قتل الدجال في الکوفة
قال الامام الصادق عليه السلام: القائم يقتل الدجال، و يصلبه علي کناسة الکوفة. [1] .
الدجال: اسم مشتق من الدجل، و معناه: التمويه و التغطية و الخداع. و الدجال صفة لرجل يخرج قبل ظهور الامام المهدي عليه السلام في ظروف قحط وجدب، و لا يتعه الا سفلة الناس و أراذلهم، و من الطبقة الملوثة، کنساء الشوارع و أولادهم و اليهود. و يستفاد من الأحاديث أن الدجال رجل أعور و أنه يعرف شيئا من الشعوذة و السحر و التصرف في العيون، و لهذا يقوم بأعمال سحرية يخيل الي الناس أنها حقائق، فلا عجب اذا ادعي النبوة - أولا - ثم الربوبية - ثانيا - و قال: أنا ربکم الأعلي.
قال رسول الله: الدجال عريض، عينه اليمني مطموسة، و اليسري کأنها کوکب، بين عينيه مکتوب: کافر بالله و برسول الله.
يخرج و يدعي أنه الرب، و لا يسمعه أحد الا تبعه الا من عصمه الله عز و جل. تکون له جنة و نار، فيقول: هذه جنتي لمن سجد لي، و من أبي أدخلته
[ صفحه 315]
النار. [2] .
و هناک تفسير ان لفهم الدجال:
الأول: تقليدية تقول أن الدجال شخص معين طويل العمر، سيظهر آخر الزمان من أجل اضلال الناس و فتنتهم عن دينهم.
الثاني: أن الدجال عبارة عن مستوي حضاري ايدلوجي معين معاد للاسلام و الاخلاص الايماني.
و نحن نعلم فيما يخص الحضارة المادية المعاصرة، کيف استطاعت غزو المجتمع المسلم فکريا و عسکريا و نادت بأعلي صوتها فأسمعت ما بين الخافقين عن طريق وسائل الاعلام الحديثة، فجمعت اليها أولياء ها، و هم کل من يومن بعظمتها و صدقها و أغراه العيش بين أکنافها.
و نري کيف أنها مدت هولاء بالخير الوفير و المال و القوة و السيطرة، علي حين نري الخاصة المخلصين، الذين شجبوا هذه الحضارة، و أنکروا عليها ماديتها و أخلاقيتها و ظلمها، يعيشون في الضيق و الضرر، و کما يذکر من صفات الدجال:
1- أن له عينا واحدة.
2- و مرکبه أبيض سريع، کل خطوة له بميل، و يطوي الأرض بسرعة.
3- أنه يدعي الالوهية، و عندما يجمع أصحابه معه فان صوته و دعوته
[ صفحه 316]
تصل الي مسمع جميع العالم.
4- أنه يغوص البحار.
5- و عند ظهوره يبتلي الناس بالقحط و الفقر في المواد الغذائية. [3] .
و الواقع لا يبعد أن يکون صفات الدجال اشارة و کناية الي الدجالين و المتکبرين و الماديين في کل الدنيا و ذلک:
1- أنهم يملکون عينا واحدة، أي ينظرون لکل شيء ببعد واحد و هو النظر و البعد الاقتصادي و المادي، و يتوسلون بکل الأسباب و الوسائل للوصول الي منافعهم المادية و الاستعمارية، فهم دجالون قد فقدوا العين و البعد المعنوي و الانساني في وجودهم.
و بوسيلة هذه العين المادية استطاعوا التقدم في مجال الصناعة و التکنلوجيا.
2- فهم يملکون وسائل النقل السريعة و يمکنهم بواسطتها الدوران حول الأرض بزمن قصير و سرعة الصوت.
3- فانهم عمليا يدعون الالوهية، و يتحکمون في العالم و يملکون زمام اقتصاد العالم. و بسبب التقدم الصناعي و صعودهم الي القمر يرون أحقيتهم في وجوب طاعة الأمم و الشعوب لهم. و الاستجابة لطلباتهم.
4- و مع ما يملکون من سفن الغوص المجهزة بأدق الوسائل يمکنهم
[ صفحه 317]
التحکم في البحار و استخراج کنوزها.
5- و الأمم بسبب القحط و الجفاف و سوء الاقتصاد و استغلال الاستعمار يبتلون بالفقر و نقص الغذاء، و بما أن الدجال هو العامل الأساس في وجود هذا الفقر و نقص الغذاء، فانه يستغل الوضع و بعنوان مساعدة الدول الضعيفة و تحويل الغذاء يوسع من استعماره للبلاد و الأمم.
و لکن أنصار المهدي عليه السلام فئة واعية تدرک و تعي ألا عيب الدجال و تسعي لتهيئة الأرضية لظهور الامام عليه السلام و تربية الأفراد لعصر الظهور.
طبعا ان ما فسرناه انما هو لفهم معني الدجال الذي لا يقصد به شخص فرد بعينه و انما کناية عن واقع. [4] .
پاورقي
[1] بحار الأنوار 308:52 ب (26) يوم خروجه، ح 84.
[2] الزام الناصب ج 228:1.
[3] اقتباس من حديث صعصعة بن صوحان، راجع بحار الأنوار 192:52.
[4] اقتباس من کلام المرجع مکارم الشيرازي في کتاب بالفارسية: حکومت جهاني مهدي عجل الله فرجه.