بازگشت

اختبار الناس و تمحيصهم


عن علي بن موسي الرضا عن آبائه عن امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام، انه قال: التاسع من ولدک يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين، و الباسط للعدل قال الحسين: فقلت له: يا امير المومنين و ان ذلک لکائن فقال عليه السلام: اي والذي بعث محمد صلي الله عليه و اله و سلم بالنبوه و اصطفاه علي جميع البريه و لکن بعد غيبه و حيره، فلا يثبت فيها علي دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين اخذ الله عز و جل ميثاقهم بولايتنا و کتب في قلوبهم الايمان و ايديهم بروح منه. [1] .

قال الامام علي عليه السلام عن المهدي عليه السلام: تکون له حيره و غيبه يضل فيها



[ صفحه 138]



اقوام و يهتي فيها آخرون. [2] .

هنا نسبت الحيره الي المهدي عليه السلام باعتبار کونها ناتجه من غيبته المستنده اليه اذا لو کان ظاهرا بين الناس لما وقعت هذه الحيره، کما هو معلق.

و يمکن ان يراد بالحيره عده وجوه:

اولا: الحيره في العقائد الدينيه، نتيجه للتيارات الباطله التي تواجه جهلا و فراغا فکريا في الامه، مما يحمل الفرد الاعتيادي علي الانحراف.

ثانيا: الحيره بالعقائد الدينيه، بمعني ان المومنين حين يحسون بالمطارده و التعسف ضدهم و ضد عقائدهم، يحيرون اين يذهبون لکي ينحکوا بالحق الذي يعتقدونه و بالاتجاه الاسلامي الذي يتخذونه.

ثالثا: الحيره في الامام المهدي عليه السلام نفسه، بمعني ان طول غيبته توجب وقوع الناس في الشک و الاختلاف في شانه، کما حدث في صفوف المسلمين فعلا.

روي النعماني عن امير المومنين عليه السلام في حديث قال فيه:

فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتي يتفل بعضکم في وجوه بعض، و حتي يسمي بعضکم بعضا کذابين، و حتي لا يبقي منکم [الا] کالکحل في العين او کالملح في الطعام، و ساضرب لکم مثلا، و هو مثل رجل کان له طعام فنقاه و طيبه ثم ادخله بيتا و ترکه فيه ما شاء الله. ثم عاد اليه فاذا



[ صفحه 139]



هو قد اصابه السوس، فاخرجه و نقاه و طيبه، ثم اعاده الي البيت فترکه ما شاء الله، ثم عاد اليه فاذا هو قد اصابته طائفه من السوس، فاخرجه و نقاه و طيبه و اعاده، و لم يزل کذلم حتي بقيت منه رزمه کرزمه الاندر لا يضره السوس شيئا. و کذلک انتم تميزون حتي لا يبقي منکم الا عصابه لا يضرها الفتنه شيئا. [3] .

و التمحيص هو التنقيه و ابعاد الرداء ه، و الغربله هي النخل بالغربال حتي يخرج الزوان، و هو الحب الغريب عن الحنطه يکون علي شکلها و ليس منها.

و غربله البشر تکون بقانون التمحيص، و غربالهم فيها هي الظروف الصعبه و الظلم الذي يعيشه الفرد و المجتمع من ناحيه، و الشهوات و المغريات و المصالح الضيقه من ناحيه اخري، سيخرج من الغربال خلق کثير، بمعني اکثر الناس يتبعون الباطل و ينحرفون مع الشهوات و المصالح او مع الظالمين المنحرفين.



[ صفحه 140]




پاورقي

[1] کمال الدين 304:1، ب (26)، ح 16.

[2] الغيبه للنعماني: 68، ب 4، ح 4.

[3] الغيبه للنعماني: 218-217، ب (12)، ح 17.