1- الحسين بن حمدان الحضيني [1] في «هدايته» قال: حدثني هارون [2] بن مسلم بن سعدان البصري، و محمد بن احمد البغدادي، [3] و احمد بن اسحق، و سهل بن زياد الادمي و عبدالله بن جعفر، [4] عن مده من المشايخ الثقاه الذين کانوا مجاورين للامامين عليهما السلام عن سيدنا ابي الحسن و ابي محمد «ع» قال: ان الله عزوجل اذ اراد ان يخلق الامام انزل قطره من ماء الجنه في ماء من



[ صفحه 162]



المزن فتسقط في ثمار الارض [5] فياکلها الحجه في الزمان فاذا استقرت في الموضع الذي تستقر فيه فيمضي له اربعون يوما يسمع الصوت، فاذا تمت له اربعه اشهر و قد کتب علي عضده الايمن (و تمت کلمه ربک صدقا و عدلا لا مبدل لکلماته و هو السميع العليم) [6] فاذا ولد قام بامر الله ورفع له عمود من نور في کل مکان ينظر فيه الي الخلائق و اعمالهم و ينزل امر الله اليه في ذلک العمود نصب عينيه حيث تولي و نظر.

قال ابو محمد عليه السلام دخلت علي عماتي فرايت جاريه من جواريهن قد زينت تسمي نرجس فنظرت اليها نظرا اطلته فقالت لي عمتي حکيمه: يا سيدي تنظر الي هذه الجاريه نظرا شديدا فقلت لها: يا عمه ما نظري اليها الا نظر التعجب مما لله فيها من ارادته و خيرته قالت: يا سيدي احسبک تريدها، فامرتها ان تستاذن ابي علي بن محمد عليهما السلام في تسليمها الي ففعلت فامرها عليه السلام بذلک فجاءتني بها. [7] .

2- قال الحسين بن حمدان، و حدثني من اثق به من المشايخ عن حکيمه بنت محمد بن علي الرضا عليهما السلام قال: کانت حکيمه تدخل علي ابي محمد عليه السلام فتدعو له ان يرزقه الله ولدا وانها قالت: دخلت عليه فقلت له کما اقول، و دعوت له کما کنت ادعو له.

فقال: يا عمه اما ان الذي تدعين الله ان يرزقنيه يولد في هذه الليله، و کانت ليله الجمعه لثمان ليال خلون من شعبان سنه سبع و خمسين و مائتين،‌



[ صفحه 163]



فاجعلني افطارک عندنا فقلت: يا سيدي ممن يکون هذا الولد العظيم؟ فقال: من نرجس يا عمه قالت: فقلت له: يا سيدي ما في جواريک احب الي منها، وقمت و دخلت عليها و کنت اذا دخلت فعلت بي کما کانت تفعل فانکببت علي يديها [8] فقبلتهما و منعتها مما کانت تفعل فخاطبتني بالسياده فخاطبتها بمثلها، فقالت لي: فديتک فقلت لها: انا فداک و جميع العالمين فانکرت ذلک، فقلت: لا تنکري فان الله سيهب لک في هذه الليله غلاما سيدا في الدنيا والاخره و هو فرج المومنين فاستحيت فتاملتها فلم ار فيها اثر حمل.

فقلت لسيدي ابي محمد عليه السلام: ما اري بها حملا فتبسم عليه السلام ثم قال: انا معاشر الاوصياء ليس نحمل في البطون و انما نحمل بالجنوب و لا نخرج من الارحام و انما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا لاننا نور الله الذي لا تناله الدناسات، فقلت له: ياسيدي لقد اخبرتني انه يولد في هذه الليله ففي اي وقت منها؟ فقال لي: في طلوع الفجريولد الکريم علي الله ان شاء الله.

قالت حکيمه: فاقمت فافطرت و نمت بالقرب من نرجس، و بات ابو محمد عليه السلام في صفه في تلک الدار التي نحن فيها، فلما ورد وقت صلاه الليل قمت و نرجس نائمه مابها اثر ولاده، فاخذت في صلاتي ثم اوترت فانا في الوتر حتي وقع في نفسي ان الفجر قد طلع و دخل في قلبي شيء فصاح ابو محمد عليه السلام من الصفه الثانيه لم يطلع الفجر يا عمه فاسرعت الصلاه وتحرکت نرجس فدنوت منها و ضممتها الي و سميت عليها ثم قلت لها: هل تحسين شي؟ فقالت: نعم.

