الخسف بالبيداء
الخسف بالبيداء من العلائم المحتومة لظهور الامام المهدي عليه السلام و قد تکرر ذکر الخسف في الأحاديث التي تحدثت عن السفياني، و لا نعيد شيئا من تلک الأحاديث، بل نکتفي بالاشارة الي هذه العلامة بصورة مستقلة، لانها احدي العلائم المحتومة.
لقد عرفنا من الأحاديث المتقدمة أن السفياني يرسل جيشا الي المدينة المنورة لملاحقة الامام المهدي و محاربته، فاذا وصل الجيش الي المدينة يسمع بأن الامام قد خرج نحو مکة، فيخرج الجيش من المدينة نحو مکة، و عند ما يصل الي وسط الصحراء - بين المدينة و مکة - يخسف الله بهم الأرض، فتبتلعهم جميعا، بما معهم من الوسائل النقلية، و لا ينجو منهم الا رجلان - کما سبق ذکره -.
و من الواضح أن هذا الخسف لا يکون بسبب هزة أرضية أو زلزال أو ما شابه ذلک من القضايا الطبيعية التي تتکرر في کثير من المناطق، و انما يکون عذابا لجيش السفياني و انتقاما منهم، - بأمر الله تعالي و ارادته التکوينية، قال عز و جل: (انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له کن فيکون). [1] .
و هذا الخسف يعني حدوث انشقاق عظيم في الأرض و فجوة کبيرة و حفرة لا نستطيع أن نقدر أبعادها، تنشق فجأة و يتساقط الجيش في أعماقها
[ صفحه 278]
ثم تنهار عليهم ملايين الأطنان من التراب، فيهلکون جيمعا.
و في هذا المجال روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال - في حديث طويل تحدث فيه عن ما بعد ظهور الامام المهدي -: و سيدنا القائم مسند ظهره الي الکعبه،... ثم يقبل علي القائم رجل وجهه الي قفاه، و قفاه الي صدره، و يقف بين يديه فيقول: يا سيدي أنا بشير، أمرني ملک من الملائکة أن ألحق بک، و أبشرک بهلاک جيش السفياني بالبيداء، فيقول له القائم: بين قصتک و قصة أخيک؟.
فيقول الرجل: کنت و اخي في جيش السفياني، و خربنا الدنيا من دمشق الي الزوراء [2] و ترکناها جماء [3] و خربنا الکوفة و خربنا المدينة، و کسرنا المنبر، وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم وخرجنا منها نريد اخراب البيت و قتل أهله، فلما صرنا في البيداء عرسنا فيها [4] فصاح بنا صائح: يا بيداء أبيدي القوم الظالمين، فانفجرت الأرض و بلعت کل الجيش، فو الله ما بقي علي وجه الارض عقال ناقة فما سواه غيري و غير أخي، فاذا نحن بملک قد ضرب وجوهنا فصارت الي وراثنا کما تري، فقال لأخي: ويلک امض الي الملعون السفياني بدمشق فأنذره بظهور المهدي من آل محمد، و عرفه أن الله قد
[ صفحه 279]
أهلک جيشه بالبيداء.
و قال لي: يا بشير الحق بالمهدي بمکة و بشره بهلاک الظالمين، و تب علي يده فانه يقبل توبتک، فيمر القائم يده [5] فيرده سويا کما کان، و يبايعه و يکون معه. [6] .
پاورقي
[1] يس: 82.
[2] الزوراء: بغداد.
[3] جماء: ملساء، و لعل المعني: ترکنا الأرض قاعا صفصفا.
[4] عرس في المکان: نزل به.
[5] أي: يمسحها.
[6] بحار الأنوار 10:53، ب (25) ما يکون عند ظهوره رواية المفضل بن عمر.