بازگشت

ظهور العلم الواقعي في العلوم الدينية


تزدهر الحياة العلمية في عصر الامام المهدي عليه السلام، و خاصة العلوم الدينية و الأحکام الشرعية و المعارف الاسلامية، الواقعية و الصحيحة و لهذا فان کثيرا من کتب الفقه و الحديث سوف تنقح، و الکثير من مواضيع أصول الفقه



[ صفحه 339]



سوف ينتهي دورها و يبطل مفعولها، لأن الامام المهدي عليه السلام يبين القواعد العامة للمسائل الشرعية.

و کذا بالنسبة الي کتب الدارية و علم الرجال و تقسيم الأحاديث الي صحيح و ضعيف، فان تلک کتب يستغني عنها - لأن أکثرها مبني علي الحدس و الظن، و انما کان يستفاد منها في عصر الغيبة و انقطاع الناس عن الامام المعصوم عليه السلام.

و کذلک فان أکثر کتب التفسير يسقط من الاعتبار، اذ لايعبأ الناس بالتفاسير المنبعثة من الأراء الشخصية، و تبقي فقط التفاسير المروية صحيحة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

و هکذا بالنسبة الي القراء ات المختلفة فان الناس يتعلمون القرآن من الامام المهدي عليه السلام کما أنزله الله تعالي، و يعرفون تفسيره کما قصده الله و أراده.

و الخلاصة: ان العلم الصحيح ينتشر في کل بيت، و تتکون حلقات التدريس في المجتمعات، للرجال و النساء.

قال الامام الباقر عليه السلام:... توتون الحکمة في زمانه أي زمان الامام المهدي حتي أن المرأة لتقضي في بيتها بکتاب الله و سنة رسوله صلي الله عليه و اله و سلم. [1] .

و کذلک فان جميع المذاهب المستحدثة بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم تلغي



[ صفحه 340]



لأنها مذاهب لا تجد لها موضعا في کتاب الله و سنة رسوله.

و هذا ما قاله - کذلک - أحد علماء المذاهب الأربعة المعروف بابن العربي في کتابه الفتوحات المکية باب 366 في کلامه عن الامام المهدي عليه السلام... يظهر من الدين ما هو الدين عليه نفسه ما لو کان رسول الله حيا لحکم به، يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقي الا الدين الخالص...

نعم، سوف تتحقق الوحدة الاسلامية الکبري و يکون المذهب هو مذهب التشيع، مذهب أهل البيت عليهم السلام.

قال الامام علي عليه السلام في حديث عن عصر الامام المهدي عليه السلام:... و يهلک الأشرار، و يبقي الأخيار، و لا يبقي من يبغض أهل البيت... [2] .

و أخرج السيوطي عن ابن عساکر عن الحسين عليه السلام: ان رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم قال: ابشري يا فاطمة، المهدي منک. [3] .

و عن أبي جعفر عليه السلام قال: اذا قام قائمنا عليه السلام وضع يده علي رووس العباد، فجمع بها عقولهم، و کملت بها احلامهم. [4] الأحلام: رشد العقل و قوله: وضع يده علي رووسهم کناية عن تربية القائم عليه السلام للأمة الاسلامية.

و انما عبر بالرووس باعتبار کونها و عاء العقل و الفکر باعتقاد الناس.



[ صفحه 341]



و وضع اليد عليها کناية عن السيطرة عليها بالاقناع و التربية. و المراد من اجتماع العقول، الجانب العلمي و الثقافي من حياة الانسان و المراد من اجتماعها تسالمها علي مفهوم عقائدي واحد، بحيث يکون من الصعب أن نتصور وقوع الخلاف بين شخصين مندمجين في الايدلوجية العامة لدولة المهدي عليه السلام العالمية.

و المراد من تکامل الأحلام: ارتفاع مستوي الأناة و الرشد. و هو الجانب العاطفي و النفسي للانسان. ذلک الجانب الذي يمثل بأول درجاته مستوي العدالة الفردية في الاسلام.

و هذه النتيجة بجانبيها العلمي و العاطفي هي التي تمثل الوعي العالمي الذي يوجده، المهدي عليه السلام في دولته و مجتمعه.


پاورقي

[1] الغيبة للنعماني: باب 13 ح 30.

[2] عقد الدرر: 159 ب 7، ح 83.

[3] معجم أحاديث الامام المهدي عليه السلام 144:1، ح 76.

[4] منتخب الأثر: 483، ب 12، ح 1.