في فقد القابله له من کفها
1- الشيخ ايضا في «کتاب الغيبه» عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيي، عن احمد بن علي الرازي، [1] عن محمد بن علي، عن حنظله ابن زکريا، [2] قال: حدثني احمد بن بلال بن داود الکاتب، و کان عاميا بمحل النصب لاهل البيت عليهم السلام يظهر ذلک و لا يکتمه، و کان صديقا لي يظهر موده بما فيه من طمع اهل العراق [3] فيقول کلما لقيني: لک عندي خبر تفرح ولا اخبرک به، فاتغافل عنه الي ان جمعني و اياه موضع خلوه، فاستقصيت عليه و سالته ان يخبرني به.
فقال: کانت دورنا بسر من راي مقابل دار ابن الرضا، يعني ابا محمد الحسن بن علي عليهما السلام، فغبت عنها دهرا طويلا الي قزوين و غيرها، ثم قضي لي الرجوع اليها فلما وافيتها و قد کنت فقدت جميع من خلفته فيها من اهلي و قراباتي الا عجوزا کانت ربتني، ولها بنت معها، و کانت من طبع الاول مستوره صائنه لا تحسن الکذب، و کذا مواليات لنا بقين في الدار، فاقمت
[ صفحه 180]
عندهن اياما ثم اردت الخروج [4] فقالت العجوز: کيف تستعجل الانصراف و قد غبت زمانا فاقم عندنا لنفرح بمکانک فقلت لها علي جهه الهزء: اريد ان اصير الي کربلاء و کان الناس للخروج في النصف من شعبان او ليوم عرفه فقالت: يا بني اعيذک بالله ان تستهين بما ذکرت او تقوله علي وجه الهزء فاني احدثک بما رايته يعني بعد خروجک من عندنا بسنتين.
کنت في هذا البيت نائمه بالقرب من الدهليز و معي ابنتي و انا بين النائمه و اليقظانه اذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحه فقال: يا فلانه يجيبک الساعه من يدعوک في الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي، ففزعت و ناديت ابنتي و قلت لها: هل شعرت باحد دخل البيت، فقالت: لا، فذکرت الله و قرات و نمت و جاء الرجل بعينه و قال: مثل قوله، ففزعت و صحت بابنتي، فقالت: لم يدخل البيت احد فاذکري الله و لا تفزعي فقرات و نمت.
فلما کان في الليله الثالثه [5] جاء الرجل فقال: يا فلانه قد جاءک من يدعوک و يقرع الباب فاذهبي معه، و سمعت دق الباب فقمت وراء الباب و قلت: من هذا؟ فقال: افتحي و لا تخافي، فعرفت کلامه ففتحت الباب، فاذا خادم معه ازار، فقال: يحتاج اليک بعض الجيران في حاجه مهمه فادخلني، ولف راسي بالملاءه [6] و ادخلني الدار و انا اعرفها، فاذا شقاق [7] مسدوده [8] وسط الدار و رجل قاعد بجنب الشقاق، فرفع الخادم طرفه فدخلت، و اذا امراه قد اخذها الطلق و امراه قاعده خلفها کانها تقبلها.
[ صفحه 181]
فقالت المراه: تعينينا فيما نحن فيه، فعالجتها بما يعالج به مثلها، فما کان الا قليل حتي سقط غلام فاخذته بکفي [9] و صحت: غلام غلام، و اخرجت راسي من طرف الشقاق ابشر الرجل القاعد، فقال لي: لا تصيحي، فلما رددت وجهي للغلام [10] قد کنت فقدته من کفي فقالت لي المراه القاعده: لا تصيحي، و اخذ الخادم بيدي و رجعت ولف راسي بالملاءه و اخرجني من الدار وردني الي داري و ناولني صره و قال لي: لا تخبري احدا بما رايت.
فدخلت الدار و رجعت الي فراشي في هذا البيت و ابنتي نائمه بعد فايقظتها و سالتها هل علمت بخروجي و رجوعي؟ فقالت: لا و فتحت الصره في ذلک الوقت فاذا فيها عشره دنانير، وما اخبرت بهذا احدا الا في هذا الوقت لما تکلمت بهذا الکلام علي حد الهزء فحذرتک [11] اشفاقا عليک فان لهولاء القوم عندالله عزوجل شانا و منزله و کلما يدعونه حق، قال: فعجبت من قولها و صرفته الي السخريه و الهزء و لم اسالها عن الوقت غير اني اعلم يقينا اني غبت عنهم في سنه نيف و خمسين في مائتين و رجعت الي سر من راي في وقت اخبرتني العجوز في سنه احدي و ثمائتين في وزاره عبيد [12] الله بن سليمان لما قصدته.
قال حنظله: فدعوت بابي الفرج المظفر بن احمد حتي سمع معي هذا الخبر. [13] .
[ صفحه 183]
پاورقي
[1] هو احمد بن علي ابو العباس الرازي الخضيب الايادي، عده الشيخ في رجاله ممن لم يرو عنهم عليهم السلام، وله کتب منها الشفاء و الجلاء في الغيبه - معجم رجال الحديث ج 153:2-.
[2] حنظله بن ذکريا بن حنظله بن خالد بن العيار التميمي ابوالحسن القزويني له کتاب الغيبه، وعده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام روي عنه التلعکبري - معجم رجال الحديث ج 306:6-.
[3] في البحار: من طبع اهل العراق.
[4] في البحار: ثم عزمت علي الخروج.
[5] في البحار: فلما کان في الثالثه.
[6] الملاءه (بضم الميم): الريطه و کل ثوب يشبه المللحفه.
[7] الشقاق (بکسر الشين) جمع الشقه و هي ما شق من ثوب او نحوه مستطيلا.
[8] في البحار: «مشدوده» بالشين المعجمه.
[9] في البحار: فاخذته علي کفي.
[10] في البحار: الي الغلام.
[11] في البحار: وحدثتک.
[12] عبيدالله بن سليمان بن وهب الحارثي ابو القاسم الوزير، من اکابر الکتاب استوزره المعتمد العباسي و اقره بعد المعتضد و استمرت وزارته عشر سنين ولد سنه (226) هـ تو توفي سنه (288) هـ - اعلام ج 349:4-.
[13] غيبه الشيخ الطوسي: 144 و عنه البحار ج 20:51 ح 28 و مدينه المعاجز: 592.