ان تباع لاحد حتي رساله الهادي عليه السلام فعرفت صاحبها. [3] .
پاورقي
[1] انظر: کمال الدين 420:2 ب (41) ما روي في نرجس ام القائم عليه السلام و اسمها، ح 1.
[2] انظر: بحار الانوار 51: 10-6 ب (1) ولادته و احوال امه صلوات الله عليه، ح 12، عن غيبه الطوسي: 214-208، ح 178.
[3] الزام الناصب: 313:1 في اخبار ام القائم عجل الله فرجه.