في القرآن
اما کتاب المسلمين و هو القرآن فقد تنبا بمستقبل البشريه نحو السعاده ببرکه العداله الالهيه.
قال تعالي: (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمه و نجعلهم الوارثين) [1] .
قال الامام علي عليه السلام في معني هذه الآيه: هم آل محمد يبعث الله مهديهم بعد جهدهم، فيعزهم و يذل عدوهم. [2] .
و قوله تعالي:
(وعد الله الذين آمنوا منکم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم و ليمکن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشرکون بي شيئا و من کفر بعد ذلک فاولئک هم الفاسقون). [3] .
فهذا وعد صريح من الله عزوجل (ان الله لا يخلف الميعاد) [4] .
[ صفحه 34]
للبشريه المومنه الصالحه التي قاست الظلم و العذاب في عصور الانحراف و بذلت من التضحيات الشيء الکثير... بان يستخلفهم في الارض، بمعني انه يوفقهم الي السلطه الفعليه علي البشريه و ممارسته الولايه الحقيقيه فيهم.
و ان الارض - تعني کل الارض علي الاطلاق - سوف تکون مشموله لسلطه المومنين و استخلافهم و سيحکمون وجه البسيطه، و ذلک لعدم وجود اي قرينه علي انصرافها الي ارض معينه.
و قوله تعالي: (و ليمکن لهم دينهم الذي ارتضي لهم). فان التمکين التام والاستقرار الحقيقي للدين، لا يکون الا عند سيادته في الالم اجمع.
و کقوله تعالي: (و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا)، بعد ان نعرف ان المومنين کانوا قبل الاستخلاف يعانون الخوف في کل مناطق العالم لسياده الظلم و الجور في العالم کله. فلا يکون الخوف قد تبدل الي الامن حقيقه الا بعد ان تتم لهم السلطه علي وجه الارض کلها.
فاذا تم لنا من الآيه ذلک، و لا حظنا وجداننا فان هذا الوضع الاجتماعي العالمي الموعود، لم يتحقق علي مدي التاريخ منذ فجر البشريه الي عصرنا الحاضر. اذن فهو مما سيتحقق في مستقبل الدهر يقينا طبقا للوعد الالهي القطعي غير القابل للتخلف.
و ان الاسلام هو الدين المختار من الله لهذه الدوله العاليه من غير بقيه الاديان السماويه، لان رساله الاسلام هي آخر رساله عالميه کافيه ملبيه لحاجات البشر، و ان البشريه سوف تستغني بالعدل الناتج عن تطبيق الاسلام
[ صفحه 35]
عن اي شريعه جديده، و الا کانت ناقصه و غير مغنيه او کانت مرحله تربويه و لکان اللازم - طبقا لقاعده اللطف الالهي - ارسال شرائع اخري حتي تصل البشريه الي العدل الکامل الذي تستغني به البشريه، و لکان ختم النبوات بالاسلام خطوه غير صحيحه.
فالسعاده البشريه سوف تتحقق في المستقبل باقامه العداله الالهيه في ظل الدوله العالميه الاسلاميه التي ستحکم العالم.
س: کيف تتاسس هذه الدوله؟
تتاسس الدوله العالميه بجهود القائد الامام المهدي عليه السلام، و اصحابه المخلصين الممحصين.
[ صفحه 39]
پاورقي
[1] القصص:5.
[2] تفسير نور الثقلين 110:4، ح 11.
[3] النور: 55.
[4] آل عمران:9.