في کلامه في بطن امه و قراءته القرآن، و ما ظهر من البراهين حا
1- ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن احمد بن ادريس رضي الله عنه قال: حدثنا ابي قال: حدثنا محمد بن اسماعيل،قال: حدثنا محمد بن ابراهيم الکوفي، قال: حدثني محمد بن عبدالله الطهري [1] قال قصدت حکيمه بنت محمد عليه السلام بعد مضي ابي محمد عليه السلام اسالها عن الحجه و ما قد اختلف فيه الناس من الحيره التي هم فيها فقالت لي: اجلس فجلست، ثم قالت لي: يا محمد ان الله تبارک و تعالي لا يخلي الارض من حجه ناطقه او صامته ولم يجعلها في اخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السلام تفضيلا للحسن و الحسين و تمييزا لهما ان يکون في الارض عديلهما الا ان الله تبارک و تعالي خص ولد الحسين عليه السلام بالفضل علي ولد الحسن عليه السلام کما خص ولد هارون علي ولد موسي و ان کان موسي حجه علي هارون و الفضل لولده الي يوم القيامه، ولا بد للامه من حيره يرتاب فيها المبطلون و يخلص فيها المحقون لئلا يکون للخلق [2] علي الله حجه و ان الحيره لابد واقعه بعد مضي ابي محمد الحسن عليه السلام.
[ صفحه 156]
فقلت: يا مولاتي هل کان للحسن عليه السلام ولد؟ فتبسمت ثم قالت: ان لم يکن للحسن عليه السلام ولد فمن الحجه بعده؟ وقد اخبرتک انه لا امامه لاخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السلام فقلت: ياسيدي حدثيني بولاده مولاي و غيبته عليه السلام قالت: نعم کانت لي جاريه يقال له: نرجس، فزارني ابن اخي عليه السلام و اقبل يحد النظر اليها، فقلت له: يا سيدي لعلک هويتها فارسلها اليک؟ فقال لها: لا يا عمه و لکني اتعجب منها، فقلت: و مااعجبک؟ فقال عليه السلام: سيخرج منها ولد کريم علي الله عزوجل الذي يملا الله بها الارض عدلا و قسطا کما ملئت ظلما و جورا فقلت: فارسلها اليک يا سيدي؟ فقال: استاذني لذلک ابي عليه السلام.
قالت فلبست ثيابي و اتيت منزل ابي الحسن عليه السلام فسلمت و جلست فبداني عليه السلام و قال يا حکيمه ابعثي بنرجس الي ابني ابي محمد، قالت: فقلت: يا سيدي علي هذا قصدتک علي ان استاذنک في ذلک، فقال لي: يا مبارکه ان الله تبارک و تعالي احب ان يشرکک في الاجر و يجعل لک في الخير نصيبا.
قالت حکيمه: فلم البث ان رجعت الي منزلي و زينتها و هيئتها [3] لابي محمد عليه السلام و جمعت بينه و بينها في منزلي فاقام عندي اياما ثم مضي الي والده، ووجهت بها معه قالت حکيمه: فمضي ابوالحسن عليه السلام و جلس ابو محمد عليه السلام مکان والده و کنت ازوره کما کنت ازور والده، فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي و قالت: يا مولاتي ناوليني خفک، فقلت: بل انت سيدتي و مولاتي، والله لا ادفع اليک خفي لتخلعيه ولا لتخدميني بل اخدمک
[ صفحه 157]
علي بصري.
فسمع ابو محمد عليه السلام ذلک، فقال: جزاک الله يا عمه خيرا،فجلست عنده الي وقت غروب الشمس فصحت بالجاريه و قلت: ناوليني ثيابي لانصرف، فقال عليه السلام: يا عمه بيتي الليله عندنا فانه سيولد المولود الکريم علي الله عزوجل الذي يحيي الله عزوجل به الارض بعد موتها، فقلت: ممن يا سيدي؟ و لست اري بنرجس شيئا من اثر الحبل فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت اليها فقلبتها ظاهرا لبطن فلم اربها اثر حبل فعدت اليه، فاخبرته بما فعلت فتبسم، ثم قال لي: اذا کان وقت الفجر يظهر لک بها حبل، لان مثلها مثل ام موسي لم يظهر بها الحبل و لم يعلم بها احد الي وقت ولادتها، لان فرعون کان يشق بطون الحبالي في طلب موسي عليه السلام و هذه نظير موسي عليه السلام.
قالت حکيمه: فعدت اليها فاخبرتها بما قال و سالتها عن حالها، فقالت: يا مولاتي ما اري بي شيئا من هذا، قالت حکيمه: فلم ازل ارقبها الي وقت طلوع الفجر و ثبت الي فزعه فضممتها الي صدري و سميت عليها، فصاح بي ابو محمد عليه السلام و قال: اقرئي عليها: انا انزلناه في ليله القدر، فاقبلت اقرا عليها وقلت لها: ما حالک؟ قالت: ظهر لي الامر الذي اخبرک به مولاي فاقبلت اقرا عليها کما امرني فاجابني الجنين من بطنها يقرا مثل ما اقرا فسلم علي.
