بازگشت

الظهور و الخروج


کلمتان وردتا في الروايات تتکلمان عن قيام الامام المهدي - عجل الله فرجه - منها ما جاء بعباره يظهر الامام، و منها ما جاء بعباره يخرج الامام، علي سبيل المثال:

ورد عن الباقر عليه السلام: لا يظهر القائم حتي يشمل اهل البلاد فتنه يطلبون منها المخرج فلا يجدونه. [1] .

و ورد عن الصادق عليه السلام: لا يخرج القائم حتي يقرا کتابان کتاب بالبصره و کتاب بالکوفه بالبراء ه من علي عليه السلام. [2] .

فما هو الفرق بين الظهور و الخروج؟

الظهور في اللغه العربيه معناه: بدو الشيء الخفي اي لا بد للشيء ان يکون مسبوقا بالخفاء ثم يبدو، و ظهور الامام عليه السلام معناه حضوره بعد خفائه فکلمه الظهور ضد الغيبه و الخفاء و الظاهر ضد الغائب.

اما خروج الامام فمعناه الخروج للقتال و الحرب فالخروج ضد القعود.

الشيء الذي يجب ان نلتفت اليه هو ان وجود انصار و اختلاف عددم هو الامر الذي يحکم الظهور و الخروج.

فالامام المهدي - عجل الله فرجه - کنبي الله موسي عليه السلام و اعداء المهدي -عجل



[ صفحه 134]



الله فرجه - کفرعون، و کما حارب فرعون ولاده النبي موسي کذلک حارب اعداء المهدي ولادته، و کما کان موسي خائفا من القتل قبل القضاء علي فرعون کذلک فان المهدي - عجل الله فرجه - يخاف علي نفسه القتل قبل القضاء علي اعدائه و الوصول الي اهدافه.

اذن الامام المهدي - عجل الله فرجه - و بما انه الذي يخلص الناس من ظلم الظالمين و لا يبايع احدا منهم لذلک اصبح - عجل الله فرجه - مرمي لنبالهم، و لا يمکن له ان يظهر الا اذا کان قادرا علي رفض بيعتهم دون ان يقتل، و هذا ما لا يتحقق الا بوجود رجال يملکون الحافظ علي حياه الامام، و هذا ما ورد في الروايات فقد جاء عن الصادق عليه السلام: اما لو کملت العده الموصوفه ثلاثمئه و ثلاثه عشر کان الذي تريدون، و لکن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناوه بدنه. [3] و بما ان هذا العدد من الرجال لم يکتمل بعد فان الامام لا يظهر لان في ظهوره خطرا علي حياته و بالتالي علي مشروعه.

وجود ثلاثمئه و ثلاثه عشر رجلا ليس هو المطلوب لظهور الامام، بل المطلوب هو وجود اولئک الرجال و بذلک العدد مع تلک المواصفات الوارد تفصيلها في الروايات، حيث يمکن فهم ذلک من خلال خصائصهم الحافظ علي حياه امامهم. ليس من الانصاف ان نقول بان هذا الکلام غير صحيح فان الامام المهدي - عجل الله فرجه - اذا ظهر ندافع عنه بارواحنا، اذهبوا الي



[ صفحه 135]



التاريخ و اقراوا حياه احد عشر اماما من آباء المهدي -عجل الله فرجه - کلهم قتلوا علي مراي و مسمع جميع الناس.

اين کان الشيعه يوم کان الامام المجتبي عليه السلام يرتدي درعا قبل ان يدخل الي المسجد ليصلي بالمسلمين جماعه، کان الامام يرتدي الدرع خوفا من القتل و بالفعل ذکر لنا التاريخ محاولات اغتيال للامام و هو قائم في مصلاه امام المصلين.

فيما سبق انتهينا من اثبات ان السبب الذي من اجله غاب الامام المهدي عليه السلام هو عدم الناصر المعين، و اذا وجد هولاء فان المهدي عليه السلام سوف يظهر حتما.

لکن اذا جئنا الي الروايات الوارده عن المعصومين عليهم السلام فهل هذا هو السبب الوحيد الوارد فيها؟ ام توجد اسباب آخري؟

اذا نظرنا الي الروايات فاننا نجد اسبابا اخري، و حتي يکون البحث بحثا علميا يبتغي منه الوصول الي الحقيقه لا بد من التعرض الي تلک الروايات.

و فيما يلي نذکر الاسباب التي وردت مع ذکر رواياتها و من ثم ننظر هل هي اسباب اخري فعلا ام انها تشير الي نفس السبب الذي تقدم و هو عدم وجود الناصر.



[ صفحه 136]




پاورقي

[1] بحار الانوار 271:52 ب (25) علامات ظهوره عليه السلام من السفياني و الدجال، ح 162.

[2] الغيبه للنعماني: 308 ب (19) ح 2.

[3] الغيبه للنعماني: 210، ب (12)، ح 4.