بازگشت

التحول العظيم في العالم


في يوم الظهور المشرق سيقع تحول عظيم في الأرض و بحسب التعبير القرآني: (يوم تبدل الأرض غير الأرض)، [1] و ليس هذا فحسب بل الزمان نفسه يتبدل کما في الرواية الشريفة:

اذا اتسع الزمان، فأبرار الزمان أولي به. [2] .

و اليوم يعتقد جميع العلماء أن المادة تکونت من الارتعاشات، و يمکن



[ صفحه 336]



ارسال هذه الارتعاشات الي أبعد نقطة بواسطة الأمواج الصوتية، کالتصاوير و الأصوات، و في النتيجة يمکن تبديل أرکانيزم الانسان الذي خلق من المادة الي ارتعاش و ارساله بواسطة الألکترونيک الي أي نقطة في العالم، و يعتقد أن في المستقبل القريب يمکن العثور علي طرق و سبل يمکن بها تحليل بدن الانسان الي ارتعاشات و ارسالها الي الفضاء و هناک يتم جمع الذرات التي انفصلت عن بعضها.

و الآن بامکان القرآء أن يحکموا أن الانسان روح و أن جسمه ليس الا مجموعة ذرات مادية متمرکزة و يمکن بتقليص الارتعاشات و خفضها أن يحول البدن الي أي شکل يراد. [3] .

في يوم ما يمکن أن تري عين الانسان أن جسمه يتبدل الي جريان من الالکترون و في ظل ذلک التبدل يرسل هذا الجريان الالکتروني الي نقطة بعيدة و هناک يتم تجمع الذرات التي تکون البدن مجددا. [4] .

و بناء ا علي تکامل القوي العقلية بشکل تام کما صرح بذلک في الرواية تتغلب الروح علي المادة بشکل کامل و يصبح الانسان حاکما علي جسمه، و يمکنه أن يستفيد کثيرا من هذا التحول. في ذلک اليوم المملوء جلالا و بهاء ا، و المجهول بنفس الوقت، تتبدل حياة البشر المعتمدة علي المادة الي نحو



[ صفحه 337]



آخر و کيفية أخري.

و في ظل تجلي ولاية أهل البيت عليهم السلام الکامل يصل علي الانسان و فکره الي أعلي نقطة ممکنه، و يستيطع الناس أن يستفيدوا من تقدم العلم في جميع آفاقهم الحياتية بسهولة و راحة، و تظهر أسرار أولياء الله التي کتموها بسبب عدم استعداد و تحمل البشر، و يعلمون الناس الأسرار المدهشة الکامنة في وجودهم و المختفية في عالمهم العيني و الخارجي و يفتح لهم باب التربية العليا و التکامل النهائي.

ربما يکون تقبل هذه الامور صعبا علينا و لا نصدق ذلک المستوي من التقدم العلمي؛ مع أننا نعلم أن عقل الانسان لو تحرر من أسر الشيطان و قيود الجهل لکانت النتيجة الحتمية تکامل الانسان في جميع الأبعاد بحيث لا يبقي سر في الوجود مختفيا عن الادراک الانساني و تصبح جميع المسائل العلمية الصعبة و المعقدة واضحة و في متناول الجميع.

يقول الامام أمير المومنين عليه السلام في کلام تفجر من أعماق وجوده المقدس، امام الحق و الهدي، في حال أن غاصبي الخلافة و الي الآن بين ملآيين البشر و بين بلوغهم مراحل الکمال العالية قد حرموا الانسانية من أفضل تمدن کبير في ظل الايمان بولايته المقدسة، يقول الامام عليه السلام:

يا کميل ما من علم الا و أنا أفتحه، و ما من سر الا و القائم يختمه. [5] .



[ صفحه 338]



نعم حينما تشرق الأنوار الالهية علي يد الامام بقية الله في أرضه أراحنا فداه تتکامل - في ظل ولايته و حاکميته الدينية التامة - عقول البشر و أفهامهم، البشر الذي اکتوي بنار الظلم و العذاب، و الذي ارتوي من الحرمان و الاضطهاد يتمکن أن يعتمد علي قدرات مدهشة و جبارة.

آنذاک تتمکن البشرية من استغلال قدرة التعقل الکاملة - لا نسبة واحد من المليارد - فتتقبل حينئذ أسرار مذهب الحياة و النور، الساطعة أنواره من أهل الوحي و يبلغون أعلي درجة من العلم و الکمال.

في ذلک اليوم البهي ذي الجلال و العظمة تظهر الأسرار و تتجلي الحقائق لجميع الموجودات. و تنطوي و الي الأبد صفحات الظلام و الضلال و تدفن هي و الجبارون الذين أوجدوها، و الطغاة الذين دافعوا عنها، و الجهلاء الحمقي الذين برروا وجودها، و استسلموا لها خانعين. يدفن الکل تحت أقدام المومنين الغياري و الأحرار أصحاب العزائم الصلبة و البصائر النافذة و القلوب الحية الواعية الذين ينظوون تحت لواء القائم من آل محمد عجل الله فرجه و فرجنا به.

فهل انتظار هکذا يوم لا يبعث الصفاء في قلبک و التحمس في ضميرک؟!


پاورقي

[1] ابراهيم: 48.

[2] بحار الأنوار 354:47، ب (11) أحوال أصحابه، ح 62.

[3] تبقي الروح حية: 158.

[4] تبقي الروح حية: 188.

[5] مستدرک سفينة البحار 350:10 باب وصية أمير المومنين عليه السلام لکميل بن زياد.