بازگشت

کلمة المرکز


اللهمَّ إنّا نفتتحُ الثناءَ بحمدکَ وأنتَ مسدّدٌ للصواب بمنّک.

إنَّ الاِشکالية الاَساسية التي تعاني منها البشرية اليوم هي حالة الفراغ العقيدي والخواء الروحي، هذه الاِشکالية هي التي تفسّر لنا حالة التخبط والفوضي، والقلق والاضطراب علي الصعيد الفکري والنفسي، کما تفسر لنا حالة الانحدار الاَخلاقي المريع الذي بلغته أکثر المجتمعات الغربية وبعض المجتمعات المسلمة.

لقد أصبح عالمنا المعاصر يشهد إحباطات متتالية وموضات مختلفة في الفکر والسياسة والعلاقات الاجتماعية بل والدولية.

فلغة القوة والعنف أصبحت اللغة السائدة اليوم، والقهر والظلم والاضطهاد سمات ظاهرة، والارهاب والتشويش الفکري والحضاري يترک بصماته علي کلّ المجالات حتي ليصحَّ القول: إنَّ الدنيا بدأت تمتليء ظلماً وجوراً وطغياناً وکفراً.

إنَّ المعايير الاَخلاقية والاِنسانية لا يکاد يحتکم اليها. وإنَّ قيم العدالة والاِنصاف لا يعتمد عليها إلاّ نادراً، وإنَّ منطق العلم وقواعد المنطق الصحيح لم تعد لها المرجعية والحسم إلاّ في مناسبات محدودة وموارد معدودة.

إنَّ هذه الظواهر أصبحت مشخّصة في أکثر المجتمعات البشرية بما لايحتاج معه إلي البرهنة عليها.

وفي مثل هذه الاَجواء المشحونة بالخوف من المستقبل والملبّدة بسُحبٍ کثيفة تکاد تحجب الحقائق الناصعة، وفي ظل هواجس ومخاوف يعيشها الاِنسان المسلم وبخاصةٍ بعد أن مارسَ ضده الاعلام الغربي ـ بکل أساليبه الخبيثة ـ عمليات غسل الدماغ والتلويث الفکري تحت شعارات



[ صفحه 6]



خلاّبة وعناوين کبيرة حتي کادوا أن يسترهبوا قطاعات واسعة من المثقفين من أبناء الاَُمّة الاِسلامية، وأوشکوا أن يخرجوهم من ملتهم.

إستناداً إلي ذلک کلّه، واستجابةً للتحدي الحضاري الکبير الذي تواجهه الاَُمّة المسلمة، وبغيةَ نشر حقائق الاِسلام ومعارفه وأحکامه ومبادئه ورؤاه ونظرياته في مختلف مجالات الحياة الاِنسانية المتنوعة، ومن أجل التنوير والتبصير، وأخذاً بيد الشباب المثقف لحمايتهم من غوائل المتربصين بالاِسلام، وفتنتهم وکيدهم ومکرهم، من أجل ذلک کلّه جاء مشروع (مرکز الرسالة) ليؤدي دوراً في هذا المجال، ونشاطاً علمياً وثقافياً يتکامل مع الانشطة والفعاليات الثقافية التي تنهض بها مؤسسات ومراکزإسلامية تنتشر في شرق الارض وغربها.

لذلک کلّه ارتأي مرکزنا أن يفتتح باکورة أعماله وأنشطته الثقافية بقضيةٍ عقائدية من عقائد الاِسلام، أُحيطت بالتشويش، وتعرضت لمحاولات التشکيک والطعن علي امتداد عصور متعاقبة، وهي تتعرض اليوم إلي حملات ثقافية شرسة، اجتمع علي التخطيط لها دهاقنة الغرب الصليبي الکافر، وخصوم الاسلام، کما نشهده ونلاحظه من کثرة الکتابات والدراسات التي تناولت موضوع (المهدي الموعود) متذرعةً بلباس العلمية، وهي تهدف إلي توجيه سهام النقد والتشويش لعقائدنا ورؤانا الدينية المستندة إلي الوحي الاِلهي قرآناً وسنةً.

وإذا کان ذلک يعدُّ مبرراً کافياً لبدء انشطتنا العلمية ـ کما نعتقد ـ فإننا سنحاول رفد المکتبة الاِسلامية بما هو نافع ومفيد وأصيل إن شاء الله تعالي.

ومنه تعالي نستمد العون والتسديد وهو حسبنا ونعم الوکيل

مرکز الرسالة



[ صفحه 7]