بازگشت

هدم مساجد الکوفة


قال الامام الباقر عليه السلام: اذا قام القائم سار الي الکوفة فهدم بها أربعة مساجد. [1] .

فقد تحدثت الروايات عن هدم مساجد أربعة في الکوفة.

و توضيح ذلک:

ان السر في افتتان البعض بهذه الأمور کهدم المساجد و أمثالها، و يصبح عاملا للشک في حقانية الامام عليه السلام و أفعاله.

و هذه النضرة منهم للامام راجعة الي المعرفة الناقصة، أو المخلوطة بأفکار المخالفين لأهل البيت عليهم السلام الذين يحملون من التقديس لهذه الأحجار و البنايات أکثر مما يحملونه لما کان سببا في تقديسها، بل هو حقيقة تقديسها.

فهذا أبو حنيفة يحدثنا عنه شيخنا أبو جعفر رشيد الدين المازندراني فيقول:

جاء أبو حنيفة الي الامام الصادق عليه السلام ليسمع منه، و خرج أبو عبد الله عليه السلام يتوکأ علي عصا، فقال له أبو حنيفة: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، ما بلغت من السن ما تحتاج معه الي العصا.

فقال عليه السلام: هو کذلک و لکنها عصا رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم أردت التبرک بها. فوثب أبو حنيفة اليه و قال له: أقبلها يا ابن رسول الله؟ فحسر أبو عبد



[ صفحه 311]



الله عليه السلام عن ذرعه و قال له:

و الله: لقد علمت أن هذا بشر رسول الله، و أن هذا من شعره فما قبلته و تقبل عصا!!. [2] .

و الي هذا المعني يشير الحسين بن علي (أي الثائر الحسني صاحب: فخ) حين خطب بالحجاج في مسجد النبي صلي الله عليه و اله و سلم فقال:

أنا ابن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، علي منبر رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و في حرم رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، أدعوکم الي سنة رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم. أيها الناس اتطلبون آثار رسول الله في الحجر و العود، و تتمسحون بذلک، و تضيعون بضعة منه. [3] .

و ما غريب هذا اذ أن ابن سعد لعنه الله، هو الذي ينادي بالجيش کي يدوس صدر الحسين عليه السلام و في الوقت ذاته يقول لأصحابه حين سقط امامنا المظلوم العطشان عليه أفضل الصلاة و السلام عن جواده:

دونکم الفرس فانه من جياد خيل رسول الله!!

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت علي أبي جعفر الامام الباقر عليه السلام: و هو جالس علي الباب الي المسجد و هو ينظر الي الناس يطوفون فقال عليه السلام:

يا أبا حمزة بماذا أمر هولاء؟

فلم أدر ما أرد عليه.



[ صفحه 312]



فقال عليه السلام: انما أمروا أن يطوفوا بهذه الأحجار ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم.

و عن أبي جعفر عليه السلام أيضا قال:

انما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار، فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم و يعرضوا علينا نصرهم، و عنه عليه السلام قال: تمام الحج لقاء الامام. [4] .

فهذه الأحاديث الشريفة و غيرها تشير و تصرح بهذه الحقيقة: و هي أن حقيقة التقديس و روح المناسک لکل ما يقدس من المشاعر و المعالم و المواقف و المشاهد و المساجد و المعابد هي ولاية الامام المعصوم عليه السلام فتقديسه و قدسيته هي الأصل، و غير ذلک فرع. حيث لا قيمة لکل عمل من دون ولايته.

فعن امامنا و سيدنا زين العابدين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: ما بال أقوام اذا ذکر عندم آل ابراهيم عليه السلام فرحوا و استبشروا و اذا ذکر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم. و الذي نفس محمد بيده، لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا، ما قبل الله ذلک منه حتي يلقاه بولايتي و ولاية أهل بيتي. [5] .


پاورقي

[1] الارشاد: 385.

[2] بحار الأنوار 28:47، ب (4) مکارم سيره و محاسن أخلاقه، ح 28.

[3] مقاتل الطالبين: 298، في ذکر مقتل الحسين بن علي بن الحسن صاحب فخ.

[4] بحار الأنوار 374:96، ب (66) ان من تمام الحج لقاء الامام، ح 2.

[5] أمالي الطوسي: 140، المجلس الخامس، ح 42.