بازگشت

يقضي بعلمه الشخصي


ان قضاء الامام المهدي عليه السلام في دولته العالمية يمتاز عن قضاء أجداده الطاهرين عليهم السلام بمزية خاصة و هي: انه يحکم بعلمه و اطلاعه بالحوادث و الوقائع، و لا ينتظر شهادة الشهود، و لا الأدلة التي تثبت الادعاء.

قال الرسول صلي الله عليه و اله و سلم: ان الامام المهدي عليه السلام يملأ الأرض قسطا و عدلا کما تملأ ظلما و جورا.

و من الطبيعي أن الامام الذي يريد أن يقضي علي کل ظلم، و يقلع کل



[ صفحه 346]



جذور الجور من کل مکان و عن کل انسان، لا يتوقع منه أن ينتظر حتي يرفع المظلوم، اليه الشکوي، و يطلب الامام من المدعي اقامة البينة.

کلا، اذ قد يمکن أن لا يجد المدعي الأدلة و البراهين لاثبات دعواه أو يعجز عن اثبات حقه، أو لا يستطيع أن يزيف ادعاء ات الظالم.

و من الممکن أن يقع الظلم في کثير من بقاع العالم و لا يستطيع المظلوم أن يرفع أمره الي الامام المهدي عليه السلام، و من الممکن أيضا أن انسانا يقتل ظلما و سرا، و لا يعلم أحد بقتله، و لا يعرف أحد قاتله، فيهدر دمه فکيف تملأ الارض قسطا و عدلا؟؟.

اذن فان الامام المهدي عليه السلام يقيم الحد، و يقتص ممن صدر منه ما يوجب القصاص حتي اذا لم يشهد الشهود و لم تقم البينة.

و سيکون هذا هو الرادع القوي لکل من يريد ارتکاب الجرائم.

و بهذا يتورع الناس عن کل انحراف في جميع المجالات.

و مما يويد ذلک ما روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: بينا الرجل علي رأس القائم عليه السلام يأمر و ينهي اذ أمر الامام بضرب عنقه، فلا يبقي بين الخافقين شيء الا خافه. [1] .

و هناک أحاديث کثيرة تشير الي ما قلنا سابقا منها:

قال الباقر عليه السلام: اذا قام قائم آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم حکم بحکم داوود، لا



[ صفحه 347]



يسأل البينة. [2] .

قال الصادق عليه السلام: اذا قام قائم آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم حکم بين الناس بحکم داوود لا يحتاج الي بينة، يلهمه الله تعالي فيحکم بعلمه، و يخبر کل قوم بما استبطنوه. [3] .

و طبعا ليس المقصود بحکم داوود هو شريعته، لأن جميع الشرائع نسخت بعد ظهور الاسلام، ولکن المقصود أن المهدي بحکم کما حکم داوود من قبل بالعلم الواقعي الذي کان ينکشف عنده باذن الله، و لم يکن يبالي بقول المدعي او المدعي عليه.

و هنا سوال يقول: کيف يستطيع الامام المهدي عليه السلام أن يطبق هذه العدالة في کل مکان و في جميع البلدان، مع العلم أنه يعمل بعلمه في القضايا و المرافعات التي تقع في بلده؟؟.

يمکن الجواب بقول الصادق عليه السلام: اذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض، في کل أقليم رجلا يقول له الامام: عهدک في کفک، فاذا ورد عليک أمر لا تفهمه و لا تعرف القضاء فيه، فانظر الي کفک، و اعمل بما فيها. [4] .

فان هذا الحديث له ثلاث احتمالات:



[ صفحه 348]



1- اما أن يحمل علي الاعجاز، بأن تظهر الأحکام الشرعية مکتوبة علي أکف الحکام، عند الحاجة اليها.

2- و اما أن يکون المقصود من قوله عليه السلام: عهدک في کفک، جهاز اللاسلکي أو الهاتف النقال الذي يمکن الانسان الاتصال بمرکز القيادة.

3- و اما أن يکون له معني آخر يعلمه الله، و سيکشف عنه بعد ظهوره عليه السلام.

و خلاصة القول: ان الامام المهدي عليه السلام يکون علي اتصال دائم مع الحکام الذين نصبهم و وزعهم في جميع الأقاليم.



[ صفحه 349]




پاورقي

[1] الغيبة للنعماني: 246 ب 13، ح 33.

[2] وسائل الشيعة 230:27، ح 33660.

[3] بحار الأنوار 339:52 ب (27) سيره و أخلاقه، ح 86.

[4] الغيبة للنعماني: ب (21)، ح 8.