انتشار الأمن علي الأرض
تعيش المجتمعات البشرية- اليوم - حالة عصبية من فقدان الأمن
[ صفحه 344]
و الأمان في مختلف المجالات، فسرقة الأموال من البيوت و المحلات و البنوک، و الجرائم التي يقوم بها قطاع الطرق.
و فقدان الأمن يعود الي احدي الأسباب التالية:
1- الفقر و الحرمان، فيکون ارتکاب السرقة بسبب الفقر و الحرمان و بالسرقة يسعي السارق أن يومن حياة نفسه و أهله من هذا الطريق القذر.
2- ضعف الايمان بالله، بأن لا يکون سبب السرقة هو الفقر، بل الطمع في المزيد من المال، أو خبث النفس و انحراف السلوک.
3- ضعف الدولة، بأن تکون عاجزة عن ملاحقة المجرمين و معاقبة العصابات المفسدة.
أما في عصر الامام المهدي عليه السلام فتزول جميع هذه الأسباب: فالفقر ينتفي من المجتمع و يعيش الجميع في رفاه و رفاء، حتي أن منادي الامام المهدي عليه السلام ينادي: من له حاجة الي؟ ما يأتيه الا رجل واحد يريد المزيد من المال.. لا أنه فقير محروم.
و الايمان بالله يترکز في القلوب، علي أثر المناهج التربويه التي يطبقها الامام في المجتمع و بذلک تنتفي الجرائم التي تقع بسبب ضعف الايمان بالله تعالي.
هذا بالاضافة الي أن الناس يصلون الي مراتب عالية في التکامل و علو النفس بحيث يجلون أنفسهم و يترفعون عن ارتکاب جريمة السرقة.
و الجدير بالذکر: أن الأمن و الأمان لا يختص بالبشر، بل يشمل البشر
[ صفحه 345]
مع الحيوان، و الحيوانات بعضها مع بعض، فالانسان لا يخاف من الحيوان، و الحيوانات الضعيفة لا تخشي من الحيوانات القوية، و يسود بينها روح التآلف و المحبة.
قال الامام الباقر عليه السلام:... و تخرج العجوزة.. الضعيفة من المشرق، تريد المغرب لا يوذيها أحد... [1] .
و قال الامام علي عليه السلام:... حتي تمشي المرأة بين العراق و الشام، لا تضع قدميها الا علي النبات، و علي رأسها زبيلها، لا يهيجها سبع، و لا تخافه. [2] .
و هکذا يکون عصر الامام المهدي عليه السلام عصر السلم و السلام و الأمن و الأمان، بجميع معني الکلمة.
پاورقي
[1] ينابيع المودة: 240:3، ب 71، ح 18.
[2] بحار الأنوار 316:52، ب (27) سيره و أخلاقه، ح 11.