بازگشت

في انه مکتوب علي ذراعه الايمن جاء الحق و زهق الباطل


1- ابو جعفر محمد بن جرير الطبري في «مسند فاطمه عليهما السلام» قال: حدثني ابو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر، عن ابي نعيم،‌ [1] عن محمد بن علي بن موسي فقالت: جئتم تسالوني عن ميلاد ولي الله؟ قلنا، بلي والله، قالت: کان عندي البارحه و اخبرني بذلک انه کانت عندي صبيه يقال له: نرجس و کنت اربيها من بين الجواري و لا يلي تربيتها غيري اذ دخل ابو محمد عليه السلام علي ذات يوم فبقي يلح النظر اليها فقلت: يا سيدي هل فيها من حاجه: فقال: لنا معاشر الاوصياء لسنا ننظر نظره ريبه و لکنا ننظر تعجبا ان المولود الکريم علي الله يکون منها.

قالت: قلت: يا سيدي فاروح بها اليک؟ قال: استاذني ابي في ذلک، فصرت الي اخي عليه السلام فلما دخلت عليه تبسم ضاحکا، قال: يا حکيمه



[ صفحه 170]



جئت تستاذنيني في امر الصبيه ابعثي بها الي ابي محمد فان الله عزوجل يحب ان يشرکک في هذا الاجر، فزينتها و بعث بها الي ابي محمد عليه السلام،‌فکنت بعد ذلک اذا دخلت عليها تقوم فتقبل جبهتي فاقبل راسها و تقبل يدي و اقبل رجليها و تمد يدها الي خفي لتنزعه فامنعها من ذلک، و اقبل يدها اجلالا و اکراما للمحل الذي احله الله فيها.

فکنت بعد ذلک الي ان مضي اخي ابوالحسن عليه السلام فدخلت علي ابي محمد عليه السلام ذات يوم فقال: يا عمتاه فان المولود الکريم علي الله سيولد ليلتنا هذه، فقلت: يا سيدي في ليلتنا هذه؟ قال: نعم فقمت يا سيدي ليس بها حمل، فتبسم عليه السلام ضاحکا و قال يا عمتاه انا معاشر الاوصياء ليس يحمل بنا في البطون و لکن نحمل في الجنوب.

فلما جن الليل صرت اليه، فاخذ ابو محمد عليه السلام محرابه، فاخذت محرابها فلم يزالا يحييان الليل و عجزت عن ذلک، فکنت مره انام و مره اصلي الي آخر الليل فسمعتها آخر الليل في القنوت لما انفتلت من الوتر مسلمه صاحت يا جاريه الطست، فجاءت بالطست فقدمته اليها فوضعت صبيا کانه فلقه قمر علي ذراعه الايمن مکتوب: (جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل کان زهوقا) [2] و ناغاه ساعه حتي استهل و عطس، وذکر الاوصياء قبله حتي بلغ الي نفسه و دعا لاوليائه علي يده الفرج.

ثم وقعت ظلمه بيني و بين ابي محمد عليه السلام فلم اره، فقلت يا سيدي اين الکريم علي الله قال: اخذه من هو احق به، فقمت و انصرفت الي منزلي فلم اره، و بعد اربعين يوما دخلت دار ابي محمد عليه السلام فاذا انا بصبي يدرج



[ صفحه 171]



في الدار فلم اروجها اصبح [3] من وجهه، ولا لغه فصح من لغته، ولا نغمه اطيب من نغمته، فقلت: يا سيدي من هذا الصبي؟ ما رايت افصح وجها ولا افصح لغه منه و لا اطيب نغمه منه قال: هذا المولود الکريم علي الله، قلت يا سيدي وله اربعون يوما و انا ادري [4] من امره هذا قالت: فتبسم ضاحکا وقال: يا عمتاه اما عملت انا معاشر الاوصياء ننشاوا في اليوم ما ينشا غيرنا في الجمعه و ننشاوا في الجمعه ما ينشا غيرنا في الشهر و ننشاوا في الشهر ما ينشا غيرنا في السنه فقمت و قبلت راسه و انصرفت الي منزلي ثم عدت فلم اره.

فقلت: يا سيدي يا ابا محمد لست اري المولود الکريم علي الله قال: استودعناه من استودعته ام موسي و انصرفت و ما کنت اراه الاکل اربعين يوما، و کان الليله التي ولد فيها ليله جمعه لثمان ليال خلون من شعبان سنه سبع و خمسين و ماتين من الهجره، ويروي ليله الجمعه النصف من شعبان سنه سبع. [5] .



[ صفحه 173]




پاورقي

[1] ابو نعيم: محمد بن احمد الانصاري، لم اجد له ترجمه،‌و نقل عنه انه راي الحجه عليه السلام.

[2] سوره الاسراء: 81.

[3] في المصدر: احسن من وجهه.

[4] في المصدر: واه لا اري من امره هذا.

[5] دلائل الامامه: 269 و اخرجه المولف ايضا في مدينه المعاجز: 590، وفي تبصره الولي: 760.