بازگشت

تکليف الموالي في عصر الغيبة


ان تکليف الموالي في عصر الغيبه هو: التمهيد لظهور الامام عليه السلام، عن الباقر عليه السلام: في صاحب هذا الامر اربع سنن من الانبياء، سنه من موسي و سنه من عيسي و سنه من يوسف و سنه من محمد صلي الله عليه و اله و سلم.

فاما من موسي فخائف يترقب، و اما من يوسف فالسجن، و اما من عيسي فيقال له انه مات و لم يمت، و اما من محمد صلي الله عليه و اله و سلم فالسيف. [1] .

السنه التي ورثها امامنا عليه السلام من نبي الله يوسف عليه السلام هي السجن.

من المعلوم ان نبي الله يوسف قد ادخلوه الي السجن ظلما، فهو لم يرتکب اي ذنب و هکذا الامام المهدي عليه السلام، او ليست غيبته سجنا له عليه السلام.

من الذي ادخل الامام المهدي الي السجن؟؟

الواقع ان عدم وجود الناصر هو الذي غيب الامام عليه السلام و نحن الذين تخاذلنا عن نصره امامنا لان کلا منا يغني علي ليلاه، لقد اصر کل منا ان يبحث عن حاجاته و رغباته و تامين حياته و مستقبله و غير ذلک، و کل همنا انفسنا و لم يکن همنا خدمه امامنا و تلبيه رغباته و التفکير في مستقبله.

غاب الامام المهدي عليه السلام منذ اکثر من الف سنه فهل حان وقت



[ صفحه 162]



ظهوره، ام سيغيب الف سنه اخري... ام ان الامر لا يهمنا اذا کان الامام المهدي عليه السلام لم يخرج من سجنه بعد، فهذا لا يوجد من يطالب به، و هذه المطالبه لا تکون بالکلام و الثارات بل تکون بالعمل و الاستعداد، و يجب علي کل منا ان يشق طريقا له ليخدم من خلاله ذلک الامام المظلوم، و يجب ان يکون هدفنا الاکبر هو التمهيد لذلک الظهور المقدس.

التمهيد في اللغه العربيه هو التهيئه فيقال: مهدت الفراش مهدا اي بسطته و هياته، و هذا المعني نفسه هو المراد في کتاب الله و من کلام المعصومين عليهم السلام فقد ورد عن الصادق عليه السلام: ان العمل الصالح ليذهب الي الجنه فيمهد لصاحبه کما يبعث الرجل غلامه فيفرش له ثم قرا (و اما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلانفسهم يمهدون). [2] [3] .

و التمهيد للامام المهدي عليه السلام عباره عن: تهيئه الظروف و الاحوال لظهوره عليه السلام و هذا يعني ان وظيفه الممهد هي رفع المانع من الظهور.

و المانع هو عدم وجود الانصار، و السعي الي تمهيد ظهور الامام عليه السلام في تهيئه الارضيه لتربيه و ايجاد انصار للامام المهدي عليه السلام و هذا لا يتحقق الا بالعمل المستمر، ان ظهور الامام عليه السلام متوقف علي اعمالنا، فاعمالنا هي التي تعجل ظهوره او توخره، و ذلک بتوفير شروط الظهور او عدمه، فالامام ينتظر



[ صفحه 163]



منا التمهيد لخروجه.

س: کيف نمهد لظهور الامام؟

الجواب: ان التمهيد لا يتحقق الا بالانتظار، الانتظار البناء الذي له ذلک الاجر الکبير المذکور في روايات المعصومين عليهم السلام. کقول الصادق عليه السلام: طوبي لشيعه قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، و المطيعين له في ظهوره، اولئک اولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. [4] .

ان هذه الروايه و غيرها تدعونا الي التفکير في معني الانتظار، فلا يمکن ان يکون الانتظار بمعني الجلوس في المنزل منتظرين الامام، فلو کان کذلک لما اکد عليه اهل البيت عليهم السلام بکل هذا التاکيد، و لما ترتب کل هذا الفضل عليه.

اذن ما المقصود بالانتظار؟

الواقع ان الانتظار کيفيه نفسانيه، ينبعث منها التهيو لما تنتظره و ضده الياس، فکلما کان الانتظار اشد کان التهيو آکد، و التهيو هو العمل الذي يقوم به المنتظر.

اذن لا بد من القول بان الانتظار هو عمل يقوم به الانسان في غيبه الامام، کما عبر رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: افضل اعمال امتي انتظار الفرج. [5] .

فرسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يصف الانتظار بالعمل، بل يعتبره افضل الاعمال.



[ صفحه 164]



و المقصود من العمل هو العمل الذي يسبب الانتظار، بحيث بعد تاديتي لهذا العمل انتظر ظهور الامام عليه السلام، و ليس کل عمل يبعث علي الانتظار، بل العمل الممهد الذي يحمل ذلک الدور في تعجيل ظهوره عليه السلام.

فالمنتظر الحقيقي کالذي ينتظر مسافرا عزيزا علي قلبه، الا تري انه اذا کان لک مسافر تتوقع قدومه ازداد تهيوک لقدومه کلما قرب حينه، بل ربما تبدل رقادک بالسهر لشده الانتظار.

فالمومن المنتظر لقدوم مولاه کلما اشتد انتظاره ازداد جهده و عمله للاستعداد لظهوره و تحقيق شروط الانتظار الحقيقي في نفسه.

فاذن علي الشيعي الموالي ان يصبح مواليا منتظرا.


پاورقي

[1] کمال الدين 152:1 ب (6) في غيبه موسي، ح 14.

[2] مضمون ماخوذ من اللآيه 44 في سوره الروم: (و من عمل صالحا فلانفسهم يمهدون).

[3] الامالي المفيد: 195.

[4] کمال الدين 357:2 ب (33) ح 54.

[5] بحار الانوار 317:50 ب (4) مکارم اخلاقه ح 14.