فوقع علي سبات لم اتمالک معه ان نمت و وقع علي نرجس مثل ذلک



[ صفحه 164]



فنامت فلم انتبه الا بحس سيدي المهدي عليه السلام و صيحه ابي محمد عليه السلام يقول: يا عمه هاتي الي ابني فقد قبلته فکشفت عن سيدي عليه السلام فاذا به ساجدا مبلغ الارض بمساجده و علي ذراعه الايمن مکتوب: (جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل کان زهوقا) فضممته الي فوجدته مفروغا منه، و لففته في ثوب و حملته الي ابي محمد عليه السلام فاخذه و اقعده علي راحته اليسري و جعل راحته اليمني علي ظهره ثم ادخل لسانه في فيه وامر يده علي ظهره و سمعه و مفاصله ثم قال له: تکلم يا بني فقال: اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله و ان عليا اميرالمومنين ثم لم يزل يعدد الساده عليهم السلام الي ان بلغ الي نفسه ودعا لاوليائه بالفرج علي يده ثم احجم.

ثم قال ابو محمد عليه السلام يا عمه اذهبي به الي امه ليسلم عليها و ائتيني به، فمضيت به فسلم عليها ورددته اليه ثم وقع بيني وبين ابي محمد عليه السلام کالحجاب فلم ار سيدي فقلت له: يا سيدي اين مولانا؟ فقال عليه السلام: اخذه مني من هو احق به منک، فاذا کان اليوم السابع فاتينا.

فلما کان في اليوم السابع جئت فسلمت ثم جلست، فقال عليه السلام: هلمي بانني فجئت لسيدي و هو في ثياب صفر ففعل به کفعاله الاول و جعل عليه السلام لسانه في فيه ثم قال له: تکلم يا بني، فقال: اشهد ان لا اله الا الله وثني بالصلاه علي محمد و اميرالمومنين و الائمه عليهم السلام حتي وقف علي ابيه.

ثم قرا: بسم الله الرحمن الرحيم (ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمه و نجعلهم الوارثين و نمکن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما کانوا يحذرون). [9] .



[ صفحه 165]



ثم قال له: اقرا يا بني مما انزل الله علي انبيائه و رسله، فابتدا بصحف آدم فقراها بالسريانيه و کتاب ادريس، و کتاب نوح، و کتاب هود، و کتاب صالح، و صحف ابراهيم، وتوراه موسي، و زبور داود، و انجيل عيسي،‌و فرقان محمد جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم قص قصص النبيين و المرسلين الي عهده، فلما کان بعد اربعين يوما دخلت عليه الي دار ابي محمد عليه السلام فاذا مولانا الصاحب يمشي في الدار فلم اروجها احسن من وجهه عليه السلام ولا لغه افصح من لغته، فقال لي ابو محمد «ع»: هذا المولود الکريم علي الله، قلت له: سيدي له اربعون يوما و انا من امره ما اري. [10] .

فقال عليه السلام: يا عمتي اما عملت انا معاشر الاوصياء ننشا في اليوم کما ينشا غيرنا في جمعه؟ [11] و نشا في الجمعه ما ينشا غيرنا في السنه‌، فقمت فقبلت راسه و انصرفت و عدت و تفقدته فلم اره فقلت لسيدي ابي محمد عليه السلام: ما فعل مولانا؟ فقال: يا عمه استودعناه الذي استودع موسي عليه السلام.

ثم قال عليه السلام: لما وهب لي ربي مهدي هذه الامه ارسل ملکين فحملاه الي سرادق العرش حتي وقف [12] بين يدي الله عزوجل فقال له: مرحبا بک عبدي لنصره ديني [13] و مهدي عبادي آليت اني بک آخذ وبک اعطي وبک اغفر و بک اعذب، اردداه ايها الملکان علي ابيه [14] ردا رفيقا و ابلغاه انه في ضماني و کنفي و بعيني الي ان احق به احق و ازهق به الباطل و يکون الدين لي



[ صفحه 166]



واصبا.

ثم قالت: لما سقط من بطن امه الي الارض وجد جاثيا علي رکبتيه رافعا سبابتيه ثم عطس فقال: الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله عبدا ذاکرا لله غير مستنکف ولا مستکبر.

ثم قال عليه السلام: زعمت الظلمه ان حجه الله داحضه، لو اذن الله لي في الکلام لزال الشک. [15] .



[ صفحه 167]