بازگشت

المقدمة


ورد عن زراره قوله: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: للقائم غيبه قبل ان يقوم، فقلت: جعلت فداک ان ادرکت ذلک الزمان اي شيء اعمل؟ فقال عليه السلام متي ادرکت ذلک الزمان فلتدع بهذا الدعاء: اللهم عرفني نفسک فانک ان لم تعرفني نفسک لم اعرف نبيک، اللهم عرفني رسولک فانک ان لم تعرفني رسولک لم اعرف حجتک، اللهم عرفني حجتک فانک ان لم تعرفني حجتک ضللت عن ديني. [1] .

1- ان طلب معرفه الامام من اهم الوظائف التي يجب ا ن نهتم بها في عصر الغيبه، فان هذه المعرفه هي التي تدفعنا الي نصرته و التسليم و الجهاد بين يديه.

و معرفه الامام واجبه لانه مفترض الطاعه، و کل من يفترض طاعته يجب معرفه صفاته، و ليعلم ان اللازم من تحصيل المعرفه بصفاته الخاصه ما يمتاز به عن غيره، بحيث يفرق به بين المحق و المبطل في دعواه، و لا ريب ان المقصود من المعرفه التي امرنا ائمتنا عليهم السلام بتحصيلها يکون سببا لسلامتنا من شبهات الملحدين و نجاه من المضلين، و ذلک لا يحصل الا بامرين:



[ صفحه 14]



احدهما: معرفه شخص الامام باسمه و نسبه.

الثاني: معرفه صفاته و خصائصه، و تحصيل هاتين المعرفتين من اهم الواجبات.

و مما يدل صريحا علي وجوب تحصيل هاتين المعرفتين:

ما روي في البرهان عن معاويه بن وهب، عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: ان افضل الفرائض و اوجبها علي الانسان معرفه الرب، و الاقرار له بالعبوديه، و حد المعرفه ان يعرف الله ان لا اله غيره، و لا شبيه له و لا نظير و ان يعرف انه قديم مثبت موجود غير فقيد، موصوف من غير شبيه له و لا نظير له، و لا مبطل، (ليس کمثله شيء و هو السميع البصير). [2] و بعده معرفه الرسول و الشهاده له بالنبوه، و ادني معرفه الرسول الاقرار بنبوته و ان ما اتي به من کتاب او امر او نهي فذلک عن الله عز و جل و بعده معرفه الامام الذي به ياتم، بنعمه و صفته و اسمه في حال العسر و اليسر. [3] .

و ادني معرفه الامام انه عدل النبي صلي الله عليه و اله و سلم الا درجه النبوه، و وراثه، و ان هذا ادني معرفه الامام بقول ابي عبد الله عليه السلام.

و اما اعلي مرتبته و التي تکون من آثارها الحب و العشق و التسليم و الطاعه لا تکتسب الا بالتوسل الي الله فقد روي محمد بن حکيم قال: قلت



[ صفحه 15]



لابي عبد الله عليه السلام: المعرفه من صنع من هي؟

قال عليه السلام: من صنع الله ليس للعباد فيها صنع. [4] .

فاللازم علي العبد ان يسال الله تعالي ان يرزقه و يکمل له معرفه امام زمانه.

طبعا هذا لا ينافي کون العبد مختارا و مامورا بالطلب و النظر في وسائل المعرفه، لانه نظير الرزق الذي امر العباد بطلبه، و الايصال وظيفه الخالق المتعال، قال تعالي: (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا). [5] .

کما ان الزرع و السعي نحوهما وظيفه العباد لکونها تحت قدرتهم، و الاثبات، و الانماء، و الحفظ من الآفات، الي حصول النتيجه وظيفه الله عز و جل لکونها فوق قدره العباد، لکن عليهم الدعاء و المساله لحصول النتيجه المقصوده.

و کذلک معرفه الامام لها وسائل و اسباب، رتبها الله تعالي لعباده، و هي مقدوره لهم، مثل النظر في معجزاته، اخلاقه، طول غيبته، و ما يرد علي المومنين في زمان غيبته، و بالشوون التي خصه الله تعالي بها... و غيرها، فعليهم السعي في تحصيل معرفته بالاسباب المذکوره.

و هذا ما سعينا لاجله في هذا الکتاب الذي بين يديک، و ذکرنا فيه ما



[ صفحه 16]



يجب علي المنتظر في عصر الغيبه ليحصن به نفسه و دينه امام التيارات المضاده و المنحرفه، يحدد للقاري ما يجب عليه القيام به للتمهيد لظهوره عليه السلام و الاتصاف بصفات انصاره.

ليکون ما طرحناه وسيله من وسائل معرفه الامام المهدي عليه السلام لمن يبحث عن الوسيله للتقرب الي الله تعالي و امام زمانه.

ام مهدي



[ صفحه 17]



(بقيه الله خير لکم ان کنتم مومنين)

اللهم کن لوليک الحجه ابن الحسن صلواتک عليه و علي آبائه في هذه الساعه و في کل ساعه وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا، حتي تسکنه ارضک طوعا و تمتعه فيها طويلا برحمتک يا ارحم الراحمين.



[ صفحه 21]




پاورقي

[1] الکافي 1: باب في الغيبه، ح 5.

[2] الشوري: 11.

[3] تفسير البرهان 209:3 تفسير سوره الاعراف آيه: 143، ح 3.

[4] الکافي 163:1 باب البيان و التعريف و لزوم الحجه، ح 2.

[5] العنکبوت:69.