قالت حکيمه: ففزعت لما سمعت، فصاح بي ابو محمد عليه السلام: لا تعجبي من امرالله، ان الله تبارک و تعالي ينطقنا بالحکمه صغارا، و يجعلنا حجه في ارضه کبارا فلم يستتم الکلام حتي غيبت عني نرجس فلم ارها، کانه ضرب بيني و بينها حجاب، فعدوت نحو ابي محمد عليه السلام و انا صارخه، فقال: ارجعي يا عمه فانک ستجدينها في مکانها، قالت: فرجعت فلم البث ان کشف
[ صفحه 158]
الحجاب الذي کان بيني و بينها، و اذا انا بها و عليها من اثر النور ما غشي بصري، و اذا انا بالصبي عليه السلام ساجدا علي وجهه، جاثيا علي رکبتيه، رافعا سبابتيه و هو يقول: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريک له، وان جدي رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم وان ابي امير المومنين عليه السلام ثم عد اماما اماما الي ان بلغ الي نفسه.
ثم قال: اللهم انجز ما وعدتني، و اتمم لي امري، و ثبت وطاتي و املا الارض عدلا و قسطا.
فصاح بي ابو محمد عليه السلام فقال: يا عمتاه تناوليه و هاتيه، فتناولته و اتيت به نحوه فلما مثلت بين يدي ابيه و هو علي يدي سلم علي ابيه فتناوله الحسن عليه السلام مني و ناوله لسانه فشرب منه، ثم قال: امضي به الي امه لترضعه ورديه الي، قالت: فتناولته امه فارضعته فردته الي ابي محمد عليه السلام و الطير ترفرف علي راسه فصاح بطير منها، فقال له: احمله و احفظه ورده الينا في کل اربعين يوما فتناوله الطير و طار به في جو السماء فاتبعه سائر الطير فسمعت ابا محمد عليه السلام يقول: استودعتک الذي استودعته ام موسي عليه السلام فبکت نرجس فقال لها: اسکتي فان الرضاع محرم عليه الا من ثديک، وسيعاد عليک کما رد موسي عليه السلام الي امه و ذلک قول الله عزوجل: (فرددناه الي امه کي تقرعينها و لا تحزن). [4] .
قالت حکيمه: قلت: وما هذا الطير؟ قال: هذا روح القدس الموکل بالائمه عليهم السلام يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم.
قالت حکيمه: فلما کان بعد اربعين يوما رد الغلام و وجه الي ابن اخي
[ صفحه 159]
عليه السلام فدعاني فدخلت عليه فاذا بالصبي يتحرک [5] بين يديه، فقلت: يا سيدي هذا ابن سنتي؟ فتبسم عليه السلام، ثم قال: ان اولاد الانبياء و الاوصياء اذا کانوا ائمه ينشوون بخلاف ما ينشاوا غيرهم، و ان الصبي منا اذا اتي عليه شهر کان کمن اتي عليه سنه و ان الصبي منا ليتکلم في بطن امه و يقرا القرآن و يعبد ربه عزوجل، و عند الرضاع تطيعه الملائکه و تنزل عليه صباحا و مساء. [6] .
قالت حکيمه: فلم ازل اري ذلک الصبي في کل اربعين يوما الي ان رايته رجلا قبل مضي ابي محمد عليه السلام بايام قلائل فلم اعرفه، فقلت لابي، محمد عليه السلام: من هذا الذي تامرني ان اجلس بين يديه؟ فقال لي: هذا ابن نرجس و هذا خليفتي من بعدي و عن قليل تفقدوني فاسمعي له و اطيعي.
قالت حکيمه: فمضي ابو محمد عليه السلام بعد ذلک بايام قلائل و افترق الناس کما تري و الله اني لاراه صباحا و مساء و انه لينبئني عما تسالوني عنه فاخبرکم، والله اني لاريد ان اساله عن الشيء فيبداني به، وانه ليرد علي الامر فيخرج الي منه جوابا من ساعته من غير مسالتي، وقد اخبرني البارحه بمجيئک الي و امرني ان اخبرک بالحق.
قال محمد بن عبدالله: فوالله لقد اخبرتني حکيمه باشياء لم يطلع عليه احد الا الله عزوجل ان ذلک صدق و عدل من الله تبارک و تعالي و ان الله عزوجل قد اطلعه علي مالا يطلع عليه احدا من خلقه. [7] .
[ صفحه 161]
پاورقي
[1] في البحار: المطهري، وعلي اي حال لم اجد له ولا للراوي عنه ترجمه.
[2] في البحار: لئلا يکون للناس علي الله حجه.
[3] في المصدر و البحار: ووهبتها.
[4] سوره القصصک 13.
[5] في البحار: فاذا انا بصيي متحرک يمشي بين يديه.
[6] في البحار: وتنزل عليه کل صباح و مساء.
[7] کمال الدين: 426 ح 2 و عنه البحار ج 11:51 ح 14 و مدينه المعاجز: 586، واورده في روضه الواعظين للفتال النيسابوري: 257، و اورد قطعه منه في العدد القويه: 72 ح 116 و في صراط المستقيم ج 234:2 عن ابن بابويه مختصرا، وفي اثبات الهداه ج 365:3 ح 8 مختصرا عن کمال الدين.