بازگشت

احاديث خسف البيداء في صحيح مسلم


أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن عبيد الله بن القبطية انه قال: «دخل الحارث بن أبي ربيعة، وعبدالله بن صفوان، وانا معهما علي أُم سلمة أُم المؤمنين، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به ـ وکان ذلک في أيام ابن الزبير ـ فقالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يعوذ عائذ في البيت، فيبعث اليه بعث، فاذا کانوا ببيداء من الارض خسف بهم» [1] .

وقد يظن بعض الجهلاء ان هذا الحديث من وضع الزبيريين أبّان ما کان من أزمة عبدالله بن الزبير مع الامويين التي انتهت بقتله. ولکن الواقع ليس کذلک اذ روي الحديث من طرق شتي عن ابن عباس، وابن مسعود، وحذيفة، وأبي هريرة، وجد عمرو بن شعيب، وأُم سلمة، وصفية، وعائشه، وحفصة، ونفيرة امرأة القعقاع وغيرهم من کبار الصحابة، مع تصحيح الحاکم لبعض طرقه علي شرط الشيخين [2] .



[ صفحه 145]



وبالجملة فإنّ خسف البيداء يکون بالجيش الذي يقاتل الاِمام المهدي في لسان جميع الاحاديث الواردة في هذا الشأن وهي تکفي لتوضيح المراد بحديث مسلم، قال في غاية المأمول: «وما سمعنا بجيش خسف به للآن، ولو وقع لاشتهر أمره کاصحاب الفيل» [3] .

اذن، لابدّ من وقوع الخسف بأعداء المهدي ان عاجلاً أو آجلاً وهنالک سيخسر المبطلون.


پاورقي

[1] صحيح مسلم بشرح النووي 18: 4 و5 و6 و7.

[2] مسند أحمد 3: 37، سنن الترمذي 4: 506 / 2232، ومستدرک الحاکم 4: 520 وتلخيص المستدرک للذهبي 4: 520، وأخرجه أبو داود في سننه بسند صحيح کما نص علي ذلک في عون المعبود شرح سنن أبي داود 11: 380 شرح الحديث 4268.

وقد جمع السيوطي الکثير من طرق الحديث ومن رواه من الصحابة في الدر المنثور 6: 712 ـ 714 في تفسير الآية 51 من سورة سبأ.

[3] غاية المأمول شرح التاج الجامع للاصول 5: 341.