النفس الزکية
يعتبر ذبح النفس الزکية بين الرکن و المقام - في المسجد الحرام - من العلائم المحتومة لظهور الامام المهدي عليه السلام و قد اختلف في نسبه، فقيل: هو حسني و قيل: و هو حسيني، و لا يضر الاختلاف في نسبه، بعد أن ثبت أنه من آل رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم.
و قد ورد في الأحاديث التعبير عنه ب- غلام فيمکن أن يکون في أوائل شبابه. يرسله الامام المهدي عليه السلام الي أهل مکة ليستنصرهم فينقضون عليه و يذبحونه بين الرکن و المقام، [1] فعند ذلک يحل عليهم غضب الله تعالي.
و يکون بين قتل النفس الزکية و قيام الامام المهدي خمسة عشر يوما.
و انما سمي بالنفس الزکية لانه يقتل بلا أي ذنب، و انما يقتل لأنه يبلغ أهل مکة رسالة شفوية من الامام المهدي عليه السلام لا غير.
[ صفحه 280]
و الرسالة لا تشتمل علي شيء من السب و الشتم أو التهديد، و انما تشتمل علي الاستنصار و الاستنجاد بأهل مکة.
قال تعالي - علي لسان موسي عليه السلام للخضر -: (أقتلت نفسا زکية) [2] أي: بريئة من الذنوب.
و الان.. اليک شيئا من الأحاديث المروية في هذا المجال:
قال الامام الباقر عليه السلام: يقول القائم لأصحابه: يا قوم ان أهل مکة لا يريدونني، لکني مرسل اليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض الي أهل مکة فقل: يا أهل مکة.. أنا رسول فلان [3] اليکم و هو يقول لکم: انا أهل بيت الرحمة، و معدن الرسالة و الخلافة، و نحن ذرية محمد و سلالة النبيين.
و انا قد ظلمنا و اضطهدنا و قهرنا، و ابتز منا حقنا منذ قبض نبينا الي يومنا هذا، فنحن نستنصرکم فانصرونا.
فاذا تکلم هذا الفتي بهذا الکلام أتوا اليه فذبحوه بين الرکن و المقام و هي النفس الزکية. [4] .
و قال الامام الباقر عليه السلام:... و قتل غلام من آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم بين الرکن
[ صفحه 281]
و المقام، اسمه محمد بن الحسن: النفس الزکية،... فعند ذلک خروج قائمنا. [5] .
و قال الامام الصادق عليه السلام: و ليس بين قيام قائم آل محمد و بين قتل النفس الزکية الا خمس عشرة ليلة. [6] .
أقول: لقد أطلق لقب النفس الزکية - في بعض الأحاديث الشريفة- علي رجل يقتل مع سبعين رجلا من الصالحين في ضواحي الکوفة، عند دخول جيش السفياني.
و أطلق هذا اللقب - أيضا- علي السيد الهاشمي، الذي مر ذکره في العلائم غير المحتومة.
لکن لا شک في أن النفس الزکية الذي يعتبر قتله من العلائم المحتومة هو ذلک الرجل الذي يذبح بين الرکن و المقام، قبل ظهور الامام بخمس عشرة ليلة.
[ صفحه 285]
پاورقي
[1] المقصود من الرکن: هو الزاوية التي يستقر فيها الحجر الأسود، و المقام: هو مقام ابراهيم عليه السلام بالقرب من الکعبة.
[2] الکهف: 74.
[3] يقصد الامام من کلمة فلان نفسه المقدسة.
[4] بحار الأنوار 307:52 ب (26) يوم خروجه، ح 81.
[5] بحار الأنوار 192:52، ب (25) علائم ظهوره، ح 24.
[6] بحار الأنوار 203:52، ب (25) علائم ظهوره، ح 30 نقلا عن کمال الدين 649:2 ب 57 ح 2 و رواه الشيخ الطوسي في کتاب الغيبة: 445، ح 440، و الشيخ المفيد في الارشاد 374:22.