بازگشت

ازدهار الحياة الاقتصادية


عن أبي موسي عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم قال: ليأتين علي الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحدا يأخذها. [1] .

لعل من أهم مشاکل الحياة هي مشکلة الاقتصاد و ما يدور حوله، من الفقر و الغلاء و تحديد التجارة، مما هو من نتائج الاقتصاد الفاسد السائد في العالم، و خاصة في البلاد الاسلامية.



[ صفحه 342]



و ينبغي أن لا ننسي بأن أکثر الجرائم - التي تقع في العالم - منشأها الفقر و الحاجة الي المال، و کثيرا من النزاعات العائلية انما هو من نتائج الفقر، و أکثر الأمراض انما هو بسبب سوء التغذية الذي هو من آثار الفقر.

قال الامام عليه السلام في عصر الظهور يعالج المشاکل الاقتصادية في المجتمعات البشرية، و ذلک عن طريق تطبيق الاقتصاد الاسلامي في المجتمع و من أهم بنود ذلک:

1- اباحة الانتفاع بما خلق الله تعالي.

2- اعطاء الحريات للناس في اطارها الاسلامي.

3- استثمار المواهب و الطاقات، و افساح المجال - في حدوده المعقولة- للأيدي العاملة.

و خلاصة القول أن الامام المهدي عليه السلام: يفسح المجال أمام الناس ليستثمروا الأرض و ما فيها من المعادن أو ما عليها من المزارع، فتکثر الأموال بين البشر، و تتضاعف البرکات، و تنزل السماء برکاتها.

قال الامام علي عليه السلام في ضمن حديث طويل:... و لو قدم قائمنا لأنزلت السماء قطرها، و لأخرجت الأرض نباتها... حتي تمشي المرأة بين العراق و الشام، لا تضع قدميها الا علي النبات.... [2] .

قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: أبشروا بالمهدي... و يقسم المال بالسوية و يملأ



[ صفحه 343]



قلوب أمة محمد غني، و يسعهم عدله، حتي أنه يأمر مناديا فينادي: من له حاجة الي المال يأتيه؟

فما يأتيه أحد الا رجل واحد يأتيه فيسأله، فيقول له المهدي: انت السادن الذي بيده مفاتيح بيت المال حتي يوتيک. فيأتيه، فيقول: أنا رسول المهدي اليک لتعطيني. فيقول: أحث أنت خذ ما تريد، فيحثي فلا يستطيع أن يحمله فيلقي حتي يکون قدر ما يستطيع أن يحمله، فيخرج به، فيندم فيقول: أنا کنت أجشع الأمة نفسا کلهم دعي الي هذا المال فترکوه، غيري، فيرد عليه فيقول السادن: انا لا نقبل شيئا أعطيناه... [3] .

فهل يمکن أن نتصور مدي الخيرات و البرکات و الرخاء و الرفاه الذي سيکون من نصيب مئات الملايين من البشر الذين يسکنون في هذه الأرجاء الواسعة.

و ما يرويه البخاري عن أبي هريرة: أن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم قال: - في حديث - و متي يکثر فيکم المال فيفضي، حتي يهم رب المال من يقبل صدقته و حتي يعرضه فيقول الذي يعرض عليه لا أرب أي: لا حاجة لي به. [4] .


پاورقي

[1] البخاري 114:2 باب وجوب الزکاة، و مسند أبي يعلي 284:13، ح 7299، و کنز العمال 222:14، ح 38483.

[2] بحار الأنوار 319:52، ب (27) سيره و أخلاقه، ح 12.

[3] ينابيع المودة 344:3، ب 85.

[4] صحيح البخاري 113:2.