بازگشت

تجري في الامام المهدي سنن الانبياء


عن سدير عن الصادق عليه السلام قال: ان للقائم منا غيبه يطول امدها! فقلت له: و لم ذاک يابن رسول الله؟ قال عليه السلام: ان الله عز و جل ابي الا ان يجري فيه سنن الانبياء في غيباتهم، و انه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله تعالي: (لترکبن طبقا عن طبق) اي سننا علي سنن من کان قبلکم. [1] .



[ صفحه 152]



ان الغيبه ليست مختصه بالمهدي عليه السلام، و ان التاريخ يذکر لنا غيبه بعض الانبياء و الاولياء و ان قصرت.

اولم يستتر نبينا محمد صلي الله عليه و اله و سلم في شعب ابي طالب ثلاث سنوات. [2] .

يخاف علي نفسه مرده قريش و جبابرتها، يحميه عمه ابو طالب.

اولم يستتر قبلها في غار حراء، محافظا علي نفسه و رسالته، و هربا ممن کان يوذيه في عبادته، حين قله المومنين بدعوته و فقدان الانصار. [3] .

و لماذا قال موسي عليه السلام لقومه: (ففررت منکم لما خفتکم فوهب لي ربي حکما و جعلني من المرسلين). [4] .

و قد قال الصادق عليه السلام: ان مده غيبته عندما خرج من مصر کان 28 عاما قال تعالي: (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين). [5] .

و بعدها امره الله ان يرجع الي قومه بعد غيبته.

و کذلک غاب السيد المسيح بمشيئه الله عن انظار امته، فلم يقدر اعداوه علي قتله و القضاء عليه. [6] .

فالخوف - مبدئيا - هو عله الغيبه طالت ام قصرت، لا خوف انسان



[ صفحه 153]



عادي من القتل، بل خوف المهدي عليه السلام الذي اصطفاه الله حجه علي کل ظالم يعرف الحق و يحکم بغره، و يعرف الظلم ويفعله، والذي ادخره ربه ليقيم العدل في الکون.

و الحاکمون و الظلمه کانوا له بالمرصاد منذ ولادته و في کل حين، فمنذ البدء، کانت محاصره الشرطه لدار ابيه اثناء الحمل به، و مراقبه نساء ابيه من القوابل، و بث الارصاد و العيون، کانت کلها سيوفا وصلته لاغتياله قبل ان يبصر النور، حتي انهم حيث فشلوا في الکشف عنه قبضوا علي نساء ابيه و جواريه و حبسوهن اکثر من سنه بامل ان تضع من کانت منهن حبلي کما رايت، و کان لا سبيل للمهدي الا ان يتواري کما شاء له الله، و ان يعد العده و يتحين الفرصه و الاذن بالخروج.


پاورقي

[1] بحار الانوار 90:52، ب (20) عله الغيبه، ح 3.

[2] اشاره الي ماورد في بحار الانوار 176:51، ب (12) اثبات الغيبه.

[3] اشاره الي ما ورد في تفسير الميزان 298:9.

[4] الشعراء: 21.

[5] القصص: 21.

[6] اشاره الي ما ورد في سوره النساء: 158.