بازگشت

کيفية ظهور الامام و قيامه


و کما تطرقنا في علائم الظهور فان الصيحة السماوية تکون في شهر رمضان، و الظاهر أن ظهور الامام المهدي عليه السلام يکون مقارنا لتلک الصيحة.

و علي کل تقدير. يظهر الامام المهدي عليه السلام في المدينة المنورة و لا نستطيع أن نعلم مدي سعة ظهوره، و لکننا نستطيع أن نعرف أن الظهور لا يکون في



[ صفحه 286]



مستوي ضيق.

و يصل خبر ظهوره الي السفياني و قد استولي علي بلاد سوريا و الأردن و فلسطين، فيرسل السفياني جيشا الي المدينة لأجل القضاء علي الامام المهدي عليه السلام و لکن الامام يخرج من المدينة - قبل وصول الجيش - قاصدا مکة، اتقاء ا من شر جيش السفياني.

و يدخل جيش السفياني - لالقاء القبض علي الامام - فلا يجد له أثرا فيها، و لهذا يتوجه نحو مکة، لنفس الغرض، و قد قرأت أن الأرض تبتلعهم في البيداء.

و يصل الامام المهدي عليه السلام الي مکة و ينزل في دار قريبة من جبل الصفا - کما في بعض الأحاديث - و في حديث آخر: أنه ينزل في ناحية ذي طوي و هي في ضواحي مکة [1] و تمر الأيام: و يقترب وقت قيام الامام فيجتمع ثلاثمئة و ثلائة عشر رجلا - و هم الخواص من أصحاب الامام المهدي عليه السلام - يجتمعون من شرق الأرض و غربها في مکة.

روي عن الامام علي عليه السلام أنه قال:

... ألا و ان المهدي أحسن الناس خلقا و خلقا، ثم اذا قام يجتمع اليه أصحابه، علي عدة أهل بدر و هم ثلاثمئة و ثلاثة عشر رجلا، کأنهم ليوث قد



[ صفحه 287]



خرجوا من غاباتهم، مثل زبر الحديد، لو أنهم هموا بازالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها فهم الذين و حدوا الله حق توحيده، لهم باليلل أصوات کأصوات الثواکل، خوفا و خشية من الله تعالي، قوام الليل، صوام النهار، کأنما رباهم أب واحد و أم واحدة، قلوبهم مجتمعة بالمحبة و النصيحة. [2] .

و أخيرا: يجتمع العدد المذکور ثلاثمئة و ثلاثة عشر عند الامام، و يکون اجتماعهم معه في مکة. فاذا صار اليوم الخامس و العشرون من شهر ذي الحجة أرسل الامام المهدي عليه السلام الرجل الملقب بالنفس الزکية - و الذي تقدم ذکره في العلائم المحتومة - الي أهل مکة فينقضون عليه و يذبحونه بين الرکن و المقام، و يرسلون برأسه الي السفياني بالشام.

بعد مقتل صاحب النفس الزکية و بعد خمس عشرة ليلة يحضر الامام في المسجد الحرام لاعلان قيامه العالمي و ذلک في تاريخ 10 محرم الحرام، يوم عاشوراء.

قال الامام الصادق عليه السلام: وليس بين قيام قائم آل محمد و بين قتل النفس الزکية الا خمس عشر ليلة. [3] .

في المسجد الحرام يصلي الامام رکعات عند مقام ابراهيم عليه السلام و يخطب في الناس الخطبة الآتية، و حوله أصحابه المذکورون.



[ صفحه 288]



قال الامام الباقر عليه السلام: فيجتمع عليه أصحابه ثلاثمئة و ثلاثة عشر رجلا و يبايعونه.

نعم أصحابه يبايعونه بعد أن يبايعه جبرائيل فان بيعة أمين وحي الله جبرائيل للامام المهدي عليه السلام تسبق بيعة الناس له، و هي تدل علي اعتراف السماء بمشروعية تلک البيعة المبارکة، و أنها بيعة يشترک فيها أهل السماء و الأرض. و بعد بيعة جبرائيل تکون بيعة الأصحاب، ثم بيعة الملائکة فانه ينزل عليه أکثر من أربعين ألفا من الملائکة علي اختلاف درجاتهم و مراتبهم، و هولاء الملائکة رهن تصرف الامام عليه السلام ينفذون أوامره التي قد يعجز عنها البشر.

و اليلک الآن نص خطبة الامام المهدي في المسجد الحرام وقت القيام:


پاورقي

[1] وادي بمکة، قيل هو الأبطح، راجع الغيبة للنعماني: ب (10) ح 30، و بحار الأنوار 306:52 ب 26، ح 80.

[2] الزام الناصب 220:2، و مجمع النورين: 331.

[3] بحار الأنوار 203:52 ب (25) علامات ظهوره، ح 30.