بازگشت

من هو الامام المهدي؟


اتضح من خلال ما تقدم اتفاق المسلمين علي الايمان بظهور الاِمام المهدي المبشر به في الاخبار المتواترة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وهنا لابدّ للمسلم ان يسأل نفسه ويقول:

إذا کانت أخبار المهدي المبشر بظهوره في آخر الزمان بهذه الدرجة والوضوح عند علماء الاِسلام حتي قطعوا بصحتها، وصرّحوا بتواترها، فلماذا اختلفت بعض الروايات الواردة في نسب المهدي، وربما وصل بعضها إلي درجة التناقض والتضاد؟ ومِن ثم، فمن هو الاِمام المهدي؟ وهل يمکننا ـ في خضم هذه الاختلافات ـ تشخيصه، بحيث لاتکون هناک أدني شبهة في صرف لقب (المهدي) عن مسمّاه في الواقع؟

وللاجابة عن ذلک لابدّ من بيان نوعية المعوقات التي تعترض البعض في تشخيص نسب الاِمام المهدي علي الرغم من اعتقاده بظهوره في آخر الزمان، ولکن يجب التأکيد ـ قبل بيان تلک المعوقات ـ علي أن من يعتقد بظهور الاِمام المهدي بنحو قاطع، ولم يتعين له من هو المهدي علي طبق الواقع، فمثله کمثل من يعلم يقينا بوجوب الصلاة ولکنه يجهل أرکانها، ومن کان کذلک فهو لايسمي مصلِّيا، فکذلک الحال في من ينتظر مهديّاً لايعرفه، کما سنبرهن عليه.

وعلي أية حال فإن علاج أية مسألة تعترض تشخيص نسب المهدي قد تکفل بها هذا الفصل، واذا ما واصل القاريء العزيز الشوط معنا إلي آخره، سيدرک قسطاً وافراً من الاجابة عن سؤال: من هو المهدي



[ صفحه 48]



الموعود المنتظر؟ ونعاهده بأننا سنتجرد عن قناعاتنا السابقة حتي لا تکون حاکمة علي الدليل ما دام الهدف هو الوصول إلي الحق سواء کان الحق معنا أو علينا، والعاقل هو من لم يکن بينه وبين الحق عداء، وإن تأمّل في کلامنا هذا فإنه سيشهد لنا بالصدق علي ما نقوله في علاج معوقات التشخيص الحديثية في المباحث التالية:

ونعني بمعوقات التشخيص الحديثية: هي تلک الاحاديث التي تبدو متضاربة بعضها ببعض، مما قد يصعب علي کثير من الناس ـ لاسيما اُولئک الذين ليسوا علي اتصال مباشر بعلوم الحديث الشريف ـ معالجتها، مما يُسهّل ـ إلي حد بعيد ـ وقوع ضعيف الاِيمان منهم في شراک اللامهدويين سواء کانوا من المتسمّين بالاِسلام أو من المعلنين العداء لهذا الدين.