روي أن الامام المهدي عليه السلام يسند ظهره الي البيت الحرام مستجيرا به ثم يبتديء خطبته التاريخية.

تري ماذا يقول الامام في خطبته؟!

انه يفتتحها بحمد الله تعالي و اثناء عليه، و الصلاة علي محمد و آله الطاهرين.

ثم ماذا يقول؟

هنا نستمع الي الامام محمد الباقر عليه السلام ليخبرنا عما سيقوله الامام المهدي في أول خطبة له عند القيام:



[ صفحه 289]



قال الامام الباقر عليه السلام:... و القائم يومئذ بمکة، قد أسند ظهره الي البيت الحرام مستجيرا به، فينادي:

أيها الناس! انا نستنصر الله و من أجابنا من الناس [1] فانا أهل بيت نبيکم محمد، و نحن أولي الناس بالله و بمحمد صلي الله عليه و اله و سلم فمن حاجني في آدم فأنا اولي الناس بآدم، و من حاجني في نوح فأنا أولي الناس بنوح، و من حاجني في ابراهيم فأنا أولي الناس بابراهيم، و من حاجني في محمد صلي الله عليه و اله و سلم فأنا أولي الناس بمحمد، و من حاجني في النبيين فأنا أولي الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محکم کتابه: (ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم). [2] .

فأنا بقية من آدم، و ذخيرة من نوح، و مصطفي من ابراهيم، و صفوة من محمد صلي الله عليهم أجمعين.

ألا: فمن حاجني في کتاب الله فأنا أولي الناس بکتاب الله.

ألا: و من حاجني في سنة رسول الله فأنا أولي بسنة رسول الله.

فأنشد الله من سمع کلامي اليوم، لما بلغ الشاهد منکم الغائب.

و أسألکم بحق الله و حق رسوله و بحقي - فان لي عليکم حق القربي من رسول الله - الا أعنتمونا، و منعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا و ظلمنا و طردنا



[ صفحه 290]



من ديارنا و أبنائنا، و بغي علينا، و دفعنا عن حقنا، و افتري أهل الباطل علينا.

فالله الله فينا، لا تخذلونا، و انصرونا ينصرکم الله تعالي. [3] .

و رويت للامام عليه السلام خطبة أخري تختلف عن هذه بعض الاختلاف کقوله عليه السلام: أيها الناس من يحاجني في موسي فأنا أولي بموسي.

أيها الناس من يجاجني في عيسي فأنا أولي الناس بعيسي.