تضعيفات ابن خلدون بلغة الاَرقام
إنَّ لغة الارقام الحسابية لاتقبل نقاشاً ولاجدلاً، وسوف نُخضع نتائج
[ صفحه 150]
البحث في تضعيفات ابن خلدون إلي تلک اللغة لنري القيمة العلمية لعمله علي جميع الافتراضات المحتملة، وذلک بعد تصنيف أحاديث المهدي عليه السلام واستقرائها من ألف مجلد کما في (معجم أحاديث المهدي) ويقع في خمسة مجلدات اشتملت علي مايأتي:
1 ـ المجلدان الاول والثاني: اشتملا علي (560) حديثاً من الاحاديث المروية بطرق الفريقين والمسندة جميعها إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
2 ـ المجلدان الثالث والرابع: اشتملا علي (876) حديثاً، اسندت إلي الاَئمة من أهل البيت عليهم السلام، واشترک أهل السنة برواية الکثير جداً منها مع الشيعة الامامية.
3 ـ المجلد الخامس: اشتمل علي (505) أحاديث، وکلها من الاحاديث المفسِّرة للآيات القرآنية، وفي هذا المجلد تغطية وافية لجميع ما أورده المفسرون ـ من أهل السنة والشيعة ـ من أحاديث تفسيرية في الاِمام المهدي عليه السلام.
وبهذا يکون مجموع الاحاديث غير المفسرة للآيات (1436) حديثاً ومع المفسِّرة سيکون المجموع (1941) حديثاً.
اما عن طرقها جميعاً فلعلها تقرب من أربعة الاف طريق.
فاذا علمت هذا، فاعلم أخي المسلم ان:
1 ـ مجموع أحاديث المهدي عليه السلام التي تناولها ابن خلدون بالنقد هي (23) حديثاً فقط.
2 ـ اسانيد هذه الاحاديث (28) اسناداً فقط.
3 ـ الصحيح منها باعتراف ابن خلدون کما مر أربعة أحاديث.
4 ـ الضعيف منها (19) حديثاً فقط.
اذن: فأحاديث المهدي عليه السلام التي لم تتناولها دراسة ابن خلدون هي
[ صفحه 151]
(1918) حديثاً منها (537) حديثاً مسنداً إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم و(876) حديثاً مسنداً إلي أهل البيت عليهم السلام و(505) حديثاً مفسِّراً للآيات الکريمة في المهدي عليه السلام.
وبهذا يعلم ان العدد (23) لايشکل في الواقع إلاّ النسب التالية:
1 ـ 107،4 % من مجموع الاحاديث المسندة إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
2 ـ 601،1 % من مجموع الاحاديث المسندة إلي النبي وأهل البيت عليهم السلام.
3 ـ 184،1 % من مجموع سائر الاحاديث.
أما لو کان ابن خلدون قد تناول بالنقد جميع أحاديث الاِمام المهدي عليه السلام لارتفع عدد الاحاديث الصحيحة (وهو أربعة عنده من مجموع 23) إلي الارقام التالية طبقاً للغة التناسب:
1 ـ (98) حديثاً صحيحاً، لو کان تناول بالنقد جميع ما أُسند إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
2 ـ (250) حديثاً صحيحاً، لو کان تناوله لما أُسند إلي النبي وأهل بيته عليهم السلام.
3 ـ (338) حديثاً صحيحاً، لو کان تناوله لسائر الاحاديث.
ولايخفي بأنّ العدد الاول منها يکفي للحکم بتواتر احاديث المهدي عليه السلام.
وأما عن الاحاديث المردودة عند ابن خلدون، فلو قيست بما لم يتناوله منها، لکانت بالقياس إلي مجموعها تمثل النسب التالية:
1 ـ 392،3 % من مجموع الاحاديث المسنده إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
2 ـ 320،1 % من مجموع ما أُسند إلي النبي وأهل بيته عليهم السلام.
3 ـ 978،0 % من مجموع سائر الاحاديث.
[ صفحه 152]
وبعد.. فکيف يدّعي بأنّ ابن خلدون قد ضعف جميع أحاديث المهدي عليه السلام؟ هذا مع ما تقدم عنه بأنّه من المصرحين بصحة بعض الاَحاديث علي الرغم من قلة ما تناوله منها.