لا شک في أنّ الرجوع إلي أصحاب کلّ فن ضرورة، والأولي



[ صفحه 120]



بصدد ما نحن فيه، هم علماء الانساب، واليک بعضهم:

1 ـ النسابة الشهير أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري، کان حياً سنة (341 هـ)، وهو من أشهر علماء الانساب المعاصرين لغيبة الاِمام المهدي الصغري التي انتهت سنة 329 هـ.

قال في سر السلسلة العلوية: «وولد علي بن محمد التقي عليه السلام: الحسن ابن علي العسکري عليه السلام من أُم ولد نوبيّة تدعي: ريحانة، وولد سنة احدي وثلاثين ومائتين وقبض سنة ستين ومائتين بسامراء، وهو ابن تسع وعشرين سنة.. وولد علي بن محمد التقي عليه السلام جعفراً وهو الذي تسميه الاِمامية جعفر الکذاب، وإنّما تسميه الاِمامية بذلک؛ لادعائه ميراث أخيه الحسن عليه السلام دون ابنه القائم الحجة عليه السلام. لاطعن في نسبه» [1] .

2 ـ السيد العمري النسابة المشهور من أعلام القرن الخامس الهجري قال ما نصه: «ومات أبو محمد عليه السلام وولده من نرجس عليها السلام معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله، وسنذکر حال ولادته والاَخبار التي سمعناها بذلک، وامتُحن المؤمنون بل کافة الناس بغيبته، وشره جعفر بن علي إلي مال أخيه وحاله فدفع أنْ يکون له ولد، وأعانه بعض الفراعنة علي قبض جواري أخيه».. [2] .

3 ـ الفخر الرازي الشافعي (ت / 606 هـ)، قال في کتابه الشجرة المبارکة في أنساب الطالبية تحت عنوان: أولاد الامام العسکري عليه السلام ما هذا نصه: «أما الحسن العسکري الامام عليه السلام فله ابنان وبنتان: اما الابنان، فأحدهما: صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف، والثاني موسي



[ صفحه 121]



درج في حياة أبيه. وأما البنتان: ففاطمة درجت في حياة أبيها، وأم موسي درجت أيضاً» [3] .

4 ـ المروزي الازورقاني (ت / بعد سنة 614 هـ) فقد وصف في کتاب الفخري جعفر ابن الاِمام الهادي في محاولته انکار ولد أخيه بالکذاب [4] ، وفيه أعظم دليل علي اعتقاده بولادة الاِمام المهدي.

5 ـ السيد النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبَه (ت/ 828 هـ) قال في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: «أما علي الهادي فيلقب العسکري لمقامه بسُرَّ من رأي، وکانت تسمي العسکر، وأُمّه أُم ولد، وکان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوکل إلي سُرَّ من رأي فأقام بها إلي أن تُوفي، وأعقب من رجلين هما:

الاِمام أبو محمد الحسن العسکري عليه السلام، وکان من الزهد والعلم علي أمر عظيم، وهو والد الاِمام محمد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الاَئمة عند الاِمامية وهو القائم المنتظر عندهم من أُم ولد اسمها نرجس.

واسم أخيه أبو عبدالله جعفر الملقب بالکذّاب؛ لادعائه الاِمامة بعد أخيه الحسن» [5] .

وقال في الفصول الفخرية (مطبوع باللغة الفارسية) ما ترجمته: «أبو محمد الحسن الذي يقال له العسکري، والعسکر هو سامراء، جلبه المتوکل وأباه إلي سامراء من المدينة، واعتقلهما. وهو الحادي عشر من الاَئمة الاثني عشر، وهو والد محمد المهدي عليه السلام، ثاني عشرهم» [6] .

6 ـ النسابة الزيدي السيد أبو الحسن محمد الحسيني اليماني



[ صفحه 122]



الصنعاني من أعيان القرن الحادي عشر.

ذکر في المشجرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وتحت اسم الاِمام علي التقي المعروف بالهادي عليه السلام خمسة من البنين وهم: الاِمام العسکري، الحسين، موسي، محمد، علي. وتحت اسم الاِمام العسکري عليه السلام مباشرة کتب: (محمد بن) وبازائه: (منتظر الاِمامية) [7] .

7 ـ محمد أمين السويدي (ت/1246 هـ) قال في سبائک الذهب في معرفة قبائل العرب: «محمد المهدي: وکان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وکان مربوع القامة، حسن الوجه والشَّعر، أقني الانف، صبيح الجبهة» [8] .

8 ـ النسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري قال في الدرر البهية في الانساب الحيدريّة والاَوَيسيّة في بيان أولاد الاِمام الهادي عليه السلام: «أعقب خمسة أولاد: محمد وجعفر والحسين والاِمام الحسن العسکري وعائشة.

فالحسن العسکري أعقب محمد المهدي صاحب السرداب». ثم قال بعد ذلک مباشرة وتحت عنوان: (الامامان محمد المهدي والحسن العسکري):

«الاِمام الحسن العسکري: ولد بالمدينة سنة 231 هـ وتوفي بسامراء سنة 260 هـ.

الاِمام محمد المهدي: لم يذکر له ذرية ولا أولاد له أبداً» [9] .



[ صفحه 123]



ثم علق في هامش العبارة الاخيرة بما هذا نصه: «ولد في النصف من شعبان سنة 255 هـ، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقني الاَنف، أشم، أروع، کأنّه غصن بان، وکأنَّ غرّته کوکب دريّ، في خده الاَيمن خال کأنه فتات مسک علي بياض الفضّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه، ما رأت العيون أقصد منه ولا أکثر حسناً وسکينةً وحياءً» [10] .

وبعد، فهذه هي أقوال علماء الانساب في ولادة الاِمام المهدي عليه السلام وفيهم السني والزيدي الي جانب الشيعي، وفي المثل: أهل مکة أعرف بشعابها.