بازگشت

الاَحاديث المصرحة بهذا المعني


1 ـ حديث: «المهدي من ولد العباس عمي» فقد أورده السيوطي في الجامع الصغير، وقال: «حديث ضعيف» [1] وقال المناوي الشافعي في فيض القدير: «رواه الدارقطني في الافراد. قال ابن الجوزي: فيه محمد بن الوليد المقري، قال ابن عدي يضع الحديث ويصله ويسرق ويقلب الاَسانيد والمتون. وقال ابن أبي معشر: هو کذاب، وقال السمهودي: ما



[ صفحه 54]



بعده وما قبله أصح منه، وأما هذا ففيه محمد بن الوليد، وضّاع» [2] .

وضعفه السيوطي في الحاوي، وابن حجر في صواعقه، والصبان في إسعافه، وأبو الفيض في إبراز الوهم المکنون، وأوردوا کلمات کثيرة تصرح بوضعه [3] .

2 ـ حديث ابن عمر: «رجل يخرج من ولد العباس» فقد رواه في خريدة العجائب مرسلاً عن ابن عمر وهو من الموقوف عليه [4] وهو زيادة علي إرساله المُسقِط لحجيّته لم يصرّح فيه بالمهدي، فالاَولي إلحاقه بالقسم الاَول المجمل وإن صرّح فيه باسم العباس.

3 ـ حديث ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم انه قال لعمه العباس: «إنَّ الله ابتدأ بي الاِسلام وسيختمه بغلام من ولدک وهو الذي يتقدم عيسي بن مريم».

فقد رواه الخطيب البغدادي في تاريخه وفي إسناده محمد بن مخلد [5] ، وابن مخلد هذا ضعفه الذهبي وتعجّب من عدم تضعيف الخطيب لابن مخلد فقال: «رواه عن محمد بن مخلد العطار، فهو آفته، والعجب أن الخطيب ذکره في تاريخه ولم يضعفه، وکأنّه سکت عنه لانتهاک حاله» [6] .

4 ـ حديث أُم الفضل، عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «ياعباس اذا کانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لک ولولدک، منهم السفاح، ومنهم المنصور،



[ صفحه 55]



ومنهم المهدي» وهذا الحديث أخرجه الخطيب أيضاً وابن عساکر عن أُم الفضل [7] .

قال الذهبي عنه: «وفي السند أحمد بن راشد الهلالي، عن سعيد بن خيثم، بخبر باطل في ذکر بني العباس من رواية خيثم، عن حنظلة ـ إلي ان قال عن أحمد بن راشد ـ فهو الذي اختلقه بجهل» [8] .

أقول: اشار الذهبي بهذا إلي جهل أحمد بن راشد في وضع الحديث لان حکم العباسيين لم يبدأ بسنة / 513 هـ وإنّما بدأ حکمهم سنة / 132هـ بالاتفاق، وهذا من علامات جهل واضعه بابتداء حکم بني العباس.

5 ـ ونظير هذا الحديث ماأخرجه السيوطي عن ابن عباس في کتابه اللآلي المصنوعة في الاَحاديث الموضوعة وقال: «موضوع، المتهم به: الغلابي» [9] .

وأورده ابن کثير في البداية والنهاية من رواية الضحاک، عن ابن عباس وقال: «وهذا إسناد ضعيف، والضحاک لم يسمع من ابن عباس شيئاً علي الصحيح، فهو منقطع» [10] .

کما أخرجه الحاکم عن طريق آخر وقع فيه اسماعيل بن ابراهيم المهاجر [11] ، وقد حکي أبو الفيض الغماري الشافعي عن الذهبي، أن اسماعيل مجمع علي ضعفه، وأباه ليس بذلک [12] .



[ صفحه 56]



هذه هي الاحاديث التي قد يغتر بها البعض فيتصور کونها عائقاً حقيقياً أمام تشخيص نسب الاِمام المهدي. وقد اتضح أن النتيجة الاخيرة في نسب الاِمام المهدي عليه السلام وهي کونه من أولاد أبي طالب صحيحة، لوضع أحاديث کون المهدي من ولد العباس، مع عدم دلالة حديث الرايات علي شيء يخالف تلک النتيجة. وسوف يأتي في طوائف أحاديث المهدي الاُخري ما يقطع بأنّ المهدي ليس من ولد العباس جزماً.


پاورقي

[1] الجامع الصغير 2: 672 / 9242.

[2] فيض القدير شرح الجامع الصغير 6: 278 / 9242.

[3] أُنظر: الحاوي للفتاوي 2: 85، والصواعق المحرقة: 166، واسعاف الراغبين: 151، وابراز الوهم المکنون: 563.

[4] خريدة العجائب / ابن الوردي: 199.

[5] تاريخ بغداد 3: 323 و 4: 117.

[6] ميزان الاعتدال 1: 89 / 328.

[7] تاريخ بغداد 1: 63، وتاريخ دمشق 4: 178.

[8] ميزان الاعتدال 1: 97.

[9] اللآليء المصنوعة 1: 434 ـ 435.

[10] البداية والنهاية 6: 246.

[11] مستدرک الحاکم 4: 514.

[12] ابراز الوهم المکنون: 543.